تثير الحصيلة اليومية بشأن عدد الإصابات بفيروس كورونا بالمغرب، والتي سجلت أول أمس الخميس، العديد من الشكوك بين المواطنات والمواطنين حول مستقبل المنظومة الصحية بالمغرب، ومدى قدرتها على تحمل الارتفاع الصاروخي في عدد المصابين بالوباء.
واستنادا إلى المؤشرات التي تقدمها وزارة الصحة بشكل يومي، فإن عدد الإصابات سجل 10 آلاف و603 إصابة جديدة، ويظل عدد الوفيات في تزايد مستمر، حيث وصل إلى 66 وفاة خلال 24 ساعة الماضية، وهو ما ينذر بأزمة صحية بالبلاد في حال الاستمرار على هذا المنحى التصاعدي.
وتضع هذه الأرقام الصادمة والمخيفة المغرب في موقف حرج، إذ، بالرغم من اتخاذ مجموعة من القرارات لاحتواء الوباء، والمتمثلة في الحد من التنقل بين المدن والعمالات والأقاليم، وكذا الرجوع إلى قرار الحظر الليلي ابتداء من الساعة التاسعة ليلا إلى الخامسة صباحا، فإن عدد الإصابات في تزايد، وهو ما ينذر بالرجوع إلى الحجر الصحي الكلي لا قدر الله!.
وتظل العديد من القطاعات رهينة بتطور الحالة الوبائية بالمغرب، حيث لا تقبل المنظومة الاقتصادية للمغرب صدمة جديدة بعد الانتعاشة التي تم تحقيقها عقب رفع الحجر الصحي الشامل، لكن في الجانب الآخر لا يمكن المغامرة بالصحة العامة للمغاربة.
ويتساءل المغاربة عن مصير الموسم الدراسي والجامعي المقبل، والذي يتم الإعداد له مسبقا، من حيث إعادة التسجيل وتسجيل التلاميذ والطلبة الجدد.
بهذا الخصوص، تذكر وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي بشكل مستمر أن العودة إلى حجرات الدراسة بشكل جماعي رهين بالحالة الوبائية العامة بالبلاد.
وللحد من الانتشار الواسع والجماعي للفيروس، دعت الحكومة المواطنين إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية، من قبيل ارتداء الكمامة، والتعقيم المستمر، والتباعد الاجتماعي، فضلا عن تفادي السفر والتنقل غير الضروري. ويراهن المغرب على عملية التلقيح لمواجهة فيروس كورونا والمتحور دلتا.
وبحسب النشرة اليومية لنتائج كوفيد19 لوزارة الصحة، فإن عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكورونا بلغ 14 مليون و581 ألف و754 شخصا، فيما بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثانية 10 ملايين و574 ألف و472 شخصا.
وللتسريع من وثيرة التطعيم، وضعت وزارة الصحة مجموعة من مراكز القرب رهن إشارة المواطنين، كالشواطئ، وخصصت، أيضا، وحدات متنقلة لتلقيح العاملين بالمؤسسات والشركات العمومية والخاصة.
وافتتحت الوزارة، أول أمس الخميس، بإقليم النواصر، ضواحي الدار البيضاء، أول مركز رقمي ومندمج للتلقيح بالمغرب، وذلك بهدف تسريع وتيرة عملية التلقيح الوطنية.
وسيمكن هذا المركز الجديد، المتواجد بمنطقة الرحمة، والممتد على مساحة 2200 متر مربع، من تلقيح ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف شخص يوميا، بحسب الوزارة.
ويتميز هذا المركز بعدة خصائص تجعل منه بيئة يتم التحكم فيها بالكامل عبر أجهزة استشعار ذكية، تمكن من التحكم في سلسلة تبريد اللقاحات، فضلا عن الإشراف وإدارة وتحليل البيانات الطبية والبيانات البيئية، والبيانات اللوجستية المسجلة بواسطة المعدات وأجهزة الاستشعار المتصلة.
وسيمكن المركز من رقمنة مسار عملية التلقيح الوطنية بأكملها بفضل نظام معلوماتي يسمح بتحديد هوية المواطنات والمواطنين وتسجيلهم، مرورا بالكشف المخبري عن الفيروس، فضلا عن تتبع وتيرة عملية التلقيح بشكل يومي، وبالتالي فإن هذا النظام المعلوماتي سيسمح بتجويد خدمات هذا المركز لفائدة المواطنات والمواطنين.
وبات العديد من أفراد الأسر المغربية يشتكون من أعراض الفيروس، كالحمى بفعل ارتفاع درجة حرارة الجسم، والسعال، وفقدان حاستي الشم والذوق، إذ تتأكد، بشكل يومي، حالات الإصابة بالوباء، بعد عملية الفحص المخبري “PCR”.
ووعيا بخطورة الوضع الصحي، لاحظت جريدة بيان اليوم، عودة الكثير من المغاربة إلى الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس، من خلال ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، والتعقيم المستمر، كما اهتدت بعض المؤسسات العمومية والخاصة إلى إجراء العمل عن بعد، للحد من انتشار الفيروس في صفوف الموظفين والمستخدمين.
وبالعودة إلى الحصيلة الثقيلة خلال 24 ساعة الماضية “أزيد من 10 آلاف حالة إصابة”، فإن العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة ارتفع إلى 653 ألف و286 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 582 ألفا و692 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 89،2 في المائة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 10015 بنسبة فتك قدرها 1،5 في المائة.
وسجلت الوفيات الجديدة “66 حالة وفاة” في جهات الدار البيضاء-سطات “17” وسوس-ماسة “11” ومراكش-آسفي “10”، وطنجة-تطوان-الحسيمة “3”، ودرعة-تافيلالت “2”، والشرق “2” ، وبني ملال-خنيفرة “6”، وكلميم واد نون “1”، وفاس مكناس “4” والرباط-سلا-القنيطرة “10”.
وتتوزع حالات الإصابة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة عبر جهات المملكة بين الدار البيضاء-سطات “3523” ومراكش-آسفي “1480”، وسوس-ماسة “1153”، والرباط-سلا-القنيطرة “1318”، وطنجة-تطوان-الحسيمة “865)، والشرق “542، وبني ملال-خنيفرة “485”، وفاس-مكناس “249”، ودرعة-تافيلالت “378)، والداخلة-وادي الذهب “96”، وكلميم-واد نون “344”، والعيون-الساقية الحمراء “170”.
وبحسب النشرة، فقد بلغ مجموع الحالات النشطة 60 ألف و579 حالة فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة 1304 حالة منها 47 حالة تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي.
وعلى المستوى الدولي، فإن الوضع الوبائي العالمي غير مطمئن، لاسيما وأن السلطات المحلية في ووهان، بدأت في تسجيل حالات الإصابة بكوفيد19، مرتبطة بسلالة دلتا المتحورة شديدة العدوى.
وحددت ووهان، المركز السابق لتفشي الوباء، مجموعات محلية جديدة من حالات الإصابة يوم الاثنين الماضي، عندما ثبتت إصابة سبعة عمال مهاجرين في منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية بالمدينة بفيروس كورونا.
ويوم الثلاثاء، سجلت تسع إصابات مؤكدة جديدة محلية بفيروس كورونا، وثلاث حالات محلية بدون أعراض.
< يوسف الخيدر