> محمد حجيوي – تصوير: رضوان موسى
وسط جو طلابي، حماسي، استرجع قادة «أطميون»، ذكرياتهم داخل الحركة الطلابية المغربية، وإطارها النقابي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، خلال الندوة الوطنية للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية التي التأمت ببوزنيقة، أيام 5-6 و7 فبراير الجاري تحت شعار «من أجل جامعة العلم والمعرفة».
وفي هذا السياق، كان اللقاء، مساء الجمعة الماضي، مع القيادي السابق في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وعضو لجنته التنفيذية المنبثقة عن المؤتمر الوطني السادس عشر، آخر مؤتمر وطني ناجح لهذا الإطار الطلابي، والقيادي الحالي في حزب التقدم والاشتراكية عبد الرحيم بنصر، الذي تقاسم جزء من تجربته النضالية مع القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، رغم أن موضوع الجلسة الأولى الذي كانت مبرمجا ضمن فعاليات الندوة الوطنية، كان محددا في «الأرضية الفكرية للقطاع الطلابي للحزب».
وأكد عبد الرحيم بنصر، على ضرورة استخلاص الدروس من تجربة مناضلي حزب التقدم والاشتراكية داخل الحركة الطلابية المغربية، الذين شكلوا عبر مسار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مكونا أساسيا إلى جانب القوة اليسارية والتقدمية الأخرى، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن حزب التقدم والاشتراكية ظل يعتبر الطلبة فئة اجتماعية لها خصوصياتها، تنتهي بانتهاء المرحلة الجامعية، عكس ما كان يعتقده البعض، الذي كان يضع الطلاب موضع الطبقة الاجتماعية، وكان يضع على كاهلها مهمة تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالبلاد.
وأورد في السياق ذاته، أن حزب التقدم والاشتراكية كان يولي أهمية منذ نشأته، للطلبة والمثقفين بالنظر إلى دورهم المحوري في التنوير وفي تنمية الوعي وتوعية الطبقات الاجتماعية من عموم الكادحين والعمال والفلاحين والفقراء، حيث كانت هذه الفئة تساهم بشكل كبير في الرفع من منسوب الوعي السياسي ببلادنا.
وأوضح عبد الرحيم بنصر، أن حزب التقدم والاشتراكية، انكب على تأطير الطلاب داخل المؤسسات والمعاهد الجامعية، منذ البداية، وترك مناضلوه بصمات قوية داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، انطلاقا من تموقعه الاجتماعي ومن هويته الفكرية، حيث كان الحزب، يضيف المتحدث، حريصا على القيام بوظيفة التأطير السياسي داخل الجامعة المغربية، سواء عندما كان الحزب يشتغل في السرية أوعندما خرج للعلنية، وكان يؤطر الطلبة بداية باسم الطلبة الشيوعيون، ثم باسم طلبة التحرر والاشتراكية وبعد الحظر كان يتكلم باسم أنصار طلبة التحرر والاشتراكية ثم طلبة حزب التقدم والاشتراكية.
وأفاد القيادي السابق في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أن طلبة حزب التقدم والاشتراكية داخل الجامعة المغربية، كانت لهم رؤية وبعد نظر، وكانت الجامعة فضاء للدفاع عن القضايا الوطنية وفي مقدمتها الوحدة الترابية وتحرير البلاد من الاستعمار، ثم بعد ذلك النضال في الداخل والخارج من أجل استكمال تحرير الوحدة الترابية، بالإضافة إلى التعريف بالحزب وبمبادئه ونشر القيم التي يدافع عنها، وبالأسس الفكرية والفلسفية التي ينهال منها كحزب يساري تقدمي، وبطرق تحليله للمجتمع وللعلاقات السائدة بداخله وموقعه من هذه العلاقات.
وكان طلبة حزب التقدم والاشتراكية داخل الحرم الجامعي، حسب عبد الرحيم بنصر، يستحضرون في تحليلاتهم ونضالاتهم، الفكرية والميدانية، الأفق الاستراتيجي للحزب الرامي إلى بناء مجتمع اشتراكي تسوده العدالة الاجتماعية وانتفاء استغلال الإنسان للإنسان، وما يتعين استحضاره اليوم، يقول المتحدث « هو أننا لازلنا في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية، مرحلة بناء الدولة الديمقراطية ودولة المؤسسات، واستحضار أن هناك قوة أخرى تتفاعل داخل المجتمع، لا تتقاسم بالضرورة ما يؤمن به حزب التقدم والاشتراكية».
