سوق درب ميلان بالدار البيضاء.. عودة الانتعاش لتسويق التمور مع اقتراب رمضان

مع اقتراب شهر رمضان الكريم، عاد الانتعاش مرة أخرى لتسويق التمور الوطنية والعربية، على مستوى سوق درب “ميلا” أو “ميلان” بحي الفرح في الدار البيضاء.
التمور الوطنية والعربية حجزت، هذه الأيام، مكانا لها وبكثرة، ضمن فضاءات هذا السوق المشهور، الذي ذاع صيته وإشعاعه محليا ووطنيا، لأنه يشكل قبلة للباحثين عن أنواع مختلفة من التمور، منهم الزبناء من داخل العاصمة الاقتصادية وخارجها، الذين يختارون شراء هذه المادة الغذائية المهمة، بالتقسيط أو الجملة.
يتعلق الأمر في المقام الأول بتجار بالجملة، الذين يحرصون على اقتناء التمور بهذا السوق الكبير، من أجل إعادة تسويقها محليا، أو على مستوى مختلف مناطق البلاد، خاصة القريبة من العاصمة الاقتصادية.
فمنذ ظهور الجائحة سنة 2019، تراجعت عملية تسويق التمور، حسب تجار هذا السوق، حتى خلال فترات الشهر الفضيل (2019/ 2020/ 2021)، وذلك لاعتبارات كثيرة منها، كما قالوا، عدم الإقبال على السوق بكثرة، كما السابق، نتيجة التدابير الحمائية التي لها صلة بمحاربة الفيروس التاجي، وقلة الحفلات والأعراس والأنشطة السياحية، والتي تشكل مجتمعة أهم مصدر لاقتناء التمور بكميات كبيرة.

هذا العام، كما أضافوا، الأمر اختلف تماما، فهناك حركية كبيرة، راهنا، بشأن بيع وشراء هذه التمور، كما كان الأمر قبل سنة 2019، وذلك ضمن الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل، لأن مادة التمر تعد أحد أساسيات الإفطار والمائدة المغربية.
وبلغة الأرقام، أبرزوا أن الزيادة الإجمالية في أسعار مختلف أصناف التمور، هي في حوالي 7 إلى 10 دراهم بالنسبة للأصناف العادية (بوستحمي/ الجيهل/ أنواع الساير)، وحوالي 20 إلى 30 درهما بالنسبة للأصناف الرفيعة ( الفكوس/ المجهول).
وحسب مراد، أحد أكبر تجار التمور بهذا السوق، فإن المعروض من التمور الوطنية والعربية، كثير ووافر هذه الأيام، لافتا إلى أن الزبناء يحجون بكثرة إلى هذا السوق من أجل التعرف على الأثمان بدافع معرفة مؤشرات الأسعار، أو اقتناء أنواع محددة، كل حسب حاجته أو ما يرغب فيه.
فلكل نوع من أنواع التمور، كما قال، زبناؤه، سواء تعلق الأمر بالتمور الوطنية أو العربية، مشيرا إلى أنه رغم حالة الجفاف، فإن عددا من المنتجين المغاربة يحرصون، بكل ما يملكون من قوة، على الاعتناء بأشجارهم، خاصة الذين يتخصصون في إنتاج الأصناف الجديدة، مثل “المجهول”.
وحسب تاجر آخر (العربي)، فإن الكل يعرف أن صنف “المجهول” يبقى هو سيد التمور وأجودها بدون منازع، وحتى زبناؤه هم من نوع خاص (حفلات الأعراس/ الفنادق المصنفة) .
وتابع أن الشهر الفضيل هو شهر تسويق التمور بامتياز، حيث اعتاد المغاربة على تزيين موائدهم بهذه المادة الغذائية المفيدة جدا لجسم الإنسان، خلال فترات الصوم، أو حتى خارجها.
ولم يخف هؤلاء التجار وجود زيادات في المعروض من التمور، لأسباب “خارجة عن إرادتهم”، إذ قالوا “أسعار كل شيء ارتفعت، وكان طبيعيا ارتفاع أسعار التمور”.


وضمن عملية مقارنة بسيطة، كما أكدوا، فإن صنف المجهول كان حتى وقت قريب يسوق ما بين 65 و90 للكلغ الواحد، أما حاليا فيصل ما بين 120 إلى 150 درهما/كلغ، حسب الأنواع (نوع أول ممتاز كبير الحجم، ثم نوع ثاني متوسط الحجم، فنوع ثالث صغير الحجم).
أما صنف “الفكوس” (40 درهما من قبل/ ما بين 65 و70 درهما حاليا)، و”الجيهل” (40 درهما من قبل/ 55 درهما حاليا)، وصنفا “بوستحمي”، و”الساير” بأنواعه (10 دراهم من قبل، وحاليا 17 درهما).
أما عن التمور العربية، (السعودية/ الإمارات/ تونس/ الجزائر)، فتختلف أسعارها (ما بين 35 و45 درهم للكلغ).
وبشأن فوائد التمور، حسب المختصين، فإنها تمد الجسم بالألياف، وتساعد في تنظيم الوزن ومستويات سكر الدم، كما تقلل الشعور بالتعب، وتحافظ على صحة الأمعاء، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
كما يتوفر على فوائد أخرى منها، أنه يحمي من الإصابة بفقر الدم، ويوفر طاقة للجسم إذ يحتوي على الكربوهيدرات والسكريات الطبيعية، كما يعتبر مصدرا هاما للألياف التي تشمل البوتاسيوم والكالسيوم وفيتامين د.

 تصوير: أحمد عقيل مكاو

Related posts

Top