في أي خانة يمكن أن نصنف السلوك الذي قام به لاعب يسمى “الحسين الشحات”، صدر منه في حق اللاعب المغربي محمد الشيبي، الذي يدافع عن قميص نادي بيراميدز المصري.هناك من قال إنه سلوك غير أخلاقي، وهناك من وصفه بغير المقبول، وهناك من صنفه بالأرعن، وغيرها من الأوصاف التي تجمع على أن هذا الشحات قدم صورة غير نظيفة، عن مكونات ناد كبير كالأهلي، قلعة رياضية وحضارية وثقافية بامتياز، من المفروض أن تحصن من مثل هذه السلوكات الطائشة…
ما قام به هذا الشحات، يمكن وصفه بالوحشي، فأن تصفع إنسانا وتسبه وتشتمه، وتهدده داخل فضاء رياضي، وأمام عدسات الكاميرات، وكل آلات التصوير والتوثيق الممكنة، فهذا تصرف ينم عن معاناة مرض نفسي مركب، والأكثر من ذلك، إظهار عنترية داخل رقعة الملعب، وكأنه “رامبو” زمانه…
إلا أن الإشكال الحقيقي في هذه النازلة المؤسفة، هو أن هذا الشحات يرتدي قميص الأهلي، النادي الذي نعرف أنه بني على مجموعة من القيم والأخلاق والدلالات العميقة، قبل أن يكون ناديا رياضيا وصرحا كبيرا.
والمؤسف حقا أن ما قام به هذا الشحات ليس منعزلا، بل يعد امتدادا لسلوكات غير سوية، سبق أن صدرت عن أشخاص ينتمون للأهلي العريق، سلوكات تترجم بشيء واحد، وهو عدم تقبل الهزيمة، والشعور بـ “جنون العظمة” كأنهم فوق الجميع، ومن نافسهم في إطار رياضي مشروع، يهاجم بشتى الطرق، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والإساءة الشخصية، وهذا ما قام به هذا الشحات…
الكل يتذكر الحيثيات التي رافقت إجراء المباراة النهاية لعصبة أبطال إفريقيا ضد فريق الوداد البيضاوي بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وسيل الاتهامات والشتائم والهجمات التي تعرضت لها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ونادي الوداد المغربي، والأكثر من ذلك تعرض رجال الأمن المغاربة للسب والشتم أمام الملأ، ليتبين في الأخير أن المشكل داخلي في علاقة إدارية غير متناغمة بين الاتحاد المصري وإدارة الأهلي؛ وليس لفوزي لقجع أي دخل أو وجود مؤامرة أحيكت في الخفاء من طرف الجانب المغربي…
إن ما يصدر من سلوكات بين الفينة والأخرى من طرف جهات مصرية، يؤكد أن كرة القدم بهذا البلد الشقيق، تعيش وضعا صعبا، وتقف بعض رموز الأهلي في مقدمة هذه الأحداث غير رياضية، وما يترتب عنها من امتدادات، تعطي نماذج جد سيئة، تقدم للأجيال القادمة انطباعا، على أنها سلوكات عادية، يمكن تقليدها، بدون أدنى تردد…
وكدليل على ذلك، العنترية التي أظهرها لاعبو منتخب أقل من (23) سنة، بعد الهزيمة في المباراة النهائية ضد المنتخب المغربي، لاعبون في مقتبل العمر تنتظرهم سنوات من الممارسة.
قام هؤلاء الصبية بتصرفات غير مقبولة تماما، اعتداءات وشجار، ورفض تسلم ميداليات المرتبة الثانية، وعدم احترام البروتكول المعمول به خلال توزيع الجوائز، والأكثر من ذلك القيام بإشارات مفادها أن هناك رشوة، وهو نفس السلوك الأرعن الذي سبق أن صدر عن لاعب الأهلي أيضا يسمى عماد متعب، بعد هزيمة فريقه أمام الوداد سنة 2017.
يدخل هذا في إطار استلهام أو تقليد أعمى، لما يقوم به “الكبار”، دون أي تدخل من الحكماء أو العقلاء، للحد من انتشار العداوة، والحرص على إشاعة مبادئ الروح الرياضية العالية وثقافة تقبل الهزيمة، والتأكيد أن الرياضة أخلاق، قبل أن تكون معادلة الهزيمة أو الانتصار …
فالأهلي يعد فعلا رمزا من رموز مصر الحضارة والعراقة، وهذه القيمة التي يجب أن يحافظ عليها المسؤولون الحاليون، فالبقاء بالقمة يتطلب أسسا ضامنة لها، ولا علاقة لها بالعنترية ومحاولة احتقار الآخرين…
محمد الروحلي