عبد الحق الخيام يكشف إفشال المغرب 324 مشروعا إرهابيا خلال أقل من 5 سنوات

قال عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية إن المغرب استطاع منذ 2002 تفكيك أزيد من 164 خلية إرهابية وتوقيف أزيد من 2933 إرهابيا، وإفشال 324 مخططا إرهابيا.
 وأضاف الخيام الذي كان يتحدث، أمس الأربعاء بالرباط، خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي العاشر للتضامن، الذي ينظم من طرف منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية بتنسيق مع اللجنة المغربية للسلم والتضامن، أنه تم كذلك رصد 1622 مقاتلا مغربيا بساحة القتال بسوريا مع العديد من التنظيمات الإرهابية هناك وعلى رأسها “داعش”، حيث أكد الخيام أنه عاد منهم 198، ثلاثة منهم عادوا الثلاثاء الماضي، فيما قتل أزيد من 553 مغربيا هناك، كما ذكر المتحدث أنه تم تسجيل التحاق 226 امرأة بأفراد عائلاتها بسوريا، عادت منهن إلى المغرب 52 امرأة فقط.
وأشار مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في اللقاء الذي سيره سعود طالع الأطلسي رئيس اللجنة المغربية للسلم والتضامن، إلى أن المغرب تمكن من تحقيق هذه النتائج الاستباقية بفضل استراتيجيته الخاصة التي يعمل بها والتي أبانت عن نجاعة كبيرة، حيث يتم في كل مرة رصد الخلايا الإرهابية النائمة وتفكيكها قبل الشروع في تنفيذ مخططاتها، وكشف المسؤول الأمني أن المغرب ومنذ تفجيرات 11 شتنبر 2011، بدأ في تطبيق استراتيجيته قبل أن يعمل على تعزيزها بعد التفجيرات الإرهابية التي هزت مدينة البيضاء في 16 ماي 2003، إذ عمل على إقرار مجموعة من الوسائل الجديدة من أجل تعزيز وتدعيم مواجهته للإرهاب، خصوصا على المستوى القانوني، حيث تم تفعيل القانون 03/03 المتعلق بالإرهاب، والذي يشكل حماية ودعامة أساسية للوقاية من هذه الظاهرة الخطيرة.
هذا وأفاد عبد الحق الخيام أن المغرب قطع أشواطا كبيرة في محاربة الإرهاب تجاوزت المستوى الوطني إلى المستوى الدولي، حيث يعد المغرب بلدا فاعلا في مواجهة المخاطر الإرهابية ومشهود له بالعمل بشكل استباقي من أجل رصد الخلايا الإرهابية، وذكر الخيام، في هذا الصدد، بالتنسيقات الأمنية والتعاون الذي قام به المغرب إلى جانب فرنسا، حيث تم إشعار السلطات الفرنسية ومدها بالعديد من المعلومات الدقيقة حول بعض الإرهابيين، كما عمل المغرب على إمداد العديد من دول أوروبا، منها إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا، بالعديد من المعطيات والمعلومات تمكنت من خلالها سلطات هذه البلدان من توقيف العديد من الإرهابيين، وإفشال مخططات إرهابية كانت تتربص ببلدانهم، كما أشار الخيام إلى أن المغرب تحدوه إرادة حقيقية وجدية لمحاربة الإرهاب والتطرف وتحدوه  أيضا رغبة في التعاون مع باقي شركائه، مؤكدا على مدى فعالية استراتيجية المغرب لمكافحة الإرهاب.
ومن جانبه تحدث المصري حلمي الحديدي رئيس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية، خلال افتتاح أشغال هذا المؤتمر الذي تشارك فيه وفود عدد من البلدان الإفريقية والأسيوية، عن المخاطر الإرهابية التي يواجهها العالم، والمتمثلة في تنامي المد الإرهابي في العالم والتوترات التي تحدثها الهجمات الإرهابية في بلدان العالم، حيث أشار إلى التوترات التي باتت تعرفها العلاقات بين العديد من البلدان الكبرى، داعيا إلى ضرورة تجاوز الخلافات والتوحد من أجل العمل على إقرار آليات ناجعة من أجل القضاء على هذه المعضلة التي تهدد العالم، حيث أكد على أن القضاء على الإرهاب يتطلب مجهودا جماعيا.
من جهته أيضا عبر مواطنه نوري عبد الرزاق حسين الأمين العام لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية خلال هذا اللقاء، عن إعجابه بالتجربة المغربية الرائدة في مواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن المغرب استطاع الوصول إلى ذلك بفضل مجهوداته وتلاحمه ملكا وحكومة وشعبا، مشيدا بالاستقرار والسلام الذي تنعم به المملكة المغربية، مشيرا إلى ضرورة العمل والتعاون بين جميع البلدان من أجل تجاوز كل الأزمات الإرهابية سواء بإفريقيا وآسيا أو بأوروبا، إذ أن الإرهاب أضحى ظاهرة مؤرقة ويجب التصدي لها حسب المتحدث.
يشار إلى أن هذا اللقاء حضرته العديد من الأسماء السياسية المغربية على رأسها أعضاء من حزب التقدم والاشتراكية، منهم مولاي إسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، ومصطفى البرايمي، وعبد الواحد سهيل، وعبد السلام الصديقي، ومصطفى عديشان، أعضاء الديوان السياسي، بالإضافة إلى العديد من المناضلين في صفوف ذات الحزب الذين دأبوا على الالتفاف حول القضايا الوطنية والدولية. وقد تبادل مناضلو الحزب وأطره لقاءات على هامش هذا المؤتمر مع الوفود الأجنبية القادمة من بلدان إفريقيا وآسيا، وذلك من أجل تبادل وجهات النظر في العديد من القضايا الوطنية والدولية.
يشار إلى أن اللجنة المغربية للسلم والتضامن استقبلت قبل انطلاق المؤتمر وفود البلدان الأجنبية المشاركة في أشغال هذا المؤتمر، حيث تعمل بتنسيق إلى جانب منظمة تضامن الشعوب الإفريقية – الأسيوية من أجل إنجاح هذا المؤتمر الذي اختتمت أشغاله أمس الخميس.
وجدير بالذكر أن مولاي إسماعيل العلوي سبق أن تقلد منصب رئيس اللجنة المغربية للسلم والتضامن التي تهتم بالعديد من القضايا الوطنية والدولية وتعمل على تمتين العلاقات مع مختلف البلدان.

محمد توفيق امزيان

Related posts

Top