اليوم العالمي لحقوق الطفل (20 نونبر) سيقترن هذا العام لدى الكثيرين بصورة، وهي التي تفضح تورط وسائل إعلام إسبانية في انتهاك حقوق الأطفال، بالكذب على هويتهم وطمسها. أطفال غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي، يتحولون إلى أطفال من العيون، وفي هذا الكذب، إخفاء لهوية أطفال، وتستر بشع حد التواطؤ مع قوات الاحتلال الصهيوني، وإخفاء أيضا لجرائمهم في حق أطفال وشعب فلسطين، وهذا ما سارعت السلطة الفلسطينية نفسها إلى التنديد به، خصوصا عبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي صادفت الفضيحة وجوده في المغرب.
إن المواثيق الدولية والأوروبية لحقوق الإنسان ولحقوق الطفل، وأيضا مواثيق العمل الصحفي وأخلاقيات المهنة في العالم كله، تتشدد كثيرا في حماية صورة الطفل وهويته في وسائل الإعلام، وعندما تأتي الصورة كاذبة وملفقة، وتكشف حرصا على إخفاء حقيقة المعنى وحقيقة القاتل والمعتدي، فان الأمر يتحول إلى جريمة في حق المهنة وفي حق الأطفال وفي حق القيم الإنسانية.
البشاعة هي ذاتها، سواء في الصورة الحقيقية حيث جنود الاحتلال الإسرائيلي يعتدون على أطفال غزة، أوفي صورة الإعلام الاسباني عندما يخفي هوية المعتدين وهوية الأطفال الضحايا، ومسرح الجريمة، ولذلك فالإعلام الإسباني مساءل اليوم من لدن مختلف الأوساط الحقوقية والإنسانية المعنية بقضايا الطفل، سواء في المغرب أو في فلسطين أو في العالم كله.
في مقابل هذه الصورة / الفضيحة، هناك صورة أخرى لا تجرؤ وسائل الإعلام الإسبانية على عرضها رغم أنها حقيقية، ولا تتضمن أي خطأ لا في مسرح الجريمة ولا في هوية الضحايا أو المعتدين، ويمكن بسهولة التقاطها مباشرة، ومن دون انتظار أي أحد ليدسها…
إنها صورة أطفال مخيمات تيندوف…
أطفال يفصلون عن ذويهم ويتم ترحيلهم إلى كوبا وباقي بلدان أمريكا اللاتينية، وأيضا إلى إسبانيا، ويربون بعيدا عن أسرهم وأمهاتهم، وهذا قمة الاعتداء عليهم، فلماذا زملاؤنا الإسبان لا ينقلون هذه الصور، ولا يرصدون حجم هذا الانتهاك الخطير لحقوق الطفل؟
أطفال يزج بهم في استعراضات عسكرية وفي منظومات تدريبية وإعدادية تتناقض مع أعمارهم، فلماذا لا ترصد عدسات وكاميرات الصحافة الإسبانية كل هذا، وهي التي يسمح لها بزيارة مخيمات تيندوف؟
إنها الصورة التي ترفض الصحافة الإسبانية نقلها، لأنها تجسد الحقيقة، وفي المقابل اختارت نقل صورة أخرى، صورة فضحتها أمام الكل.