علي يعتة ..قامة كبيرة وتاريخ  حافل بالنضال  من أجل الوطن والشعب

ولد الرفيق علي يعتة في مدينة طنجة، بتاريخه 25 غشت 1920، من أم تنتمي إلى عائلة الشجيري، الريفية الأصل ومن أب كان يقطن أجدادهن ناحية مولاي إدريس زرهون، استوطن أحدهم الجزائر العاصمة، ثم جبال زواوة عند قمة للاخديجة فمكثوا هناك قرونا، ثم عاد واحد منهم إلى المغرب، فاستقر بمدينة طنجة.

في الرابعة من عمره، التحق علي يعتة بكتاب قرآني كان يسيره الفقيه المرابط الجبلي، وكان يوجد بوادي احرضان، وعند وفاة هذا الأخير، أدخله والده بمسيد الفيقه العربي الكيش، الذي كان يوجد بحي الساقية الجديدة ومكث هناك إلى أن حفظ القرآن الكريم.

وفي الثامنة من العمر، تسجل علي يعتة في المدرسة الابتدائية، الفرنسية- العربية، بحي مرشان التي كان يديرها أستاذ فرنسي مقتدر هو مسيو نوناصي، توجد بها ثلة من الأساتذة الأمجاد، على رأسهم العالم الجليل، والوطني الغيور، الشيخ سيدي عبد الله كنون، الذي أصبح بعد الاستقلال، الأمين العام لرابطة علماء المغرب.

فكان من حظ علي يعتة أن تتلمذ على يد الأستاذ الفذ، الذي كان يعطيه دروسا خاصة في بيته، فعلمه قواعد الإسلام عن طريق ” ابن عاشر” وقواعد النحو عن طريق “الأجرومية”.

وفي سنة 1933 انتقل علي يعتة، صحبة عائلته إلى مدينة الدارالبيضاء، وفي هذه السنة، دخل علي يعتة ثانوية ” ليسي ليوطي” ومكث فيها إلى سنة 1941. ولم يمكن إذ ذاك في هذه الثانوية سوى عدد قليل من الشبان المغاربة، لا يتجاوز عادة العشرة، منهم المرحومان عبد اللطيف بن جلون وبوبكر بومهدي.

وكان من بين أساتذة هذا ” الليسي” الأستاذ محمد الفاسي الذي كان يعطي دروسا في اللغة العربية، وكانت شيقة وذات نكهة خاصة لِما كانت تحتوي عليه من مشاعر وتوجهات وطنية، يزكيها هندام الأستاذ، الذي كان يعطي دروسه وهو يرتدي الجلباب والسلهام والعمامة، الأمر الذي ظل عليه بعد أن أصبح وزيرا ومديرا مساعدا ” لليونسكو” وممثلا للمغرب في عدة معاهد دولية.

وخلال الفترة التي قضاها علي يعتة في ” ليسي ليوطي” كان يدرس خارجه اللغة العربية على يد الشيخ مولاي أحمد السباعي الشنقيطي، وعلي يد الوطني الكبير، الشيخ أحمد الحمداوي مدير مدرسة النجاح أطال الله في عمره.

وكان علي يعتة يسرد نص صحيح البخاري في شهر رمضان من كل سنة، في المسجد اليوسفي بحي الأحباس بالدارالبيضاء.

وما حلت سنة 1940، حتى انخرط علي يعتة في الحزب الوطني الذي كان محظورا آنذاك، وكان يشكل راس الحركة الوطنية، وكان علي يعتة مزكى من طرف المرحوم المهدي بن بركة، الذي تعرف عليه سنة من قبل في ” ليسي ليوطي” المرحوم العلامة أبو الشتاء الجامعي الذي لعب دورا بارزا في الحركة الوطنية منذ نهاية العشرينات، بفاس، القنيطرة والدارالبيضاء وغيرها من المدن المغربية.

وفي سنة 1941، كان علي يعتة من المبادرين إلى تأسيس فرع الدارالبيضاء للكشفية الحسنية، وظل أمين المال به إلى سنة 1944، وكانت هذه المنظمة تضم الشباب المغربي الواعي وتناهض نظام الحماية وتعمل في اتجاه تحرير البلاد من ربقة الاستعمار.

