ضغط دولي لوقف إطلاق النار في غزة

تصاعد الضغط الدولي أول أمس الاثنين لوقف إطلاق النار في غزة، وأصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مناشدة مشتركة لوضع حد للقتال بين إسرائيل وحماس من دون “أي تأخير إضافي”.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مشترك أن “القتال يجب أن يتوقف فورا ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس”.
وتابعوا “يحتاج سكان غزة إلى إيصال المساعدات وتوزيعها على نحو عاجل وبدون قيود… لا يمكن أن يكون هناك أي تأخير إضافي”.
وفي وقت لاحق، أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، مقتل رهينة إسرائيلي وإصابة امرأتين رهينتين بجروح خطيرة في “حادثتين” منفصلين في قطاع غزة، قال إنه يجري التحقيق في ظروفهما.
ودعا الوسطاء الدوليون إسرائيل وحماس إلى استئناف المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة منتظرة واتفاق للإفراج عن الرهائن، بعدما أثارت حرب غزة واغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والقائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر مخاوف من اتساع رقعة الحرب.
وقبلت إسرائيل دعوة الولايات المتحدة وقطر ومصر للمشاركة في جولة مفاوضات مقررة يوم الخميس.
وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر في مؤتمر صحافي “إن السبب الذي يدفعنا للقيام بذلك هو وضع اللمسات النهائية على تفاصيل تطبيق الاتفاق الإطاري”.
وترددت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في تبني المقترح علنا بعدما طرحه بايدن في 31 ماي وما زال بعض وزراء اليمين المتشدد في إسرائيل يعارضونه.
وطالبت حماس بتطبيق خطة الهدنة المكونة من ثلاث مراحل التي وصفها بايدن بأنها مقترح إسرائيلي وأيدها مجلس الأمن الدولي لاحقا “بدلا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة”.
وأفاد فرحان حق، نائب الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن الأخير “يرحب بجهود الوساطة.. ويحض الطرفين على العودة للانضمام إلى المفاوضات وإتمام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”.
عينت حماس قائدها في غزة يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية الذي كان يتفاوض على الهدنة وقتل في طهران في 31 يوليو في هجوم اتهمت إسرائيل بتنفيذه.
وأدى قتل هنية الذي جاء بعد ساعات فقط من اغتيال إسرائيل فؤاد شكر في ضربة على ضاحية بيروت الجنوبية إلى تكثيف النشاط الدبلوماسي دوليا لتجن باتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.
وتعهدت إيران وحماس وحزب الله بالرد. وأفادت الولايات المتحدة الاثنين “علينا أن نكون على استعداد لما يمكن أن تكون مجموعة هجمات كبيرة”، فيما توقعت بأن يتم الهجوم “هذا الأسبوع”.
وأعلن البيت الأبيض بأن بايدن بحث التوتر في الشرق الأوسط الاثنين مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا الذين دعوا إلى وقف إطلاق النار.
ودعا بايدن وقادة الدول الأوروبية الأربع إيران إلى “التراجع” عن تهديداتها بشن هجوم على إسرائيل.
يأتي ذلك في وقت أمرت الولايات المتحدة بتسريع إيصال حاملة طائرات وغواصة صواريخ موجهة إلى المنطقة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن البلاد عززت دفاعاتها ووضعت “خيارات هجومية” في وقت “يمكن أن تتجسد التهديدات الصادرة عن طهران وبيروت”.
وتكثف الضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعدما أفاد عناصر من الدفاع المدني في القطاع بأن ضربة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين السبت أودت بـ93 شخصا.
وقال حق “إن غوتيريش دان ضربة جديدة مدمرة من قبل إسرائيل” استهدفت هذه المرة مدرسة التابعين في مدينة غزة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في ظل تواصل الرعب والنزوح والمعاناة”.
وأفاد مسؤولون في غزة فرانس برس بأنهم تعر فوا على جثث 75 فلسطينيا قتلوا في الضربة.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أن 31 مقاتلا فلسطينيا لقوا حتفهم في القصف على المدرسة ونشر لائحة بأسماء وصور المقاتلين.
ولدى كشفه عن خارطة الطريق المقترحة في ماي، أشار بايدن إلى أن المرحلة الأولى ستشمل “وقفا كاملا لإطلاق النار” مدته ستة أسابيع مع انسحاب القوات الإسرائيلية من “كل المناطق المأهولة في غزة” والإفراج عن بعض الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
وتنص المرحلة الثانية على إطلاق سراح باقي الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة بينما يتفاوض الطرفان على “وقف دائم للأعمال عدائية” لتلي ذلك “خطة كبيرة لإعادة إعمار غزة” وإعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن “أكثر من 75 ألف شخص نزحوا في جنوب غرب غزة خلال الأيام القليلة الماضية”، علما بأن معظم سكان القطاع الذي يعد حوالى 2,4 مليون نسمة نزحوا عدة مرات.
وفي خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة التي تشهد قصفا ومعارك منذ شهور، أفاد مراسلو فرانس برس الأحد بأن مئات الفلسطينيين فروا من الأحياء الشمالية بعد صدور أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة.
وغادرت عائلات مع بعض مقتنياتها سريعا حي الجلاء، سيرا أو في شاحنات صغيرة محملة ملابس وأدوات للطبخ.
وقال شهود لفرانس برس “إن إسرائيل شنت غارات على خان يونس ورفح”.
وأفادت حركة الجهاد الإسلامي بأن عناصرها يقاتلون القوات الإسرائيلية في خان يونس.
وفي مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، قال سهيل أبو بطيحان “إن القصف الإسرائيلي يتسبب بحالة “رعب” في أوساط السكان”.
وأضاف “نطالب المفاوض الفلسطيني والعالم وقطر ومصر بالتدخل لوقف هذه الحرب”.

Top