لم يعيشوا حياتهم جزافا، بل كانت لهم رسالة أرادوا إيصالها للناس، إنهم أولياء الله الصالحين الذين خاضوا تجربة روحية وتأملا وجوديا لتحقيق الوعي بمقامات التقوى، وبما أننا في شهر العبادة والذكر، تأخذكم “بيان اليوم” طيلة أيام شهر رمضان المبارك، في صحبة أشهر أعلام التصوف في الإسلام، لنسافر معهم إلى عوالم العشق الإلهي، ونسبر أغوار عالم التصوف وخباياه، ولنتعرف أيضا على التنوع الكبير في أشكال الولاية والطرق إلى الله.
الرحلة الأولى: عبد القادر الجيلاني
“أعطي من يستحق ومن لا يستحق.. يعطيك الله ما تستحق وما لا تستحق”
“أعطي من يستحق ومن لا يستحق.. يعطيك الله ما تستحق وما لا تستحق”
عبد القادر الجيلي أو الجيلاني أو الكيلاني، أحد أعلام التصوف في التاريخ الإسلامي، هو أبو محمد عبد القادر بن موسى بن عبد الله، ويعود نسبه إلى الإمام الحسن رضي الله عنه، ويعرف في المغرب بالشيخ بوعلام الجيلاني، ولد في “جيلان” وهي قرية تقع في شمال إيران سنة (هـ470)، وتوفي سنة (561 هـ) وعمره 91 سنة، ليدفن في رواق مدرسته ببغداد.
لُقب الإمام الجيلاني بألقاب عدة من قبيل ” تاج العرفين”، “محيي الدين” و”قطب بغداد” ليبقى أبرزها “باز الله الأشهب”، كما تغنى المغني الجزائري الشاب خالد باسمه في أغنيته الشهيرة “عبد القادر يا بوعلام ضاق الحال عليا”، أما الطريقة القادرية فتنسب له، إذ تعتبر الزاوية القادرية أولى الزوايا في العالم الإسلامي، ولها تأثير كبير على زوايا أخريات في المغرب كالزاوية “التيجانية”، “البودشيشية”، “الناصرية” وغيرها.وأقام الإمام في بلدته ثمانية عشر عاما تلقى خلالها بعض علوم الدين، وفي العام (488 هـ) رحل إلى بغداد التي كانت منارة للعلم والحضارة آنذاك، لينهل من علمائها العديد من العلوم والمعارف حيث تتلمذ على أكابر أهل عصره، كما عرف بتفوقه في ثلاثة عشر علما من العلوم الشرعية واللغوية، إضافة إلى براعته في الوعظ والتدريس مما جعل الكثير من المريدن والطلاب يلتفون حوله.
في حين أسس منهاجا يتدرج به السالك من مجاهدات وأذكار مصحوبة بالفقه بالدين، وتقوى الله وطاعته وترك الدنيا وأهلها، وقطع المألوفات والمستحبات، ومخالفة النفس والهوى، وترك الاختيارات والإرادات والشهوات، ومقاسات الجوع والسهر، وملازمة الخلوة والعزلة، والتواضع لله وحسن الأدب والخلق، وسخاء النفس والإحسان إلى الفقير.
كما أوصى أتباعه بإخراج الدنيا من قلوبهم، فقال: “أخرجةا الدنيا من قلوبكم إلى أيديكم فإنها لا تضركم”، كما أوصى مريديه بحراسة قلوبهم، قائلا: ” كونوا بوابين على أبواب قلوبكم، وادخلوا ما يأمركم الله بإدخاله، واخرجوا ما يأمركم الله بإخراجه، ولا تدخلوا الهوى قلوبكم فتهلكوا”، كما أرشد الناس إلى فعل الخير قائلا: “اعمل الخير لمن يستحق ولمن لا يستحق والأجر على الله”.
وقد أرشد الإمام أتباعه إلى أفضل الأعمال، فقال: “فتشت الأعمال كلها، فما وجدت فيها أفضل من إطعام الطعام، أود لو أن الدنيا بيدي فأطعمها الجياع”، وشدد على إطعام الفقير في قوله” لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع، وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع، وخير ممن قام لله راكع، وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع، وخير ممن صام الدهر والحر واقع، وإذا نزل الدقيق قي بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع، فيا بشرى لمن أطعم جائع”.
لُقب الإمام الجيلاني بألقاب عدة من قبيل ” تاج العرفين”، “محيي الدين” و”قطب بغداد” ليبقى أبرزها “باز الله الأشهب”، كما تغنى المغني الجزائري الشاب خالد باسمه في أغنيته الشهيرة “عبد القادر يا بوعلام ضاق الحال عليا”، أما الطريقة القادرية فتنسب له، إذ تعتبر الزاوية القادرية أولى الزوايا في العالم الإسلامي، ولها تأثير كبير على زوايا أخريات في المغرب كالزاوية “التيجانية”، “البودشيشية”، “الناصرية” وغيرها.وأقام الإمام في بلدته ثمانية عشر عاما تلقى خلالها بعض علوم الدين، وفي العام (488 هـ) رحل إلى بغداد التي كانت منارة للعلم والحضارة آنذاك، لينهل من علمائها العديد من العلوم والمعارف حيث تتلمذ على أكابر أهل عصره، كما عرف بتفوقه في ثلاثة عشر علما من العلوم الشرعية واللغوية، إضافة إلى براعته في الوعظ والتدريس مما جعل الكثير من المريدن والطلاب يلتفون حوله.
في حين أسس منهاجا يتدرج به السالك من مجاهدات وأذكار مصحوبة بالفقه بالدين، وتقوى الله وطاعته وترك الدنيا وأهلها، وقطع المألوفات والمستحبات، ومخالفة النفس والهوى، وترك الاختيارات والإرادات والشهوات، ومقاسات الجوع والسهر، وملازمة الخلوة والعزلة، والتواضع لله وحسن الأدب والخلق، وسخاء النفس والإحسان إلى الفقير.
كما أوصى أتباعه بإخراج الدنيا من قلوبهم، فقال: “أخرجةا الدنيا من قلوبكم إلى أيديكم فإنها لا تضركم”، كما أوصى مريديه بحراسة قلوبهم، قائلا: ” كونوا بوابين على أبواب قلوبكم، وادخلوا ما يأمركم الله بإدخاله، واخرجوا ما يأمركم الله بإخراجه، ولا تدخلوا الهوى قلوبكم فتهلكوا”، كما أرشد الناس إلى فعل الخير قائلا: “اعمل الخير لمن يستحق ولمن لا يستحق والأجر على الله”.
وقد أرشد الإمام أتباعه إلى أفضل الأعمال، فقال: “فتشت الأعمال كلها، فما وجدت فيها أفضل من إطعام الطعام، أود لو أن الدنيا بيدي فأطعمها الجياع”، وشدد على إطعام الفقير في قوله” لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع، وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع، وخير ممن قام لله راكع، وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع، وخير ممن صام الدهر والحر واقع، وإذا نزل الدقيق قي بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع، فيا بشرى لمن أطعم جائع”.
> إنجاز: أنس البشارة- صحافي متدرب