أشرف عامل إقليم الحاجب زين العابدين الأزهر، السبت الماضي، على عقد أول لقاء تحسيسي في سلاسل إنتاج البطاطس وتنميتها بالمغرب للجمعية المغربية لمنتجي البطاطس بإقليم الحاجب، بحضور كل من القنصل العام للجمهورية الفرنسية بفاس، وممثل السفارة الفرنسية بالرباط المكلف بالقطاع الفلاحي، وممثلة الوكالة البلجيكية للتنمية بالمغرب ورئيس مركز الإرشاد الفلاحي المغربي الألماني، وممثلة الوكالة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات بالدار البيضاء، وممثلة لنبيك الحاجب ومستثمرون أتراك والعشرات من منتجي البطاطس من مختلف أقاليم المملكة، وممثلون عن مجالس كل من الجهة والغرفة الفلاحية لفاس ـ مكناس والمجلس الإقليمي الحاجب، ورئيس جماعة الحاجب وفعاليات اقتصادية أخرى.
وقد عرف اللقاء الإعلان رسميا، من خلال عرض لرئيس الجمعية المغربية لمنتجي البطاطس عبد الحق بن حمادي، أن جمعيته قادرة على إنتاج بذور البطاطس، بعد بحث واجتهاد دام 14 سنة، مستعملا كلمة “الحرب” في العمل واستطاعوا وبطريقة سهلة الوصول لكيفية إنتاج بذور البطاطس خالية من الأمراض وبجودة عالية، يمكن من خلالها منافسة الدول الرائدة في هذا المجال، وتحقيق حاجيات المنطقة من هذا النوع من بذور البطاطس، التي تثقل كاهل الفلاحين من جراء غلائها من المصدر.
وقد اختير لهذا اليوم الدراسي موضوع: “سلاسل إنتاج البطاطس وتثمينها بالمغرب” لما لها من أهمية في حياة المواطنين وثقافة الشعوب عبر العالم منذ القدم ومزاياها الغذائية، للوقوف وتسليط الضوء على المراحل التي تمر منها هذه السلاسل وكيفية تثمينها ووسائل الإنتاج والتخزين والمحافظة على البيئة.
وأكد القنصل الفرنسي في كلمته أمام الحضور على استعداد دولته في دعم وتمويل كل المشاريع الفلاحية بعمالة الحاجب، ويذكر أن المغرب يستورد 45 ألف طن من بذور البطاطس تزرع على مساحة أكثر من 80 ألف هكتار سنويا، وتنتج من خلالها مليون و700 ألف طن من البطاطس سنويا.
وقد أشار زين العابدين خلال افتتاحه لهذا الللقاء الهام، إلى أن خصوبة الأرض والمناخ ووفرة المياه التي يمتاز بها سهل سايس، الذي يمتد على مساحة آلالاف الكيلومترات المربعة غربا، من إقليم الخميسات وشرقا إلى إقليم صفرو وعمالة فاس، وبموقع إقليم الحاجب بقلب هذه المنطقة، يعرف اقتصادا كبير دعامته هي الفلاحة ويسمح بتطوير الفلاحة العصرية بفضل التكنولوجية الحديثة سنة بعد سنة، ونوع الأسمدة وتدخل المغرب الأخضر ساهم بشكل كبير في تطوير قطاع الفلاحة بإقليم الحاجب.
وأوضح عامل الإقليم، إلى أن تعليمات الملك محمد السادس وتوقيع إتفاقية تنمية الموارد المائية بالمملكة، في الأسبوع المنصرم، سينعكس إيجابا في حظ إقليم الحاجب في هذا المشروع، الذي يهدف أولا إلى حماية الفرشة المائية لسهل سايس، وبفضل تعليمات ملك البلاد ببناء سد مدز بإقليم صفرو بقيمة مالية قدرها مليار و400 مليون درهم، بإنجاز قناة للري على طول 50 كيلومترا من إقليم صفرو إلى شرق وغرب إقليم الحاجب وستغطي أغلب أراضيه الفلاحية.
وأضاف زين العابدين الأزهر، أثناء عرضه باللقاء إلى أننا سننجز سدا تليا بالإقليم وهو الآن قيد الدراسة، وأيضا سيتم تزويد مدينة مكناس بالماء الصالح للشرب من سد أم السلطان بإقليم الخميسات، بالإضافة إلى تزويد الدواوير الغير المزودة بالماء الشروب بجماعات ترابية بإقليم الحاجب من قبيل رأس جيري، وجحجوح وأيت ويخلفن وهذا سيعطي دفعة قوية لاقتصاد الإقليم وجهة فاس ـ مكناس، ومن خلال دفاعنا على الإقليم ندافع أيضا، على الرفع من اقتصاد الجهة التي ننتمي إليها بصفة عامة.
وتابع العامل، أن هذه المشاريع بهذا القطاع كلها ستلعب دورا هاما في خلق طبقة متوسطة في المجتمع، بفضل تعليمات الملك بخطاب ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2019، حين أكد على ضرورة محاربة الفوارق المجالية، وذلك بإعطاء كل منطقة حقها وخلق طبقة متوسطة بالعالم القروي، ومن خلالها يمكن تطوير المنطقة بمجموعة من المشاريع كبير منها تثمين الأراضي السلالية.
ويهدف اللقاء، إلى إبراز المؤهلات الطبيعية والبشرية للمنطقة، والعمل على خلق قطب بالمنطقة جاذب للإستثمار، ومد جسور التعاون بين مختلف الجهات والفعاليات للنهوض بالقطاع، والإسهام في النهوض بالقطاع الفلاحي والإستفادة من كل الإنجازات والتطورات الحديثة، لتحقيق الإكتفاء الذاتي لبلادنا، والرفع من جودة المنتوج مع تخفيض الكلفة، وذلك بفعل عقد شراكات للقطاع في مشاريع كبيرة سيعلن عنها في المستقبل القريب بعقد لقاءات مماثلة، بحسب ما تطرق له المنظمين في هذا اللقاء الأول من نوعه بإقليم الحاجب.