لا يخفى على أحد من الناحية الأدبية، أن أرض المغرب كانت وما تزال معينا دافقا للشعر، تعددت وجهة العطاء الشعري وتنوعت مجالاته.. مما أتاح للشعراء المغاربة أن يصوغوا شعرا جميلا في لوحات من الفن الأنيق المبدع، ينسكب حياة وتجديدا وتواصلا مع الناس، ويمنحهم قدرة فذة على اجتذاب أرواحهم ونفوسهم، مؤثرا فيهم بشعاع المحبة والخير والتصافي.
الحلقة السابعة: الشيخ الحاج ابن حساين
الشيخ الحاج ابن حساين: نشأ الحاج ابن حساين متدينا محافظا على الصلوات الخمس، يؤديها في أوقاتها في المسجد الكبير بأسفي أو في الزاوية الناصرية. يعد من حفظة القرآن الكريم، فكان يجلس كل يوم لقراءة الحزب بالمسجد المذكور. وعرف عنه ايضا أنه كان ” مسمعا ” يحفظ الكثير من الأمداح النبوية .. إلى جانب ذلك، كان مكلفا بغسل اموات المسلمين بمدينة أسفي .. لا نعرف عنه بالضبط تاريخ الولادة ولا تاريخ الوفاة، وإنما بعض الشذرات مصدرها بعض شيوخ الملحون بأسفي كحسن بريا أو الشقوري رحمها الله
لقد أثر هذا الروح الديني كثيرا في شعر الشيخ الحاج ابن حساين . ونذكر أنه استهل مساره الشعري في الملحون بقصائد الذكر العيساوي .. من ذلك هذه الأبيات التي يقول فيها:
باسم المولى أحجاب لنظامي بالتلسيس واصلات الهاشمي أتجارا
نذكر حلة اموضحا بالفــــاظ أتجليس أعلى الضرغام ستل لغزارا
هيبت مكناس صرخت جبر التهريس ناديت بالسر والجهــــــارا
غير فحل الفحول الهادي بن عيســى نــدي لركـــاب لــزيــــارا
كما أبدع الشاعر ابن احساين في قصائد التوسل، فكان شاعرا بارعا في الأذكار والمواليد وشعر المديح النبوي . يقول في إحدى قصائده متوسلا إلى أولياء وصلحاء مدينة أسفي :
حب لشراف هيج وجد أشواق لفكار مسكين سكني باح أبعشق أهناه
والروح شايقا باذكرهم ليل أنهــــار ديما احديثهم في قلبي ما احلاه
هم اعلاج ذاتي وامهاجي والصيار هم انعايم قلبي واسرور اهناه
لشراف فركت واسلاح يوم العقار لشراف جاههم مولانا عــلاه
قاصد ابدور تمرمجت كنز السرار أولاد ابن احساين مولى عبد الله
أسربت الفحول لغارا آيت امغـــار هيــا اولاد لمجــد رســول الله
قاصد حرمكم غيثوني ســر أجهار قلبي إلا اعطف يضفر بامناه
يا دار لعنيـــا والهمـــــة وانـــوار يا بحر السخا والهيبا والجاه
من سركم نبغي نرشف كاس العقار من خمرة المفضل حبيب الله ….
> بقلم: الدكتور منير الفيلالي البصكري