رؤوف الصباحي: نحن محظوظون لأن هناك إمكانية صناعة الأفلام ولأن دعم الدولة لهذا القطاع أكبر بكثير من بلدان أخرى

رؤوف الصباحي مخرج ومنتج وكاتب سيناريو سينمائي وتلفزيوني مغربي، 38 سنة، حاصل على ماجيستير في السينما، صانع أفلام منذ أكثر من 15 سنة. للتقرب أكثر من تجربته السينمائية، كان لنا معه هذا الحوار:

< كم عدد الأعمال التي قمت بإخراجها؟
> أخرجت خمسة أفلام قصيرة ابتداء من 2003، وفيلمين سينمائيين طويلين، وعدد كبير من الأعمال التلفزيونية.

< من أين نشأت لديك فكرة أول فيلم قمت بإخراجه؟
> لقد نشأت وترعرعت في أسرة إعلامية، ثم بدأت العمل في هذا المجال وأنا طفل صغير، أعددت وقدمت برامج إذاعية، وفور حصولي على الباكالوريا التحقت بمعهد للتكوين السينمائي، كهدف لإتمام مساري المهني، كان أبي صحافيا في الإذاعة وكان كفيفا، من أجل هذا اخترت الرؤية والتعبير بالصورة، وكان أول أفلامي “مدينتي التي لم أر” وتدور أحداثه عن طفل كفيف يحلم برؤية مدينته..

< أغلبية الأفلام العالمية التي تحصد جوائز الأوسكار، يكون فيها المخرج هو نفسه السيناريست، ما سبب نجاحات هذه الأفلام في نظرك؟ هل تميل إلى هذه الثنائية في أفلامك؟
> في اعتقادي أن السينما هي تعبير عن الذات، وهي أداة لتقاسم عوالمك الخاصة مع الآخر وهي الغاية لتحقيق ذاتك، فمن هذا المنطلق أميل إلى أن أكون كاتب سيناريو أفلامي، لأن هذا في اعتقادي يجعل المخرج من جهة صادقا في تصوره ومتحكما في مضمونه.

< حدثنا عن فيلمك الأخير؟
> فيلمي الأخير يحمل عنوان “واحة المياه المتجمدة” هي فكرة لولادة جديدة، فهو فيلم يختلف جذريا عن أعمالي السابقة، فيلم ذاتي نوعا ما، أحكي فيه عن مرحلة من حياتي، بحرية تامة، أسلوب هادئ، وقليل الكلام، وأظن أنها مرحلة جديدة، قررت فيها أن أنطلق في مسار مهني جديد، بعد 15 سنة من صناعة الأفلام، أتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور.
< ماذا يعني لك أن تكون صانع أفلام؟
> أعتبر نفسي محظوظا، أن تكون صانع أفلام، فهو حظ لا مثيل له، وهو أيضا معاناة ومخاض دائم، فهو ليس مهنة، بل أسلوب حياة، واختياري لهذا المجال كان في محله، وأنا فخور بالعمل فيه..

< ما هي الصعوبات التي تواجه المخرج في المغرب؟
> العمل السينمائي كله صعوبات، لكننا نعتبر من المحظوظين في المغرب، لأن هناك إمكانية صناعة الأفلام، ولأن دعم الدولة لهذا القطاع أكبر بكثير من بلدان أخرى.

< كيف ترى الساحة السينمائية في المغرب من وجهة نظرك؟
> فيها الصالح والطالح، ينقصنا الكثير، وفي اعتقادي لا ينقصنا الإبداع بقدر ما ينقصنا التكامل بين كل الفاعلين، من منتجين وفنانين وتقنيين ونقاد، وأن نقبل بالاختلاف لأن مجال السينما هو مجال فنون متعددة الأشكال، فهي لا تتخذ شكلا واحدا يمكن الحسم فيه.

< أنت واحد من المخرجين الذين تخصصوا في السينما، حدثنا عن مسارك الدراسي وموضوع بحثك؟
> كان موضوع بحث الماجستير “عن قدسية السيناريو ومدى إمكانية تطويره أو تغييره حسب الظروف والإمكانيات” وأنا الآن بصدد تحضير بحث الدكتوراه في السينما، أحاول الجمع فيه بين الجانب الإنتاجي والإبداعي وكيف يؤثر الأول عن الثاني تحت بعنوان   “low coast movies high quality”

< ماذا تعني السينما بالنسبة إليك، هل هي فن أم ثقافة أم وسيلة لتحصيل المعرفة أم مجرد أداة ربحية أم وسيلة فعالة للفكر؟
>  من الصعب إعطاء تعريف للسينما، فكل مهني يرى السينما من زاويته الخاصة، أما بالنسبة لي فهي كل ما ذكرت أي هي فن وثقافة ووسيلة لتحصيل المعرفة وإعمال الفكر، ووسيلة ربحية أيضا، فهي حياة.

< إعداد: عبد الرحيم الشافعي

Related posts

Top