عام الرجاء…

موسم استثنائي عاشه فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، وختام مبهر على إيقاع التألق والتتويج، وتحطيم كل الأرقام الممكنة…

بعد لقب البطولة الاحترافية عن جدارة واستحقاق، جاء الفوز بكأس العرش، وهو ما يعتبر ازدواجية، بالرغم من أن النسخة مؤجلة عن الموسم الماضي، إلا أنها تكريس لمسار موفق، عبرته كل مكونات الفريق الأخضر، بفضل تضافر جهود كل الأطراف، وبكثير من نكران الذات، والرغبة في خدمة النادي بالدرجة الأولى…

يحسب للاعبين أنهم بللوا القميص بسخاء، تجاوزوا كل المشاكل المطروحة، لم يقفوا كثيرا على ملف تأخر المستحقات المالية، كما لم يخفت حماسهم بالرغم من طول الموسم، وكثرة التوقفات..اتفقوا على الصمود إلى أن عبروا خط النهاية عبور الأبطال…

بذل الطاقم التقني بقيادة الحكيم الألماني جوزيف زينباور، مجهودا مضنيا من أجل ضمان وحدة فريق العمل، مر الفريق من عدة مراحل صعبة، تعددت المطبات، إلا أن الإيمان بروح العمل، وتقديس بنود التعاقد، والحرص على أداء الواجب، حيث كان لهذا الطاقم المتعدد التخصصات والوظائف، الفضل الكبير في لعب دور القيادة المتزنة، وضمان تلاحم الصفوف، والاتفاق على هدف واحد، تحقيق الفوز؛ كيفما كانت قوة الخصوم وقدراتهم…

بعد اللاعبين والطاقم التقني، نصل إلى حلقة مهمة، ألا وهي التسيير، فيحسب لمحمد بودريقة حسن اختيار تشكيلة متجانسة، تتكامل فيها كل الأدوار، وبالرغم من عدم تواجد الرئيس، منذ عدة شهور  بأرض الوطن، إلا أن التماسك كان هو سيد الموقف…

صحيح أن هناك مشاكل، وهناك خصاص، وهناك صعوبات، إلا أن كل هذه الحيثيات تم التغلب عليها بنوع من الحكمة وعدم التسرع، والأكثر من ذلك، الإيمان بأن خدمة النادي، أهم من خدمة الأشخاص، وأن الوقت حان من أجل وضع قطار النادي الأخضر بالسكة الصحيحة…

   ونحن نتكلم عن الركائز التي بني عليها المسار الناجح للرجاء، لا يمكن أبدا تجاهل دور الجمهور، فهو الأهم والركيزة الأساسية الضامنة لاستمرار القلعة الخضراء…

   يشجع بدون حساب، يضحي بدون ملل، يدافع عن الفريق، مهما كلفه ذلك من ثمن، مستعد لبذل كل التضحيات من أجل أن يظل اسما شامخا كبيرا، في عيون عشاقه ومحبيه، سواء على الصعيد الوطني، أو في كل بقاع العالم…

كل هذه المميزات التي من الصعب أن تجتمع بكيان واحد، من المفروض أن تتواصل بنفس الرغبة ونفس القوة، ونفس الحماس خلال الموسم القادم، موسم عصبة الأبطال الإفريقية التي ما تزال غائبة منذ مدة طويلة تقارب الربع قرن، بالرغم من السجل المهم التي يتوفر عليه، بثلاثة ألقاب، قادته في أكثر من مناسبة إلى مونديال الأندية، حيث كان له شرف لعب أو نسخة بالبرازيل سنة 2000، والوصول إلى المباراة النهائية خلال نسخة 2013 بالمغرب…

هنيئا لكل مكونات الرجاء العالمي، هنيئا على هذا المسار الاستثنائي والرائع، وتحية تقدير نقدمها من القلب، لهذا النادي المرجعي الذي أسس ليكون قلعة للفرجة والإبداع وتحقيق البطولات والألقاب…

محمد الروحلي

الوسوم
Top