وفي سنة 1942 حصل علي يعتة على شهادة الدراسات التطبيقية العربية (études pratiques arabes) من كلية الآداب بالجزائر، وسنة 1943، حصل على شهادة أصول العربية (philologie arabe) من نفس الجامعة.

هذا، ولابد من الإشارة إلى أن علي يعتة نطوع سنة 1942 في سلك التعليم الحر، بمدرسة الفلاح بالدارالبيضاء والتي كان يدريها الوطني المغربي محمد الشاتي، وترعاها الحركة الوطنية.

وعند وقوع الحدث الوطني التاريخي والحاسم، أي المطالبة بالاستقلال الوطني في يناير 1944، كان علي يعتة ضمن المؤيدين لهذه الوثيقة، والعاملين على نشرها وتوزيعها، وجمع امضاءات المواطنين عليها.

وفي سنة 1942، اضطر علي يعتة إلى الالتحاق بسلك التعليم العمومي لضمان قوته ومساعدة عائلته، المكونة من سبعة ابناء وبنات، مع الحفاظ على الدروس التي كان يعطيها بالمجان في مدرسة الفلاح.

وفي سنتي 1941 و1942، كان علي يعتة يعطي دروسا خاصة في اللغة العربية للقنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدارالبيضاء، الأمر الذي أدى إلى احتجاج السلطات الفرنسية التابعة لفيشي، وقيامها بضغوط على والد الرفيق، الذي رفض الأدعان، وصرح لممثل المقيم العام الرنسي بأن ولده راشد وحر في سلوكه.

وفي سنة 1944 وقت حدث هام وحاسم في حياة علي يعتة ألا وهو انضمامه لصفوف حزب الطبقة العاملة، أي الحزب الشيوعي، باتفاق مع قيادة حزب الاستقلال، الذين استمر الاتصال بهم يوميا ومتينا والتعاون معهم واسعا.

في شهر فبراير 1945، عين علي يعتة أمينا للجنة المركزية للحزب الشيوعي المغربي، وفي شهر ماي من نفس السنة، أصدر الجريدة الأسبوعية” حياة الشعب” باللغة العربية وقام بمساعي عديدة في المغرب وفي فرنسا للحصول على رخصة الصدور، لكن السلطات الفرنسية امتنعت امتناعا تاما مما جعل الجريدة تصدر كل أسبوع، بصفة رسمية بما فيها أيام المقاومة، حيث القي القبض مرارا على موزعيها، وحجز جهازها التقني وعذب وسجن المسؤولون عنه. ولم يتم إيقاف صدور ” حياة الشعب” إلا سنة 1960، عند حل الحزب الشيوعي المغربي من طرف السلطات.

وفي نفس السنة (1945) ساهم علي يعتة في وفد قام بزيارة إلى الديار الفرنسية للاتصال بقوى اليسار الفرنسي لإقناعها بمساعدة الديمقراطيين المغاربة على إصدار يومية، لكنهم رفضوا كلهم، بما فيهم الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي ادعى بأن الديمقراطيين المغاربة غير قادرين على القيام، بعمل من هذا النوع. فعاد الوفد إلى المغرب، خاوي الوفاض لكنه شرع في تنفيذ المشروع اعتمادا على الإمكانيات الوطنية، فنجح في المهمة، وصار يومية، المغربي الصغير على آلته الخاصة المستوردة من الخارج، والتي ظلت تشتغل إلى أن تم تقديمها بالمجان إلى الاتحاد المغربي للشغل سنة 1956.

وفي شهر غشت من سنة 1946، وقع تحول جذري في التوجه العام للحزب الشيوعي المغربي، الذي نبذ بدون رجعة الأفكار الرجعية التي كان يحملها بعض الفرنسيين، وتبني خطة واضحة، ترتكز على التحرير الوطني كهدف أساسي للحزب وللبلاد وقد لعب علي يعتة بصحبة رفاقه له دورا حاسما في هذا التحول.

وهذا ما لاحظه صاحب الجلالة المغفور له محمد الخامس الذي أبى إلا أن يستقبل علي يعتة في قصره العامر بالرباط، في شهر شتنبر 1945، رغم الاعتراض الشديد للإقامة العامة.وقد قدم علي يعتة للراحل، طيب الله ثراه، برنامج الحزب المصادق عليه من طرف اللجنة المركزية للحزب في شهر غشت 1946، والذي كان يرتكز على الاستقلال الوطني، والوحدة الترابية والمؤسسات الديمقراطية والإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وفي السنة الموالية، منع علي يعتة من المساهمة في الاحتفالات التي نظمت بطنجة، برئاسة المرحوم محمد الخامس، والتي ألقى خلالها الخطاب التاريخي، والسبب لهذا المنع هو فضحه للاستفزازات التي قام بها الجيش الفرنسي ومرتزقته بالدار البيضاء، والتي راح ضحيتها عشرات المواطنين من جرحى وقتلى.

