عن دار “إي- كتب” في لندن، صدرت للقاص والروائي المغربي هشام بن الشاوي روايته الرابعة: “سِفْر الأحزان”، في ثالث تعاون أدبي بينه وبين الناشر، حيث صدر للكاتب عن الدار رقميًا رواية “قيلولة أحد خريفي”، الفائزة بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في دورتها الثانية 2012م ، وكتاب “نكاية في الجغرافيا” الحواريّ.
وفي كلمة للأستاذ علي الصراف، نقرأ في تظهير الرواية:
“ولد هشام بن الشاوي ليروي. وهو إذ يكتب بلغة حارة، تفيض انفعالا وخصوبة، فإنه يغمرها بدفق لا ينقطع من العذوبة الإنسانية التي تليق بروائي من طراز رفيع.
يلتقط من الحياة ما هو مسرف في تشظيه، حتى لكأنه يبحث عن الوجع لكي يزيده ألما ومرارة.
الحياة في جلها معركة بين شيطان وآخر. شهوات متنافرة، وحاجات تكاد لا توصل إلى مراميها أبدا.
هذه الرواية نموذج تام للمرارة والعذوبة، تنطق بما يقال وما لا يقال دونما أسف”.
من أجواء الرواية نقرأ:
“ألقت نظرة أخيرة على البلدة من خلال المرآة المثبتة في سقف السيارة، وانهالت دمعتان على خديها الأسيلين، حين لاحت ذؤابة نخلة الضريح باسقة، تحرس في شموخ بيوت البلدة من عليائها، تمنت، في تلك اللحظة، لو عادت تلك الطفلة البريئة، التي كانت تركض في الحقول في حبور، غير عابئة بما تضمر لها الحياة، تساءلت في سرها : “لماذا أنا تعيسة إلى هذا الحد؟”، وطلبت من الله أن يسامح والدها على كل ما اقترف في حياته، تذكرت أنه السبب في شقائها المؤبد، لأنها أقسمت أن تبقى عانسا إلى الأبد، بعدما فرق بينها وبين الصحافي الشاب أكرم العزيزي، بسبب الفوارق الاجتماعية. طرده من بيته في العاصمة، حين جاءه خاطبا ابنته، واتهمه جهارا بأنه يطمع في ثروته، وبأنه وصولي يبحث عن الوجاهة، ويحاول تسلق أكتاف الآخرين، وصفع الأب ابنته حين تطاولت عليه، وذكرته بأنه كان مجرد طالب فقير، اضطر أن يبيع نصيبه من الميراث، لكي يتابع دراسته العليا في كلية الحقوق، تزوج ابنة أستاذه، وبأن حديثه المستمر أمام أهالي البلدة عن العدالة الاجتماعية، والحق في العيش الكريم مجرد شعارات جوفاء، كان يرددها حين كان عضوا في المجلس البلدي في العاصمة، وذكرته بأنه لم يفز في الانتخابات، إلا بفضل نفوذ صهره الأستاذ الجامعي والمناضل اليساري.
ومع ذلك، لم تتوقف الحياة حدادا على هزيمتها الصغرى، انكسارها البكر، وحزنها الشفيف.. “فالحياة دوما تمضي قدما غير مبالية بآلام الآخرين”، همست لنفسها في مواساة، وأحست بأن كل الحب، الذي استوطن قلبها تحول إلى كراهية بغيضة، وشيعت جنازة حبها، وحدها، في ذلك الصباح، وهي تقرأ مقالته التشهيرية بوالدها، دون مراعاة حرمة الموتى، توجع قلبها وهي ترمق صورته، التي ازدان بها المقال، والتي التقطها في صحراء بلد عربي .. كانت تعرف أن ابتسامته موجهة إليها وحدها، رغم فراق عامين.
تفاقمت مشاعر الكراهية في قلبها الغض، ذلك الصباح، وهي تقرأ قصة : “السطل”، التي أعاد نشرها في الموقع الأزرق، توارت إعجابات الزميلات والصديقات وتعاليقهن، على غير العادة، وتعالت رايات التهليل الذكوري، وتطايرت الأيقونات الضاحكة في سماوات العالم الافتراضي.
فكرت أنه يستحيل أن يكون ذلك الشاب الرقيق، هو الذي كتب قصة “الخطيئة الأولى”!”.
تجدر الإشارة، إلى أن هذه الرواية هي الكتاب التاسع للكاتب، حيث أصدر بن الشاوي ثلاث روايات : ” كائنات من غبار”، “قيلولة أحد خريفي”، و”هكذا ينتهي الحب عادة”، والتي صدرت إلكترونيا عن مجلة “الكلمة” اللندنية، وأربع مجموعات قصصية: “بيت لا تفتح نوافذه…”، “روتانا سينما… وهلوسات أخرى”، “احتجاجا على ساعي البريد” و”على شفير النشيج”.
“سِفر الأحزان” رواية جديدة للكاتب المغربي هشام بن الشاوي
الوسوم