توفي مؤخرا الصحافي والمحلل السياسي محمد الأشهب، بمصحة بمدينة الرباط، عن سن تناهز 72 عاما.
ويعتبر الراحل محمد الأشهب، المتخصص في العلاقات المغربية الجزائرية، من أقدم الصحفيين المغاربة، حيث اشتغل بداية السبعينات بصحيفة (العلم) ثم تولى رئاسة تحرير صحيفة (الميثاق الوطني)، قبل أن يصبح مديرا لجريدة (رسالة الأمة).
كما عمل مراسلا لصحيفتي (الحياة) اللندنية، و(المستقبل) قبل أن يصبح مراسلا لقنوات (إم .بي .سي) و(إل . بي .سي) ، وإذاعة (إر.إف .إي) الفرنسية، وهيئة الإذاعة البريطانية (بي . بي .سي) و(صوت أمريكا).
وأصدر سنة 1981 كتابا حول قضية الصحراء بعنوان “المغرب- الجزائر والاستفتاء”.
وقد خلفت وفاته أسى وحزنا عميقين في نفوس أصدقائه وزملائه وكافة متتبعي تجربته الإعلامية، فقد نعاه الكاتب المغربي أحمد المديني بالتأكيد على أنه كان خبيرا عارفا بشؤون المغرب والعالم العربي وكثير من الرجالات..”.
وذكر على هامش رحيله أنه: “جاء من مدينة فاس، بعدما أتم تعليمه الثانوي، وأراد بحكم موهبة مبكرة في القلم والاهتمام بالشأن العام، مثل أتراب له زاملهم في التلمذة منهم الشاعر محمد بنيس والتشكيلي الفنان محمد البوكيلي، والمسرحي أحمد العراقي من الجيل النابه الحديث في فاس. حل بالرباط ليتيه قليلا في العاصمة الإدارية والسياسية للمملكة، مركز القرار، ومن حيث تنسج جميع خيوط تدبير البلاد، قبل أن يجد ملاذه في جريدة “العلم” لـ”حزب الاستقلال”، حيث حضن واسع ودافئ يستقبل الكتاب الموهوبين ويقنص الأكفاء الأوائل ويفتح ذراعيه أيضا لأبناء السبيل.. صار محمد الأشهب يعنى بالقضايا غير العابرة، ويستعيد محطات التاريخ السياسي للمغرب وأعلامه، ويفتي في العلاقات المتوترة مع الجيران، في هذا الصدد أصدر كتاب (المغرب ـ الجزائر والاستفتاء)… بدأ ينتقل إلى مرحلة مراجعة واستعادة وعي فات كأنه ندم على غيابه، لكن كان الأوان قد فات، في زمن تغيرت فيه الأسماء والمشاريع والطموحات، وهو ينظر إليه يفلت من أبطاله، وهو واحد منهم، وما عاد بالإمكان ملاحقته ولو كسراب، وتستر على الجرح بالرحيل خارج الداء إلى صحافة عربية مدت له البلسم واستفادت من مهنيته وخبرته في آن، وذلك ما كان. عندئذ، كان وسع أفقه، واخترق الغشاء المحلي ليصبح مراسلا لقنوات إذاعية أجنبية منها إذاعة “بي بي سي”، وتلفزيون “ام بي سي”، ومستشارا لأكثر من جهة، مسموع الرأي مقبول التحليل، وأخيرا مراسلا لجريدة الحياة اللندنية ومديرا لمكتبها في الرباط سنوات طوال قبل أن يعييه المرض في السنوات الأخيرة ويقعده بيته في وضع صحي ومعيشي محرج، إلى أن فارق الحياة في زمن صعب، تاركا وراءه مغربا وعالما عربيا عاش فاعلا في محطات حاسمة من تاريخهما، وبالذات المسيرة الخضراء المغربية، وخبيرا عارفا بشؤونهما وكثير من الرجالات..”.
ونعاه الأديب المربي العربي بنجلون مستحضرا ذكرى ربطته به قائلا:
“كنت شابا، وكان محمد الاشهب فتى في عمر الزهور. وكنا معا نعاني من نحولة الجسم. التقيت به لأول مرة في حي (المَخْفِيَّةِ) بفاس حوالي عام 1968، وهو عائد من مركز الامتحانات، حيث اجتاز امتحان البكالوريا. سألني: هل أنت فلان؟ أجبته بنعم . ثم سألته: كيف عرفتني؟.. رد: لقد قرأت لك مقالة بجريدة (الشعب) تتصدرها صورتك. وأضاف قائلا: أنا أيضا أريد أن أنشر مقالات:
وافترقنا، إلى أن التقينا، بعد سنوات في (العلم) ثم أخبرني أنه أصبح مديرا لمكتب جريدة (الحياة) بالرباط…وتُوِجَت أنشطته بجائزة الصحافة التي تنازل عن قيمتها المالية لفائدة صندوق دعم الصحافيين..”.
رحم الله فقيد الصحافة المغربية، وأسكنه فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
رحيل الكاتب الصحافي المغربي محمد الأشهب
الوسوم