وفي نفس السنة، تعرض علي يعتة لمضايقات عديدة من طرف السلطات الفرنسية، تجلت في طرده من قصبة تادلة، وآسفي، وجهات أخرى أثناء ترؤسه لتجمعات جماهيرية عظمى خاصة في جمعة سحايم، رفعت خلالها عفويا شعارات تنادي بالكفاح المسلح ضد الاستعمار.

وفي أبريل من سنة 1948، طرد علي يعتة من جرادة ووجدة، وهو يقوم فيها ببحث صحفي حول الاستفزازات التي نظمتها السلطات الفرنسية، فمات بفعلها عدد من المواطنين اليهود.

وشهرا بعد ذلك، قرر الجنرال جوان، المقيم العام الفرنسي بالرباط، نفي علي يعتة من المغرب، بحجة أن تواجده به ونشاطه يخلان بالأمن العام، وكانت الحكومة الفرنسية مصادقة على ذلك.

فأعطيت الأوامر للشرطة الفرنسية لإلقاء القبض على علي يعتة، وجاءت لتطوق البيت الذي كان مجتمعا فيه مع المكتب السياسي بحي المعاريف بالدار البيضاء. إلا أنه تمكن من الفرار، مما اضطر معه إلى اللجوء للحماية السرية، قصد متابعة الكفاح، من ماي 1948 إلى يونيه 1950.

وخلال عامين، ظلت الشركة الفرنسية تبحث عن المحل الذي يتواجد فيه علي يعتة، وتضغط على أفراد عائلته حتى يدلوها عليه، لكنهم لم يفلحوا إلا في شهر يونيه 1950، حيث تمكنوا من إلقاء القبض عليه، خلال اجتماع حزبي بحي المعاريف بالدار البيضاء، فقاموا فورا بطرده خارج المغرب، إلا أنه لم يمض شهر واحد حتى عاد الرفيق علي يعتة، في سرية عبر الحدود الجزائرية المغربية فارتدى الجلباب والعمامة، وأخذ القطار من محطة وجدة، إلا أنه رغم كل الحذر والاحتياطات التي اتخذها، فقد كان هناك مغربي يعمل مع الشرطة الفرنسية، تعرف عليه، وأخبر بذلك المسؤول الفرنسي الذي كان يحرس القطار، فألقي عليه القبض في محطة سيدي يحيى الغرب، وسلمه إلى الشرطة بالدارالبيضاء، ثم زج به سجن، ” غبيلة ” بنفس المدينة، وقدم إلى المحكمة بتهمة ” خرق قرار نفي” وحكم عليه ابتدائيا بسنتين، وفي الاستئناف بعشرة اشهر سجنا نافدة قضى ستة منها بسجن غبيلة بالدارالبيضاء، وأربعة في سجن لعلو بالرباط.

وما أن أفرج عنه في أبريل 1951 حتى تم تفيه من جديد إلى فرنسا غير أنه عاد مرة أخرى، إلى البلاد، ومكث بها في سرية تامة، إلى شهر غشت 1952 وهو التاريخ الذي كلفه فيه الحزب بالقيام بمهمتين في الخارج:

أولهما تمثيل الحزب في المؤتمر 19 للحزب الشيوعي السوفياتي وهو أول مؤتمر لهذا الحزب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وآخر مؤتمر ترأسه يسوف ستالين.

وثانيهما القيام برحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للتعريف بالقضية المغربية المطروحة لأول مرة على هيئة الأمم المتحدة.

فخرج علي يعتة سريا من المغرب، وحصل على أوراق هوية مخالفة لهويته الحقيقية، لكن الشرطة الفرنسية بالعاصمة الجزائرية تعرفت عليه، وألقت القبض وأودعته سجن ” بابا عروج ” حيث وجهت له، أياما من بعد وانطلاقا من الدار البيضاء، تهمة ” عدم الاعتراف بحقوق الجمهورية الفرنسية على المغرب.

