أكد زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر الثلاثاء استعداده لإخراج بلاده من الأزمة الاقتصادية، في وقت أظهرت نتائج استطلاع جديد أكبر تقدم لحزبه منذ أكثر من عقدين على حزب المحافظين الحاكم.
وقال زعيم أكبر أحزاب المعارضة في المؤتمر السنوي للحزب إن رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس وحزب المحافظين “فقدا السيطرة على الاقتصاد البريطاني” بينما تواجه بريطانيا تضخما متسارعا وركودا وشيكا وتتراجع قيمة عملتها.
وقوبل خطابه في مدينة ليفربول بشمال غرب إنكلترا بتصفيق حماسي من أعضاء الحزب، الذين باتوا يشعرون بازدياد قوة الحزب بعد 12 عاما من التراجع السياسي وفترات من الخلافات العقائدية.
وجاء ذلك غداة تراجع الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوياته أمام الدولار. و”من أجل ماذا؟” تساءل ستارمر “من أجل اقتطاعات ضريبية للأثرياء البالغة نسبتهم واحد بالمئة في مجتمعنا”.
أضاف “لا تنسوا، ولا تسامحوا … السبيل الوحيد لوقف ذلك هو مع حكومة عمالية”.
نسب تراجع الجنيه إلى ميزانية مصغرة كشف عنها وزير المالية الجديد كواسي كوارتنغ الجمعة تتضمن خفضا للضرائب، بما يشمل أصحاب المداخيل الأعلى، وترفع سقف الاقتراض الحكومي.
وسجلت العملة ارتفاعا محدودا الثلاثاء، لكنها لا تزال عرضة للأزمات وسط مخاوف السوق من أن تؤدي خطة خفض الضرائب إلى رفع معدلات الفائدة وخروج المالية العامة عن مسارها.
وقال ستارمر “ما رأيناه من الحكومة في الأيام القليلة الماضية لا سابق له” وتعهد في المقابل الاستثمار في الرعاية الصحية والتعليم ووضع “خطة رخاء أخضر” لمكافحة تغير المناخ.
وأدان الخلط في ملكية شركات الطاقة في المملكة المتحدة، بما في ذلك من حكومات أجنبية، وقال إنه في غضون عام من الفوز بالسلطة سينشئ حزب العمال كيانا مملوكا على المستوى الوطني يسمى “الطاقة البريطانية العظمى”.
أظهر الاستطلاع الأخير الذي أجراه معهد يوغوف، تقدم حزب العمال بفارق 17 نقطة عن حزب المحافظين، وهو أكبر تقدم له منذ 2001 وعهد توني بلير.
وأيد استطلاع منفصل رأي حزب العمال في ميزانية تراس-كوارتنغ إذ قال 57 بالمئة من البريطانيين إن التدابير الجماعية غير عادلة.
وهذه أسوأ نسبة تأييد لأي ميزانية منذ تولي المحافظين السلطة من العمال في 2010.
أ.ف.ب