في إطار الأيام السادسة للبحث، ومن أجل بحث علمي متطور في العلوم الإنسانية والإجتماعية بجامعة الحسن الاول بسطات وبموازاة افتتاح بيت علوم الإنسان، شهدت كلية الحقوق بسطات عددا من الفعاليات المهمة ، ندوات وتدشينات واتفاقيات على مدار يوم 23 ماي 2016.
 ومن بين الانشطة التي استأثرت بحضور، وازن الجلسة الزوالية بقاعة الندوات ببيت علوم الإنسان وشارك فيها شعيب حليفي من كلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء وأحمد سراح باحث جامعي ومكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية.
تدخل شعيب حليفي في موضوع “علماء الشاوية في التاريخ”، ممهدا لموضوعه بالحديث عن مفاهيم الشاوية وتامسنا ثم الإنسان الشاوي، بعد ذلك تطرق إلى مفهوم العالم، وحصره في المتمكن من علوم شتى معترف بها  كالفقه والمنطق والأدب والقراءات وغيرها، ضمن برنامج دراسي مشفوع بإجازات. وهذا العالم إما يصبح مدرسا أو قاضيا أو مصلحا. وهي حالات شهدتها الشاوية بأشكال متفاوتة. المحور التحليلي تحدث فيه شعيب حليفي عن المرحلة البورغواضية وثقافتها وعلمائها؛ ليتحول إلى سرد بعض العلماء وأدوارهم منذ القرن الثاني عشر الميلادي إلى القرن التاسع عشر. هذا القرن الذي عرف اهتماما خاصا من الحسن الأول بعلماء ومدارس وزوايا التعليم بالشاوية من خلال ظهائر. وأثناء حديثه، كان المتحدث يتوقف عند أسماء العلماء باعتبارهم من المثقفين البارزين الذين دافعوا عن المعرفة وحرية التعبير.
 واختتم شعيب حليفي محاضرته بالتوقف طويلا عند شكل آخر للعالم الذي رسم حكمته في الزجل وهو سيدي مَحمد البهلول، دفين امزاب وأحد علماء وأولياء القرن السابع عشر. حيث أبرز قيمة هذا العالم الشاعر وأهمية نصوصه في سياق ثقافي وتاريخي كان يستدعي مثل هذا الشكل من أشكال المثقف.
المحاضرة الثاني لأحمد سراج بعنوان “البحث في ميدان الهجرة”، تطرق فيها لآفاق البحث العلمي في العلوم الإنسانية في موضوع استراتيجي وهو موضوع الهجرة خصوصا وأن المغاربة باتوا يقاربون خمسة ملايين مهاجر عبر كل أنحاء العالم، مما يستدعى جهودا وحلولا علمية  تقدم المقترحات والحلول. وهو عمل مجلس الجالية المغربية الذي يعمل على تقييم السياسات العمومية في مجال الهجرة كما يهتم أيضا بالبحث العلمي وتقديم الاستشارة .
 وتوقف الأستاذ سراج عند الهجرة وتطورها وكيف أصبح المغرب بلدا للمهاجرين الأفارقة، مما يدعو مجددا الباحثين إلى قراءة هذا الواقع الجديد بكثير من الجرأة.

العربي بنداود