يتواصل تواجد محمد بودريقة خارج المغرب، ومع طول المدة، بدأت تكثر التساؤلات حول أسباب ومسببات هذا الغياب غير العادي والمثير، وحقيقة التبريرات التي تعطى، كسبب مباشر دفع صاحب المهام المتعددة، إلى البقاء بالخارج منذ أشهر، عوض العودة إلى أرض الوطن.
هذا الغياب كلفه حتى الآن منصبين سياسيين، الأمانة العامة بمجلس النواب، ورئاسة مقاطعة مرس السلطان، بينما ما يزال يحافظ حتى إشعار آخر، على منصبين رياضيين، هما عضوية جامعة كرة القدم، ورئاسة نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم…
وبالرغم من هذا التواجد غير العادي، فإن بودريقة يصر دائما على الظهور بمواقع التواصل الاجتماعي، كما يصر أيضا على إظهار تحكمه بكل القرارات التي تهم الرجاء، وتدخله في كل كبيرة وصغيرة، بل إنه يحرص على تقديم المستجدات، والأخبار على صفحاته الخاصة، انسجاما مع اعترافه الأخير بكون مواقع التواصل الاجتماعي حرفته…
والمثير للاستغراب أن صاحبنا يؤكد في كل مرة صرف رواتب ومنح اللاعبين والطاقم التقني، وهو متواجد بالخارج، مع أن الجميع يعرف أن الرجاء تعيش أزمة مالية خانقة، وأن اللاعبين يضحون من أجل القميص، والأكثر من ذلك فالمسؤول المباشر عن الفريق الأول، مامون البلغيتي هو من يتحمل التكاليف المالية التي ارتفعت مع توالي النتائج الإيجابية…
وتأكيدا على ذلك نشر بودريقة بصفته الرسمية؛ مباشرة بعد فوز الرجاء بلقب البطولة، قائلا: «هذا جهدي عليكم».
ويستفاد من ذلك، أنه كان وراء هذا التتويج، وأنه لعب دورا أساسيا بالرغم من تواجده المستمر بالخارج، دون آن يعرف بالتحديد، اسم البلد الذي يقيم به، مع أن آخر الأخبار تؤكد إقامته بمدينة الشارقة الإماراتية، كما سبق الحديث عن ظهوره بلندن وبيروت، وغيرهما من المدن التي يقال إنه شوهد بها…
قبل عزله من المناصب السياسية التي «ناضل» من أجل الحصول عليها، توصل باستفسار من المصالح المعنية؛ فكان جوابه بأنه يخضع لفترة نقاهة بعد عملية جراحية خضع لها، كما بعث بنسخة كاملة عن ملفه الطبي إلى عامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، وتضمن تخطيطا طبيا وتقريرا طبيا، وورقة تحليلات طبية، إضافة إلى قرص خاص، يتضمن تقارير دقيقة عن وضعه الصحي.
إلا أن السلطات المعنية لم تقتنع على ما يبدو بمحتويات هذا الملف، فكان العزل، بينما لم يطالبه فوزي لقجع بصفته رئيسا للجامعة، بأي استفسار، كما أن أعضاء المكتب المديري للرجاء يظهرون نوعا من التضامن مع رئيسهم…
مباشرة بعد نهاية البطولة وإجراء يومه الثلاثاء لنصف النهاية الثانية والتي ستجمع الرجاء بمولودية وجدة، من المفروض أن يعقد الجمع العام في أجل لا يتعدى منتصف غشت القادم، كما حددت ذلك العصبة الاحترافية لكرة القدم…
فهل سيحضر بودريقة فعليا لأشغال هذا الجمع بصفته رئيسا؟ أم سأكتفي بتسيير الجمع عن بعد؟…
سؤال لن ننتظر طويلا للحصول عن الإجابة، مع كامل المتمنيات للرئيس الرجاوي الشاب بكامل الصحة والعافية…
>محمد الروحلي