ما تزال ظاهرة بناء “البراريك القصديرية” فوق سطوح عمارات المركب السكني الاجتماعي والاقتصادي بسيدي معروف أولاد حدو التابع لعمالة عين الشق، مستمرة، في غياب أي تدخل ميداني للسلطة المحلية لوضع حد لهذه الانتهاكات العمرانية الخطيرة التي تشوه المنظر العام بالمنطقة برمتها.
هذا، وقد وجهت جمعية الإشعاع للتنمية، مؤخرا، شكاية إلى عامل عمالة مقاطعة عين الشق، تطالب من خلالها بوقف نزيف هذا “البناء العشوائي” الذي يفاقم بشكل كبير من الوضعية البئيسة للمركب السكني.
وقالت الجمعية في شكايتها، إن المركب السكني الاجتماعي والاقتصادي شهد ويشهد، عمليات متواصلة في “البناء العشوائي” فوق السطوح، لاسيما، العمارة رقم 93، حيث شيدت، ثلاثة براريك من الحجم الكبير بواسطة الأخشاب والقصدير، واستولي أصحاب هذه “البراريك القصديرية” على جزء كبير من السطح المشترك للعمارة المذكورة المخصص فقط لوضع اللواقط الهوائية، مضيفة، أن العمارة رقم 103 بل وباقي عمارات المركب السكني أمست مسرحا لهذه الظاهرة الخطيرة التي من المنتظر أن تزيد حدتها خلال فصل الصيف.
وتابعت الشكاية، أن التجاوزات لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداه لتشمل استيلاء بعض السكان على محيط العمارات وتحويلها لبراريك ومستودعات خصصها بعضهم لجمع المتلاشيات والبعض الآخر لتربية الدجاج، وما إلى ذلك من الأوضاع المتردية القائمة بهذا المركب السكني.
وألقت الجمعية باللائمة على السكوت المطبق للجهات المسؤولة التي لم تحرك ساكنا إزاء هذه الممارسات غير القانونية التي تفاقم من وضعية المركب السكني وتعطي الضوء الأخضر لاقتراف المزيد والمزيد من الخروقات التي أصبحت تنافسية لدى بعض سكان بالمركب، الذين أمسوا يتسابقون إلى البناء العشوائي فوق سطوح العمارات أو بمحيطها مما يلحق أضرارا بالسلامة الصحية للسكان وبالبيئة كذلك.
ودعت الجمعية عامل مقاطعة عين الشق إلى التدخل من أجل تقويم هذه الإعوجاجات التي تضر بالمشروع السكني وبساكنته المحاصرة بهذه المظاهر المسيئة للمركب السكني، مبرزة، أنها راسلت كذلك القائد بالنيابة المكلف بتدبير شؤون قيادة “جنانات” بسيدي معروف أولاد حدو، والذي أمر بإزالة هذه البراريك، إلا ان مقترفي هذه التجاوزات امتنعوا ورفضوا الامتثال للقانون.
من جهة أخرى، طالب عدد من سكان المركب بإيفاد لجنة للوقوف على الأوضاع المتردية بالمشروع، وعلى رأسها بناء “البراريك القصديرية” فوق العمارات وفي محيطها.
وقال المتضررون إن أزيد من ربع قرن وهم ينتظرون أن يلتفت المسؤولون لهذا المشروع كي يعيدوا إليه الاعتبار، لأنه مركب سكني مخصص لفئة اجتماعية ما أحوجها إلى مبادرة مسؤولة تقطع مع الإقصاء والتهميش، متسائلين في ذات الوقت، عمن يحميهم من هذه الممارسات اللاقانونية التي أمست تستفحل بالترامي على المسالك والممرات بالمركب السكني واقتطاع أجزاء واسعة من فضاءاته وتسييجها بالأسلاك، وكذلك بتشييد “البراريك” العشوائية فوق أسطح العمارات، مبرزين، أن هذه التجاوزات تقع في الوقت الذي تلتزم فيه السلطات المحلية الصمت اتجاه كل ما يتعلق بهذا المركب حتى أصبح هذا الأخير في حالة لا يحسد عليها، سواء بتفاقم “البراريك القصديرية” فوق سطوح العمارات وبمحيطها، أو بالأزبال والقاذورات المنتشرة بكل أرجاء هذا المشروع.
وتابع المتضررون، أنهم سبق وأن تقدموا بشكايات مفتوحة عبر هذا المنبر إلى مجموعة من المسؤولين المحليين، وعلى رأسهم عامل مقاطعة عين الشق دون جدوى، وأنهم على هذا الحال، لم يعودوا يعرفون أية أبواب يتعين طرقها للمطالبة برفع هذا البؤس وهذه النظرة الدونية للمشروع ولقاطنته.
ورغم كل ذلك، تبقي هذه الساكنة المتضررة الأمل في قائد قيادة أولاد رحو، المكلف بالنيابة بتدبير شؤون قيادة “اجنانات” في العمل على الحد من هذه التجاوزات بكل أنواعها وأشكالها ولتي يعرفها المركب السكني، وعلى رأسها البناء العشوائي فوق أسطح العمارات والذي أصبح حديث الكل في المنطقة.
من جهة أخرى، تتساءل الساكنة المتضررة عما إذا كانت هناك فعلا نية في إتمام بناء هذا المشروع الاجتماعي المخصص أصلا لإعادة إيواء ساكنة دور الصفيح في المنطقة، أم أن هناك اتجاها لتنحيته، وهي فرضية تزكيها الوضعية المتردية التي يوجد عليها لأزيد من ربع قرن.

بيان اليوم