وأوضح عبد الرحيم بنصر، أن حزب التقدم والاشتراكية، بسعيه إلى نشر قيم الحداثة والتقدم المجتمعي، فإنه يسعى بذلك إلى تملك العلم والمعرفة لكل أبناء وبنات الشعب المغربي، ويسعي إلى نشر تلك القيم داخل الفضاء الجامعي، مقابل محاربة الفكر المتطرف والأحادي ونبذ العنف والفكر التضليلي والغيبي، مؤكدا على أن النضال الديمقراطي هو نضال تراكمي.
من جانبه، أفاد القيادي في حزب التقدم والاشتراكية وعضو ديوانه السياسي مصطفى الرجالي، أن الجامعة المغربية لم تكن معزولة عن ما يجري في محيطها الخارجي، وأنها كانت تتفاعل مع كل الأحداث الوطنية والدولية التي كانت تجد لها صدى داخل الحركة الطلابية المغربية.
وأشار الرجالي إلى ما تعرفه الجامعة المغربية اليوم، من تجاذبات ومشاكل وصفها ب»الخطيرة» بالإضافة إلى الخصاص المسجل على مستويات مختلفة منها على الخصوص المستوى المتعلق بجودة التعليم الجامعي وعلاقة تلك البرامج بمحيطها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والبيئي.
ورجع مصطفى الرجالي، شيئا ما إلى الوراء، من أجل إبراز الدور الذي كان يضطلع به الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي يشكل الذراع الواقي للطلبة المغاربة في الداخل وفي الخارج، وكان يعتبر مكونا أساسيا من مكونات الحركة التقدمية واليسارية المغربية، ولعب دورا تاريخيا في النضال من أجل الديمقراطية والحقوق السياسية والاجتماعية وأيضا من أجل إقرار تعليم ديمقراطي، معبرا عن أسفه على الوضع الذي بات عليه اليوم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي أصبحت تسيطر عليه تيارات متطرفة سواء يسارية عدمية أو دينية أصولية.
وأقر الرجالي أن الظواهر التي انتشرت داخل الجامعة المغربية من عنف وإقصاء وهيمنة الفكر الأحادي تشكل خطرا على مستقبل البلاد برمته، وتهدد الجامعة والحياة الجامعية باعتبارها فضاء للنقاش ومجالا للتمرس على الممارسة الديمقراطية وعلى تدبير الاختلاف، مشيرا إلى تحول الجامعة إلى ساحة للحرب هو دليل على غياب الدولة بكل مؤسساتها وغياب التواجد الحزبي والنقابي ومنظمات المجتمع المدني.
وبخصوص الأرضية الفكرية للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، أوضح مصطفى الرجالي، أنها غير مفصولة عن الأرضية الفكرية للحزب باعتباره حزبا يساريا تقدميا وديمقراطيا، وهو متشبع بالفكر الأممي ويساند قضايا التحرر ونضالات الشعوب ضد الظلم والاستبداد، مشيرا إلى أن طلبة حزب التقدم والاشتراكية، يسعون دائما أن يكون الطالب المغربي متشبع بالروح الوطنية وأن يكون حاضرا في كل المعارك التي يخوضها الشعب المغربي من أجل الديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
بدوره أكد الرئيس الأسبق للجنة الوطنية للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية وعضو لجنته المركزية يوسف ماكوري، على أن طلبة التقدم والاشتراكية يساهمون في الإنتاج الفكر السياسي للحزب انطلاقا من موقعهم كفئة اجتماعية غير متجانسة، تنتمي إلى فئة الشباب التي تتميز بطبيعتها، بالرغبة في التغيير، والتي تشكل في نظره، أساس الأرضية الفكرية للحزب والتي تبلورت عبر فعل تراكمي منذ تأسيس الجامعة المغربية، ونضال الحزب ضد الاستعمار ونضال بعد الاستقلال من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية.
وعرج يوسف ماكوري على الدور الذي اضطلع به طلبة حزب التقدم والاشتراكية داخل الحركة الطلابية، منذ الطلبة الشيوعيون مرورا بطلبة التحرر والاشتراكية إلى طلبة حزب التقدم والاشتراكية، مشيرا إلى الطابع التقدمي واليساري الذي كان يميز الحركة الطلابية المغربية إلى جانب الحركة الطلابية العالمية.
وعبر المتحدث عن أسفه لما آلت إليه الحركة الطلابية اليوم، والتي لم تعد تشكل الامتداد الطبيعي للحركة الطلابية التقدمية التي ناضل من أجلها طلبة حزب التقدم والاشتراكية بمعية القوة اليسارية والتقدمية الأخرى، والتي كانت تناضل من أجل بناء المغرب الديمقراطي مغرب العدالة الاجتماعية، مؤكدا حاجة المغرب اليوم إلى حركة طلابية قادرة على إعادة الاعتبار للجامعة المغربية.