وبعد شهرين، تلقى علي يعتة انطلاقا من باريس تهمتان جديتان من الخطورة بمكان ألا وهما ” المس بأمن الدولة الخارجي والخيانة” وهما تهمتان يعاقب عليهم القانون الفرنسي بالأشغال الشاقة المؤبدة أو الإعدام.

وإثر ذلك، نقل علي يعتة من السجن الجزائري إلى سجن ” ليبوميت بمرسيليا” ثم إلى سجن عسكري بضواحي باريس، وهو سجن ” فريسن Fresnes» وقدم إلى المحكمة العكسرية بباريس التي قامت باستنطاقه والتحقيق معه.

ومرت سنتان، حصل بعدهما على السراح المؤقت لكن أجبر على الإقامة المحروسة في رقية من مقاطعة السين ايمارن « Seine et Marne ».

فكان ملازما هذه الإقامة لما حل بباريس عائدا من منفاه بمدغشقر المرحوم محمد الخامس الذي شرف علي يعتة هو وصحبه، باستقبالهم بسان جرمان أن لآي، والثناء عليهم والدعاء لهم بالتوفيق في خدمة الوطن.

وبعد رجوع محمد الخامس فائزا منتصرا إلى أرض الوطن، قرر علي يعتة العودة إلى بلاده، ولكن ما أن وطئت قدماه تراب الوطن، حتى اختطفته السلطات الفرنسية التي كانت ما تزال مسيطرة على الأوضاع، وطردته إلى فرنسا، وفي فبراير 1957 عاد علي يعتة مرة أخرى إلى المغرب ولكن من جديد أبعد قهرا إلى فرنسا وكان الأمن الوطني آنذاك في أيادي مغربية مما أحدث سخطا في فئات واسعة من المواطنين.

وفي يونيه من عام 1958 التحق علي يعتة بمسقط رأسه، طنجة، حيث ألقي عليه القبض وتم اعتقاله وقدم للمحكمة الابتدائية بطنجة بتهمة خرق قرار نفي، لكن المحكمة برأت ساحته، ولم تعترف بمشروعية الإجراء الجائر المتخذ من طرف السلطات الفرنسية منذ سنة 1948. ورغم ذلك، وضع علي يعتة في الإقامة المحروسة بطنجة ولم يسمح له بالخروج منها، لأصوب أنحاء أخرى من البلاد لا خارجها. واستمرت الوضعية على هذا الشكل إلى نهاية ديسمبر 1958 حيث تحرر علي يعتة من كل القيوم، والتحق بعائلته ورفاقه بمدينة الدارالبيضاء.

وتميزت سنة 1960 بحدثين هامين: أولهما إصدار كتب تحت عنوان ” موريتانيا إقليم مغربي أصيل” والقيام بجولة في الخارج للدفاع عن وجهة نظر المغرب في هذه القضية التي طرحت على هيأة الأمم المتحدة ولم يكن ينقص المغرب إلا صوت واحد لربحها عند عرضها أما الجلسة العامة.

والحدث الثاني يتعلق بإصدار جريدة ” المكافح” الأسبوعية التي تحمل علي يعتة مسؤولية توجيهها وإدارتها فعرفت نجاحا كبيرا رغم ضربات الرقابة والحجز وأصدرت ملخصا لها بالفرنسية وفي ماي 1964 تحولت إلى يومية صدر منها ثلاثة أعداد، تم بعدها منعها بكيفية نهائية عن طريق مرسوم اتخذ الوزير الأول، ونشر بالجريدة الرسمية.

وفي سنة 1962 كان علي يعتة من بين مؤسسي النقابة الوطنية للصحافة المغربية.

وصحبة الرفيقين عبد السلام بورقية وعبد الله العياشي ألقي القبض على يعتة سنة 1963 عند حوادث الحدود بين المغرب والجزائر بتهمة ” المس بالأمن الخارجي للبلاد” لكن المحكمة العسكرية بالرباط أطلقت سراحهم بعد ثلاثة أشهر من السجن اعترافا منها بصحة مواقفهم ووطنية هذا الموقف.

وسنة 1965 بعد منع جريدة ” المكافح” أصدر علي يعتة جريدة ” الكفاح الوطني” التي تابعة مسيرة سابقتها وعرفت تقدما ونجاحا لا يستهان بها.

