بعد أن نشبت النيران ليلة الخميس الماضي في شاحنة بسوق السبت أولاد النمة بإقليم الفقيه بن صالح والتهمتها، تساؤل المواطنون حول دور مرفق الوقاية المدنية وقدرة عناصره على حماية المواطن من المخاطر المحدقة به في بعض الحالات الصعبة التي تتطلب تجهيزات كافية.
الحدث الذي أفرز هذه التساؤلات إلى جانب ردود فعل مختلفة، كان كافيا للإشارة إلى إن قدرة هذه العناصر الشابة على التدخل السريع والاستجابة للنداءات المستعجلة أضحت غير كافية بالمقارنة مع عدد آلياتها أو وسائلها المستعملة وليس بالنظر إلى كفاءاتها العالية، الأمر الذي يزيد من محنة هذه العناصر ومن غضب الشارع في أحداث مماثلة.
والغريب في الأمر، أن سوق السبت أولاد النمة الذي يقارب عدد ساكنه حوالي 60 ألف نسمة بعرضها وطولها لا تتوفر إلا على شاحنة واحدة للإغاثة في مثل هذه الأحداث الخطيرة، هذا دون الحديث عن شساعة المساحة التي يغطيها هذا المرفق المدني الهام بالمنطقة ككل، حيث في كثير من الأحيان تتم المناداة على عناصر الوقاية المدنية بسوق السبت للتدخل في أحداث خارج نفوذ اشتغالها، حيث سبق لها وأن تدخلت بإقليم أزيلال وبمختلف الجماعات الترابية المجاورة.
والملاحظ انه على الرغم من كون المنطقة ذات طبيعة فلاحية، وتتعرض في كثير من الأحيان إلى حرائق متفاوتة الخطورة تسبب بعضها في خسائر جسيمة، إلا أن الجهات المعنية بهذا المرفق لازالت تتلكأ في عقد شراكات حقيقية مع بعض الجماعات الترابية من أجل إحداث ثكنات بالمعايير والوسائل المطلوبة، وجماعة سوق السبت الترابية واحدة من بين هذه الجماعات التي وفّرت الوعاء العقاري من أجل إحداث ثكنة للوقاية المدنية ، لكن يبدو أن الأمور لا تمشي في طريقها الصحيح، حيث تحول الموضوع إلى مجرد حبر على ورق، كما هو الشأن أيضا لبلدية أولاد عياد التي خصصت أزيد من ألف متر للمشروع ذاته ولازالت تنتظر قرارات قد تأتي أو لا تأتي، ليبقى مطلب الساكنة الملحاح، هو متى ستتدخل السلطات الإقليمية بثقلها لإخراج هذه الشراكات إلى حيز الوجود.
حميد رزقي