في أفق “كان المغرب 2025” -الحلقة 4-

بعد إقصاء المنتخب المغربي الأول تحت إشراف الناخب الوطني، وليد الركراكي، من دور ربع نهائي كأس أمم إفريقيا “الكوت ديفوار 2023″، على يد جنوب إفريقيا (0-2)، يتواصل الحديث عن خيبات ونكسات العناصر الوطنية في العرس القاري، دورة بعد أخرى .

ويبقى الأهم عند المهتمين بالشأن الرياضي المغربي سواء أكانوا جمهورا أو مدربين أو لاعبين سابقين، هو تعويض مسلسل الإخفاق واستغلال إقامة النسخة القادمة من النهائيات الإفريقية 2025 التي ستقام بالمملكة المغربية.

حول سؤال ماذا ستستفيد المملكة المغربية من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية، قام القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، بإعداد مادة رياضية دسمة سينشرها على شكل حلقات يقدم من خلالها زوايا معالجة لاعبين دوليين سابقين وأطر وطنية، وإعلاميين لمختلف القضايا الرياضية الراهنة بالمغرب، واستشرافهم لمستقبل الكرة المغربية وتصوراتهم لما ستكون عليه الدورة القادمة من كأس أمم افريقيا التي سيحضى المغرب بشرف تنظيمها. 

الدولي السابق حسن ناظر: كأس برهانات رياضية واقتصادية

” أرى أن حظوظ المنتخب المغربي في التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا سنة 2025 كبيرة بحكم أن المسابقة تجرى على أرض المملكة وأمام الجماهير المغربية..

سبق للمغرب أن نظم دورة لكأس افريقيا في التسعينات لكننا لم نستطع أن نبقي الكأس بالأراضي المغربية، بعدما أقصينا من دور نصف النهائي أمام الكاميرون..

ومن جديد، كانت خيبة الأمل كبيرة بالكوت ديفوار لأن الكل كان يرشح المنتخب المغربي من أجل الذهاب بعيدا والمنافسة على اللقب الإفريقي، بعد المستوى الاستثنائي الذي قدمه في كأس العالم “قطر 2022”.

طبعا لا يمكن أن ينسى التاريخ أن المغرب بات أول بلد عربي وإفريقي يصل لنصف نهائي كأس العالم.. لكن شخصيا وبحكم تجربتي المتواضعة قلت سابقا إن كأس العالم تختلف عن إفريقيا وقلت إن القارة السمراء تخضع لمبدأ الطقس الحار والرطوبة المرتفعة..

ويمكن القول إن تنظيم المملكة المغربية لكأس أمم إفريقيا 2025 جاء في وقت جيد، وفي وقت يسبق التنظيم المشترك بينه وبين البرتغال وإسبانيا سنة 2030، وهذا سيجعل المغرب يستفيد من عديد المجالات، أولها الرياضي المتمثل في إصلاح وملائمة الملاعب الكبرى لمواصفات دفتر تحملات الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والاستفادة منهم مستقبلا في مباريات البطولة الإحترافية، في أفق الإعتماد عليهم مجددا لاحتضان مباريات كأس العالم 2030..

ويمكن في هذا الجانب ذكر المجال السياحي والاقتصادي، إذ سيكون المغرب أمام فرصة استثنائية من أجل الترويج للثقافة المغربية بالنسبة للزوار القادمين من مختلف البلدان الإفريقية لتشجيع المنتخبات المشاركة في الدورة الـ 35 من كأس الأمم الإفريقية 2025.. وهنا يمكن أن نشير أن إقامة الدورة في فصل الصيف سيجعل المغرب بلدا سياحيا بامتياز يمزج بين الثقافة الأوروبية والإفريقية، خاصة السواحل التي تتوفر على شواطئ ممتدة للعديد من الكيلومترات كالدار البيضاء والرباط والصويرة والجديدة..

فكرة أخرى يمكن أن أضيفها في هذا السياق، أن المملكة المغربية سائرة في طور إنجاز بعض المشاريع الكبرى الإفريقي وكسب مزيد من الإشعاع على المستوى الدولي، والانتقال من بلدان دول العالم الثالث إلى مصاف الدول المتقدمة.. يمكن الإضافة أن الرؤية والمشاريع التي أعطاها جلالة الملك محمد السادس في جميع الميادين الصحية والرياضية والاجتماعية.. الكل سيرى موقع المغرب ضمن القارة الإفريقية ونرى عودته إلى الوحدة الإفريقية وتبوأه مركز الريادة..

كأس أمم إفريقيا 2025 ستكون محطة رسمية للانتقال من الطابع الإفريقي إلى الطابع الدولي وبالتالي نرغب في تنظيم كأس عالم استثنائية كالتي قام بها دولة قطر في سنة 2022.. كلاعب دولي سابق سأكون أول المساندين للمنتخب المغربي الأول في نهائيات كأس أمم إفريقيا وسأشجع الناخب الوطني وليد الركراكي لقيادة العناصر الوطنية إلى ثاني تتويج بعد الأول سنة 1976 بإثيوبيا، لأن في تتويج المغرب بالكأس الإفريقية استفادة جميع المجالات قبل احتضان مونديال 2030″.

>إعداد: عادل غرباوي

 

Top