ومند منع الحزب، سنة 1960، تفرغ الرفاق في القيادة بمن فيهم علي يعتة للحفاظ على هياكل الحزب سريا، ولإعادة هيكلته وتدقيق ايديولوجية وأرضية سياسته.

وهكذا اجتمع المؤتمر الثالث للحزب، في سرية تامة، في شهر يوليوز عام 1966، ودام ثلاثة أيام قدم خلالها علي يعتة تقريرا سياسيا باسم الديوان السياسي، تبناه المؤتمر بالإجماع وكان يقضي بالارتباط المتين بالواقع المغربي والانطلاق منه في كل الأعمال والتركيز على كل القضايا المغربية أولا قبل كل شيء، والاعتماد على مبادئ الإسلام ومثله العليا مع الاحتفاظ بأفكار وأساليب التحليل للاشتراكية العلمية. كما قرر المؤتمر تغيير إسم الحزب وتعويضه بحزب التحرر والاشتراكية.

وفي سنة 1968، تم تأسيس حزب التحرر والاشتراكية، انتخب الرفيق علي يعتة أمينا عاما له. وفي سنة 1969 شارك علي يعتة في ندوة الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية بموسكو حيث طرح ودافع عن القضية الفلسطينية والعربية، ألقي عليه القبض بتهمة تأسيس حزب محظور، وحكم عليه بعشرة أشهر سجنا نافذا وتم منع حزب التحرر والاشتراكية.

لكن الحزب تابع مسيرته بكيفية سرية رغم الحظر والقمع الذي سلط على عدد من الرفاق، إلى أن تم لقاء بين علي يعتة وصاحب الجلالة خلال شهر سبتمر 1972.

وإثر ذلك، أصدر علي يعتة يوم 24 نونبر 1972 ” البيان” كجريدتين أسبوعيتين واحدة منها باللغة العربية والأخرى باللغة الفرنسية، وتحولتا يوم 15 ماي 1975، إلى يوميتين تصدران بانتظام إلى حد الساعة، بالإضافة إلى أسبوعية ثقافية.

هذا ولابد من الإشارة إلى أن علي يعتة أصدر سنة 1972، كتابا باللغة الفرنسية، تحت عنوان ” الصحراء الغربية المغربية” وهو كتاب يتكون من 320 صفحة، وينقسم إلى قسمين: القسم الأول يتضمن دراسة صدرت حول الساقية الحمراء ووادي الذهب، ويبدو أنها أول دراسة صدرت في المغرب حول هذا الموضوع، والقسم الثاني يحتوي على مجموعة من الوثائق حررها علي يعتة وصدرت بإمضائه من سنة 1956 إلى سنة 1972.

في غشت 1974 تأسس حزب التقدم والاشتراكية، وانتخب الرفيق علي يعتة أمينا عاما له. وبعد شهر من ذلك قام الرفيق بجولة رسمية في الدول الاشتراكية دفاعا عن القضية الصحراوية وقد استقبل من طرف رؤساء هذه الدول الصديقة، وساهم في دورة الأمم المتحدة خلال شهر نونبر 1974، ضمن الوفد المغربي الرسمي للدفاع عن الصحراء المغربية وقام بمهمة رسمية لدى الرئيس الكوبي فيدال كاسترو في شهر أبريل 1975. وبانطلاق المسيرة الشعبية إلى الصحراء في شهر نونبر 1976 كان الرفيق علي يعتة في طليعة المساهمين فيها، ونال وسام المسيرة الخضراء، وفي نفس الإطار عاود الرفيق خلال أبريل- ماي 1976 القيام بمهمة رسمية في شتنبر 1976 في مؤتمر كولومبو لدول عدم الانحياز.

وسنة 1977، تقدم علي يعتة للانتخابات التشريعية، وفاز في الدائرة الأولى للدارالبيضاء، أي المدينة القديمة. كما ترشح في نفس الدائرة سنة 1984 وسنة 1993.

ومارس الرفيق علي يعتة، يوميا، مهنة صحافي وله آلاف المقالات والدراسات التي نشرت منذ سنة 1944 في الصحف الوطنية وصحف أجنبية، دفاعا عن المصالح الوطنية العليا وعن حقوق العشب ومطالب الكادحين.

وقد وافته المنية يوم 13غشت 1997 .

Top