دعا المشاركون في جلسة نظمت مؤخرا في دبي، إلى منح ولوج تفضيلي للبلدان الإفريقية لتمويل الخسائر والأضرار المرتبطة بالتغير المناخي، على اعتبار أن القارة هي الأكثر عرضة لتداعيات الآثار الضارة الناجمة عن الاحتباس الحرارى.
وأكد المتدخلون، خلال هذا اللقاء، الذي نظمه “مركز 4 سي” بجناح المغرب في إطار الدورة ال28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الامم المتحدة بشأن تغير المناخ، تحت شعار “تمويل الخسائر والأضرار: كيفية ضمان تموضع معزز للبلدان الإفريقية؟”، أن الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ تمثل تحديا اقتصاديا وسياسيا كبيرا للبلدان الإفريقية، التي تعد جزءا من القارة التي لديها أقل انبعاثات من الغازات الدفيئة.
وأتاحت هذه الجلسة التي نظمت بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، مساحة للتبادل والحوار وتقاسم الخبرات بين البلدان الإفريقية في ما يتعلق بتقييم الاحتياجات المتعلقة بالخسائر والأضرار وتحديد التدابير اللازمة للاستجابة لها.
كما تم تسليط الضوء على تحديد الإجراءات اللازمة لتعزيز موقف البلدان الإفريقية وتجهيزها بشكل أفضل حتى تتمكن من الاستفادة من التمويل المخصص للخسائر والأضرار.
وتشير الدراسات إلى أن الخسائر والأضرار المرتبطة بالتغير المناخي، مقارنة بسكان إفريقيا وناتجها المحلي الإجمالي، من المحتمل أن تكون كبيرة، مع ظهور تأثيرات سلبية في كافة القطاعات، وخاصة تلك المرتبطة بالأمن الغذائي، والصحة العامة، والموارد المائية.
ولذلك، سعت البلدان والهيئات الإقليمية الإفريقية على مدار أكثر من عقد من الزمن إلى المرافعة عن قضية الخسائر والأضرار خلال مفاوضات المناخ الدولية، ودعت إلى معالجة هذه القضية بصورة ملحة، لأنها تختلف عن التكيف وتتطلب تمويلات إضافية مهمة ويمكن الولوج إليها.
وكان مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب27)، الذي انعقد في مصر خلال نونبر 2022، قد توصل إلى اتفاق حاسم يهدف إلى تمويل الخسائر والأضرار التي لحقت بالدول الضعيفة المتضررة بشدة من الكوارث المناخية.
وتقرر أيضا تشكيل لجنة انتقالية ستكون مسؤولة عن صياغة توصيات حول كيفية تفعيل هذا الصندوق الجديد، والتي سيتعين فحصها واعتمادها خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 28).
وعقد الاجتماع الأول للجنة الانتقالية في مارس 2023 بمدينة الأقصر بمصر، واختتم باعتماد خطة عمل من أجل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.
وبهذه المناسبة، اطلع المنظمون على التقدم الذي أحرزته اللجنة الانتقالية للصندوق، فضلا عن مراحل تفعيل الصندوق.
ويعد مركز الكفاءات للتغيرات المناخية (4 سي المغرب) منصة وطنية للحوار وتعزيز مهارات مختلف الفاعلين ومركزا للمعلومات في مجال التغير المناخي منفتح على بيئته الإقليمية والإفريقية والدولية.
دعوة لتمكين البلدان الإفريقية من ولوج تفضيلي لتمويل خسائر وأضرار تغير المناخ
الوسوم