في أفق “كان المغرب 2025” -الحلقة 5 –

بعد إقصاء المنتخب المغربي الأول تحت إشراف الناخب الوطني، وليد الركراكي، من دور ربع نهائي كأس أمم إفريقيا “الكوت ديفوار 2023″، على يد جنوب إفريقيا (0-2)، يتواصل الحديث عن خيبات ونكسات العناصر الوطنية في العرس القاري، دورة بعد أخرى .

ويبقى الأهم عند المهتمين بالشأن الرياضي المغربي سواء أكانوا جمهورا أو مدربين أو لاعبين سابقين، هو تعويض مسلسل الإخفاق واستغلال إقامة النسخة القادمة من النهائيات الإفريقية 2025 التي ستقام بالمملكة المغربية.

حول سؤال ماذا ستستفيد المملكة المغربية من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية، قام القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، بإعداد مادة رياضية دسمة سينشرها على شكل حلقات يقدم من خلالها زوايا معالجة لاعبين دوليين سابقين وأطر وطنية، وإعلاميين لمختلف القضايا الرياضية الراهنة بالمغرب، واستشرافهم لمستقبل الكرة المغربية وتصوراتهم لما ستكون عليه الدورة القادمة من كأس أمم افريقيا التي سيحضى المغرب بشرف تنظيمها.

الإعلامي نوفل العواملة: “الكان 2025 ”  فرصة للاحتكاك بالواقع

“أعتقد أن المغرب استحق أن ينظم أكثر من نسخة من كأس الأمم الإفريقية مقارنة مع العديد من الدول التي نظمتها في أكثر من مناسبة رغم أنها لم تكن تتوفر على الإمكانيات المتاحة للمملكة المغربية..

نظمنا الكأس مرة واحدة وكنا ننوي تنظيمها سنة 2015 لكن الكل يعلم ماذا حدث حينها.. انتظرنا عشر سنوات، وهاهي الكأس الإفريقية ستحط الرحال بالمغرب..

فيما يخص الاستفادة يمكن أن نعطيها أكثر من شق، أولها متعلق باختبار تنظيمي هام جدا لأننا مقبلون على تنظيم نهائيات كأس العالم 2030 بمعية البرتغال وإسبانيا، إذ يجب أن يكون فرصة لاحتكاك مواردنا البشرية وبنيتنا التحتية في منافسة من حجم كأس أمم إفريقيا التي تابت أكثر متابعة من طرف الجماهير العالمية، نتيجة توفر المنتخبات المشاركة على نجوم تمارس بأكبر الدوريات الأوروبية.. ستكون مناسبة للاحتكاك مع تظاهرة قارية عالمية فالأمور التنظيمية وأخذ الخبرة فيها هو أمر أكثر من إيجابي..

أعتقد أن تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 أيضا حمس المملكة المغربية للمضي قدما في مجموعة من المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية على غرار ما نشهده اليوم من إعادة هيكلة وبناء مجموعة من الملاعب والمركبات الرياضية وإصلاح البعض منها بالإضافة إلى مرافقها المتعددة على غرار ملعب طنجة الكبير وملعب مولاي عبد الله بالرباط وملعب أكادير وملعب مراكش وملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، ناهيك عن المشروع الجديد لملعب الدار البيضاء الكبير الذي يتواجد بضواحي مدينة بنسليمان والذي يسمى ذرة وجوهرة الملاعب الإفريقية وربما سيكون هذا الصرح الرياضي مرشحا لاحتضان المباراة النهائية لكأس العالم 2030..

فتسريع البنى التحتية جاء بفضل شرف تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 إضافة إلى ذلك يتواجد جانب يتعلق بالأمور الفنية بمعنى آخر أن المنتخب الوطني دفع فاتورة باهضة في عدة مناسبات وكؤوس إفريقية ولكن بنية المنتخب على مر سنوات تعتمد على اللاعبين المحترفين بالدرجة الأولى، وبالتالي كان تأثر كبير جدا بما هو بعيد عن كرة القدم وهنا يمكن أن أذكر المناخ وظروف ممارسة كرة القدم على مستوى الأدغال الإفريقية، والدليل أننا لم نصل إلى المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا 2023 التي أقيمت بالكوت ديفوار ولم نستطع أن نكسر العقدة التي امتدت منذ سنة 2004، عندما بلغنا المشهد الختامي أمام تونس في عهد المدرب بادو الزاكي..

ونعلم أن تونس مشابهة لنا في المناخ وأمور كثيرة وهي تساعد على عطاء لاعبين المنتخب المغربي في الدوريات الأوروبية.. فاللعب على الأرض وأمام الجماهير ستكون فرصة سانحة للتصالح مع الأنصار والجماهير التي غضبت بعد الخروج المخيب للآمال من دور ثمن النهائي، وهي مناسبة للمنافسة على لقب كأس أمم إفريقيا ولما لا البحث عن ثاني تتويج في تاريخ كرة القدم المغربية على المستوى الإفريقي..

نتوفر الآن على لقب وحيد حقق قبل عقود من الآن وبالتحديد سنة 1976 بإثيوبيا.. الجيل الحالي الذي خاض نصف نهائي كأس العالم 2022 بقطر.. أعتقد أن الكان 2025 سيكون فرصة من أجل الاحتفال ومساندة العناصر الوطنية في وفقت يتوجب فيه الفوز باللقب الإفريقي بعدما كنا مشرحين فوق العادة للتتويج بدورة الكوت ديفوار، قبل أن نقع في المحظور ونخسر بثنائية أمام جنوب إفريقيا المتحدي”.

إعداد: عادل غرباوي

Top