ربع قرن على حكم جلالة الملك محمد السادس.. حفظ الذاكرة والتراث والتحفيز على الإبداع

حظي المجال الثقافي في عهد جلالة الملك محمد السادس، باهتمام خاص، ما جعله يرقى إلى صناعة مساهمة في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، بعد تثمين عدة أشكال ثقافية، من خلال تنظيم المهرجانات الوطنية والدولية، وتشييد متاحف أثرية، وتنظيم مسابقات وطنية للرفع من مستوى الإنتاج الفكري والتحفيز على الإبداع.
وأصبح للمغرب، خلال الـ 25 سنة الأخيرة، بعد تولي جلالة الملك محمد السادس للحكم، بنية تحتية ثقافية محترمة، تضاهي نظيرتها العالمية، والمتمثلة في تشييد متاحف مختلفة في عدة مدن كفاس، ومراكش، والصويرة، والرباط، وطنجة، ومكناس، وغيرها.
وتوجد أسماء متاحف كثيرة، أصبحت مشهور بين الزوار المغاربة والأجانب، من قبيل متحف دار الباشا، متحف البطحاء، متحف الدار الجامعي، متحف دار سي سعيد، متحف محمد السادس للحضارة والمياه، متحف التاريخ والحضارات، المتحف الأثري، متحف القصبة لثقافات البحر الأبيض المتوسط، المتحف الوطني للخزف، متحف طنجة فيلا هاريس، متحف باب العقلة، المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي..
ومن جهة أخرى، بات المغرب وجهة مفضلة للقاء المخرجين والممثلين والفنانين بمعجبيهم، أثناء تنظيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ومهرجان موازين بالرباط، ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس، ومهرجان كناوة بالصويرة، كما أنه أصبح منصة لإنتاج الأفلام السينمائية، وتصوير الفيديو كليب.
وشكل حضور أسماء عالمية في مجال الفن والسينما والإبداع الثقافي، قيمة رمزية للمغرب، حيث بات يتمتع بسمعة طيبة، بفعل الصور التي تنقل عنه، بعد مشاركة المخرجين والممثلين والموسيقيين في المهرجانات التي تنظم محليا.
وعلى سبيل المثال، شهد مهرجان موازين، طيلة دوراته، مشاركة أبرز النجوم العالميين في الموسيقى، ليصبحوا فيما بعد، سفراء للمغرب، والحديث هنا عن: جينيفر لوبيز، ريهانا، ميكا، ديفيد جوتا، إنريكي إغليسياس، ديب بيربل، الإخوة جاكسون، كايلي مينوغ، كارلوس سانتانا وتشارلز أزنافور وألفا بلوندي وزيغي مارلي وعشرات الأسماء الأخرى الذين كتبوا الصفحات الجميلة لهذه اللقاءات مع الجمهور المغربي منذ سنة 2001، على حد تعبير الكاتب والصحفي عبد الحق نجيب.


ومن جهة أخرى، يدعم جلالة الملك محمد السادس المهرجانات الوطنية التي تهتم بالأشكال الثقافية المحلية و»الفنتازيا»، في إطار حفظ الذاكرة والتاريخ والهوية الجماعية والتراث الثقافي اللامادي الذي يزخر به المغرب.
وجعل جلالة الملك محمد السادس من التعدد الهوياتي الوطني، مصدرا للتسامح والتعايش، فهذه الأرض ثرية بالروافد الثقافية الضاربة جذورها في التاريخ، كالثقافة الصحراوية الحسانية، والأمازيغية، والعربية، والإفريقية واليهودية، ناهيك عن صيانة تعدد اللهجات المحلية. ويستثمر المغرب هذا التعدد في احتضان المؤتمرات الدولية حول التسامح والتعايش والسلام، أي أنه أصبح أرضا للحوار والتواصل بين الحضارات.
ويرى عبد الحق نجيب، أن المجال الثقافي والفني، شهد في عهد جلالة الملك محمد السادس، تغيرا حقيقيا على جميع المستويات، موضحا أن جلالة الملك محمد السادس، يتابع عن كثب جديد الأعمال التشكيلية والسينمائية، ذلك أن الثقافة تشكل في رؤية جلالته مصدرا للتنمية البشرية، ووسيلة للعمل الدبلوماسي.
ووقف عبد الحق نجيب، في تصريح لجريدة بيان اليوم، عند تجربة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي تم تأسيسه بمبادرة من جلالة الملك محمد السادس، مشددا على أنه أصبح منصة سينمائية تستضيف أسماء كبار المخرجين والممثلين.
وذكر عبد الحق نجيب أن المغرب بات يسوق صورته من خلال هذا المهرجان، الذي يشرف عليه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مبرزا أن الشعب الذي لا يصنع صورته، يترك للآخرين حق صناعتها عنه، ومن ثم فإن الصورة المتداولة عن المغرب في العالم، هي صورة أرض الثقافة والانفتاح والتسامح والتعدد الهوياتي.
وأشار عبد الحق نجيب أنه ليس من باب الصدفة، أن أصبح المغرب، منذ 40 سنة، على المستوى المتوسطي والإفريقي، أرضا لتصوير أعمال سينمائية لأكبر المخرجين العالميين، من قبيل مارتن سكورسيزي وريدلي سكوت وبرناردو برتولوتشي وديفيد لين..
وبشأن تجربة مهرجان مراكش، عاد عبد الحق نجيب ليقول: «عندما نقرأ تصريحات مارتن سكورسيزي، روبرت دي نيرو، أوليفر ستون، فرانسيس فورد كوبولا، أبيل فيرارا، كريستوفر والكن، روبرت ريدفورد، سوزان ساراندون، سيغورني ويفر، ندرك تأثير ما أحدثته مراكش والمغرب عليهم وعلى رؤيتهم للثقافة المغربية والإفريقية والأمازيغية والصحراوية والعربية. كان علينا فقط أن نفكر في حدث ثقافي كبير ليكون له هذا التأثير العالمي. مجرد فكرة، مفهوم تم تجميعه معا، ونحن هنا من بين أكبر خمسة مهرجانات في العالم، مع مهرجان كان، ومهرجان البندقية السينمائي، وبرلين، وصندانس، وسينيميد وغيرها من المحطات السينمائية عالية الجودة».
وبفضل مجهودات جلالة الملك محمد السادس، شهد المغرب، بحسب عبد الحق نجيب، تشييد مجموعة من المتاحف، كمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، الذي تعرض فيه أعمال كبار الفنانين في التشكيل والنحت.. وهو ما جعله واجهة لتقاسم المعارف والمكتسبات، وفضاء للتلاقح الثقافي.
ويرى عبد الحق نجيب، أنه بتنا نتحدث في عهد جلالة الملك محمد السادس، عن الآداب والمسرح والموسيقى والسينما، كصناعة، كما هو الحال في أوروبا وآسيا وأمريكا، مشددا على أن المغرب في طريقه الصحيح، وبات وجهة لكبار السينما والآداب والموسيقى والتشكيل.
ويستمر جلالة الملك محمد السادس، في تشجيع استهلاك الثقافة والفن والإبداع، حيث يؤكد عبد الحق نجيب، أن الثقافة تعتبر ترياقا لمحاربة كل أشكال التطرف والعنف والانقسام بين الثقافات والحضارات في العالم.

> يوسف الخيدر

Related posts

Top