لم يتمكن فريق اتحاد طنجة زوال أول أمس الخميس من تحقيق نتيجة بميدانه، بعد استقباله لفريق الوداد البيضاوي برسم المباراة المؤجلة، عن الدورة 18 من البطولة الاحترافية لكرة القدم، والتي احتضنها ملعب طنجة الكبير.
هذه النتيجة السلبية، جمدت رصيد الفريق الطنجاوي إلى 15 نقطة من 20 مقابلة، ليستمر في الصف ما قبل الأخير، ولم يعد يبتعد عن فريق رجاء بني ملال متذيل الترتيب العام، إلا بسبع نقط، مع مقابلة ناقصة لهذا الأخير.
حصيلة فريق “عاصمة البوغاز” إلى حدود آخر دورة، ضعيفة جدا وترشحه لمغادرة الدرجة الأولى، إذا لم يتم تدارك الأمر من طرف مسؤولي الفريق، مع أن المهمة لن تكون سهلة، وستزداد صعوبة أمام القوة التي ستعرفها باقي الدورات.
فلم يستطع الفريق الطنجاوي تحقيق أكثر من 3 انتصارات في 20 مقابلة، تعادل في 6 مباريات وانهزم 11 مرة، ودخلت مرماه 29 إصابة ولم يسجل خط هجومه سوى 11 هدفا، أي بنسبة ناقص 18، إنها بالفعل حصيلة كارثية على جميع المستويات، أضف إلى ذلك كثرة تغيير المدربين، حيث وصل حتى الآن إلى أربعة مدربين منذ بداية الموسم.
فهل يعقل أن يعيش فريق توج قبل سنتين بلقب البطولة الوطنية، وشارك بالمنافسات القارية، مثل هذه الوضعية المتأزمة، الجواب بطبيعة الحال بالنفي، فالنتائج السلبية المحصل عليها إدانة حقيقية للمشرفين على التسيير، قادوا بأخطائهم الفادحة الفريق إلى هذه الوضعية التي لا تشرف أي أحد.
فريق ينتمي لمدينة كبيرة مفتوحة على المستقبل، بفضل الاستثمارات المهمة والضخمة التي عرفتها خلال السنوات الأخيرة، ويتوفر على جمهور عريض وغيور، يساند فريقه داخل وخارج المدينة، ويضخ بحضوره في ميزانية اتحاد طنجة سنويا مبالغ مهمة، يستقبل مبارياته بملعب كبير وجميل، يتسع لأكثر من 30 ألف متفرج.
كل هذه المميزات التي لا تتوفر عليها العديد من الأندية على الصعيد الوطني، لم تمكن الفريق الطنجاوي من ضمان مسيرة متوازنة داخل البطولة الوطنية، ومسابقة كأس العرش، والسبب بطبيعة الحال يعرفه الجميع.
فغياب الاستقرار على مستوى الطاقم التقني، وكثرة التغييرات فيما يخص اللاعبين، يربك أداء الفريق، ويجعله عاجزا عن تحقيق نتائج إيجابية تلبي طموح جمهوره الرائع، وتبعده عن المراتب المتأخرة، وهذه الوضعية تسائل مسؤولي الفريق الذين يجتهدون في خلق الأعذار ويختلقون التبريرات الواهية، وهم في الحقيقة من يتحمل أسباب الأزمة الطاحنة.
المطلوب الآن هو تكاثف جهود الجميع من أجل انتشال اتحاد طنجة من أزمته والعمل بجد من الحفاظ على مكانة الفريق الطنجاوي لحظيرة الكبار، لأن السقوط سيكون وصمة عار على كل من تحمل مسؤولية تسيير الفريق وأخطأ في حقه.

محمد الروحلي