قراءة البنزرتي الخاطئة

فجرت الهزيمة التي تلقاها فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم باسفي، أمام الأولمبيك المحلي بهدفين لواحد، غضب الأوساط الودادية التي كانت تتوقع انطلاقة أفضل، من تلك التي أبانت عنها مجموعة المدرب التونسي فوزي البنزرتي.
المقلق ليس في نتيجة الهزيمة في حق ذاتها، والتي حصدها برسم الدورة الثالثة من البطولة الوطنية الاحترافية في نسختها العاشرة، بل في طريقة الأداء وأسلوب اللعب، وغياب الانسجام أو التكامل بين الخطوط، وهو تواضع غير متوقع تماما.
فحجم الانتذابات التي قام بها سعيد الناصري صاحب الأمر والنهي، والتي كلفت ميزانية الفريق حوالي مليار ونصف، جعل الكثيرين يتفاءلون بإمكانية حدوث انطلاقة ايجابية هذا الموسم، إلا أن العكس هو الذي حصل.
فرغم تحقيق انتصارين خلال الدورتين الأولى والثانية، أمام كل من يوسفية برشيد بهدفين لصفر بالدار البيضاء، والدفاع الحسني الجديدي بالجديدة بإصابة لواحدة، فان الانطباع العام هو أن الفريق غير مقنع تماما، ولا يعطي أية إشارة اطمئنان في أدائه
أقدم الفريق، كما كان الشأن الموسم الماضي، على جلب إحدى عشرة لاعبا من المحليين والأجانب، و أغلبهم يتمتعون بتجربة مهمة، إلا أن هذه الخاصية، لم تظهر نتائجه الايجابية فوق أرضية الملعب، والدليل النتائج المحصل عليها حتى الآن
وبدون أدنى شك، فان قراءة المدرب البنزرتي للأحداث لم تكن موفقة، فبعد التحاقه من جديد بالإدارة التقنية للوداد، اختار الاعتماد بدرجة كبيرة، على اللاعبين الذين سبق أن دربهم في السابق، مع إدخال تدريجي للعناصر الوافدة هذا الموسم
إلا أن هذا التصور الذي جاء به المدرب “العجوز”، وهو وصف غير قدحي بطبيعة الحال، لم يعط المنتظر منه، فكان التواضع سيد الموقف، وهو مسار غير إيجابي، والأكثر من ذلك، مقلق وغير مطمئن تماما
يحدث هذا، والنادي الأحمر مقبل على خوض منافسات الأدوار الأولى بعصبة الأبطال الإفريقية، وهى التظاهرة التي تعود النادي على تحقيق نتائج لافتة كل سنة، ومن غير المقبول أن لا يبصم هذه السنة، على نفس المسار المتألق
فما هى الأسباب التي تجعل الفريق يتخبط في مشاكل تقنية مزعجة وغير مقبولة ؟
الأكيد أن غياب الهيكلة الواضحة لإدارته التقنية هي السبب الرئيسي وراء هذا الإخفاق، وحتى عندما يتفضل الرئيس بتعيين هذا الإطار أو ذاك في مسؤولية من المسؤوليات، أو تحت أي اسم من المسميات، فإن الغموض هو التعامل السائد، إذ سرعان ما نسمع عن الانفصال أو التخلي آو الطلاق، وهكذا دواليك.
فمتى تتم هيكلة واضحة للأمور التقنية داخل القلعة الحمراء؟
الأكيد أن الجواب عند السيد الرئيس، الذي يقرر ويفتي في كل شىء.

>محمد الروحلي

Related posts

Top