وسط كل مظاهر الفرح المرافق للحضور المغربي بفعاليات النسخة (22)، كأس العالم قطر 2022، ظهر فجأة مشكل كان من الضروري؛ اتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات لعدم حدوثه، والحفاظ على الصورة الإيجابية، لهذا الحضور التاريخي، الموقع من طرف كتيبة “أسود الأطلس”، والتي أبهرت العالم بعروضها القوية واستماتتها النادرة.
المشكل يتعلق بتذاكر المباريات، خاصة بعد تخطي دور المجموعات، لتصل الأمور إلى حدود تطورات مؤسفة، وغير مقبولة نهائيا، حدثت يوما واحدا قبل موعد مباراة المنتخب المغربي، ضد منتخب فرنسا في نصف النهاية.
صحيح أن تجار السوق السوداء فعلوا فعلتهم، وصحيح أيضا أن الطلب كان يفوق العرض بنسبة كبيرة، إلا أنه كان من اللازم اتخاذ تدابير عاجلة، تحول دون تطور الأمور إلى مشكل حقيقي، سواء بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، أو مطار حمد الدولي بالدوحة، وجنبات ملعب “البيت”، ومختلف شوارع، واماكن العاصمة القطرية.
تطورات مؤسفة جعلت السلطات القطرية، تطلب من العاصمة الرباط، الوقف الفوري للرحلات المقلة للجمهور نحو الدوحة، وبالفعل تم إلغاء سبع رحلات كانت مبرمجة مساء الثلاثاء، كما أن مجموعة من المشجعين جاؤوا إلى القطر، لم يتمكنوا من الحصول على التذاكر، مع العلم أن زبناء تلقوا وعدا بالحصول عليها، قبل الصعود للطائرة، أو مباشرة بعد الوصول إلى قطر.
كما أن العضو الجامعي محمد بودريقة، سبق أن أخبر الجمهور المغربي، عبر صفحته الرسمية على (فايسبوك)، بإمكانية الحصول على التذاكر مباراة النصف، صباح يوم الثلاثاء، شريطة تقديم جواز سفر مغربي، وبطاقة “هيا”، إلا أنه وحسب العديد من المشجعين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الرئيس السابق لفريق الرجاء البيضاوي، اختفى عن الأنظار، وبقى الآلاف ينتظرون المجهول، بل هناك من قضى الليلة كاملة، أمام عنوان قدمه بودريقة، ألا وهو ملعب الجنوب بالدوحة.
هناك العديد من الجهات تتحمل المسؤولية في كل ما حدث، إذ كان من الضروري ضبط الأمور خلال عملية تسليم تذاكر المباراة، بتزامن مع الحصول تذاكر السفر، والحرص على أن كل مكان بالطائرة يساوي تذكرة دخول للملعب، وبهذا الإجراء كان يمكن تفادي الاكتظاظ الذي يصعب معه ضبط عملية التنظيم، ومرورها بطريقة سلسلة، وبدون تجاوزات ولا مشاكل تذكر.
وحسب مجموعة من المصادر المتطابقة؛ فإن تجمهر أفراد من الجمهور المغربي بمطار الدوحة، خلق فوضى كبيرة، أربكت السير العادي لعمليات تنظيم الرحلات الدولية، اضطر معه رجال الأمن إلى تدخل لفض هذا التجمهر غير القانوني.
وقبل ساعات معدودة من انطلاق المباراة ضد فرنسا، اجتمع المئات من المشجعين بدون تذاكر بالقرب من أبواب الملعب، يحتجون على الطريقة التي تم بها تدبير عملية البيع، مهاجمين بالاسم العضو الجامعي محمد بودريقة.
كما أن هناك مصدرا صحفيا، يتحدث عن شراء الاتحاد الفرنسي حصة كبيرة من التذاكر، تصل إلى 15 ألف تذكرة، في خطوة استباقية، للحيلولة دون ضمان حضور جماهيري مغربي، يشجع منتخبه، ويهاجم منتخب “الديكة”.
المهم أن كل الحيثيات كانت حاضرة بقوة لتعطينا تنظيما سيئا لعملية بيع التذاكر، كان من الضروري تفاديها، وهذه الحالة تتطلب فتح تحقيق في النازلة، والوقوف على المسؤوليات والحقائق كما هي، دون لف ولا دوران، ولا محاولة التستر على المخالفين…
>محمد الروحلي