واعتبر يوسف ما كوري أن المخزن بمفهومه الواسع، فطن منذ البداية لدور الحركة الطلابية وللجامعة المغربية وعمل ما في وسعه من أجل تجفيف الحركة الطلابية وقتل الفكر العقلاني الذي لا يؤمن إلا بالحرية، وعمل على دعم الفكر الأصولي والغيبي بدل الفكر العلمي العقلاني.
وانتقد يوسف ماكوري، تراجع اهتمام حزب التقدم والاشتراكية بالحركة الطلابية والقطاع الطلابي الحزبي الذي كان يعتبر قطاعا استراتيجيا وحيويا،على الفعل الممارسة نظرا لأهميته على جميع المستويات. واعتبر القيادي الحزبي، أن الحزب اليوم تخلى عن تلك الأدوار الطبيعية التي كان يقوم بها حيث كان يعتبر أن الجامعة هي القاطرة وكان يراهن على الحركة الطلابية ويقدم لها كل الدعم المادي والمعنوي. ودعا ماكوري حزب التقدم والاشتراكية، إلى إعادة الاهتمام بالقطاع الطلابي بالنظر إلى أهميته الاستراتيجية في نشر الفكر العقلاني والعلمي داخل الجامعة ووسط المجتمع المغربي عموما.
******
في اختتام الندوة الوطنية الرابعة عشرة للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية
خلصت الندوة الوطنية الرابعة عشرة للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، في نهاية أشغالها، أول أمس الأحد ببوزنيقة، إلى انتخاب لجنة وطنية للقطاع الطلابي مشكلة من ممثل واحد عن كل مدينة جامعية، على أن يكون التسيير بشكل جماعي تحت الإشراف السياسي للديوان السياسي للحزب من خلال عضو الديوان السياسي المكلف بتتبع الشبيبة والقطاع الطلابي عزوز الصنهاجي، والإشراف التقني للشبيبة الاشتراكية.
وكان باحثون وسياسيون، شاركوا في الندوة الوطنية للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، قد دعوا إلى إعادة الاعتبار للحضور السياسي والثقافي داخل الجامعة المغربية، وجعلها فضاء للنقاش والحوار الفكري ومجالا للتعدد والتنوع ونبذ العنف والإقصاء وإشاعة قيم المواطنة والديمقراطية والحق في الاختلاف.
وفي هذا الصدد، شدد مصطفى البرايمي الأستاذ الجامعي وعضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، خلال حديثه عن «الجامعة المغربية وأزمة النخب» على ضرورة جعل الجامعة المغربية والمدرسة العمومية هما القاطرتان وأن تكونا ملازمتين للعدالة الاجتماعية وأن تعلبا دورا أساسيا في التنمية وتكافؤ الفرص.
وبعد أن انتقد مفهوم النخب عند الإيطالي فيلفريدو باريتو باعتبارها الطبقة المسيطرة أو التي تسير الحكم، أكد لبرايمي أن هذه النظرة تعارض النظرة الماركسية التي تقول بالتطور التاريخي وتؤمن بالصراع الطبقي وأن التاريخ تصنعه الجماهير التي تقود التغيير وليس الأفراد أوالأقليات.
من جانبه، أفاد عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر، أن التكوين في المغرب ارتبط أساسا بالتعليم وباقتناع الأسر المغربية بأهمية التعليم في الارتقاء الاجتماعي، وبالتالي يضيف المتحدث، أن تجديد النخب ظل مرتبطا بالمعرفة وبالجامعة المغربية، مؤكدا إلى أن المقياس الثقافي ظل حاضرا في إفراز النخب.
ووقف عمر حلي، خلال هذه الجلسة التي أدارها الطالب رشيد محب عضو اللجنة الوطنية للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، (وقف) عند مجموعة من العوائق التي لا تمكن النخب من التعبير عن نفسها وبالتالي تتوارى إلى الخلف، خاصة النخب الشابة التي لا يفسح لها المجال للتعبير عن ذاتها.
وقاربت الندوة الوطنية للقطاع الطلابي، موضوع الجامعة المغربية والحق في التشغيل، خلال الجلسة الرابعة التي أدراها يونس الحكيم عضو المجلس المركزي للشبيبة الاشتراكية، وأطرها أنس الدكالي المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، وعضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أكد خلالها على أهمية التواصل مع الطلبة في موضوع التكوين والتشغيل، مشيرا إلى أن الإستراتيجية الوطنية للتشغيل التي بات المغرب يتوفر عليها لأول مرة، مكنت من معرفة وضعية السوق الوطنية للشغل.
وأوضح انس الدكالي أن التشغيل مرادف للنمو الاقتصادي وأن المغرب خلال العشر سنوات الأخير سجل نسب نمو ملحوظة بالمقارنة مع الماضي، لكنها لم تكن كافية لخلق فرص شغل مستدام ومنتج، مشيرا إلى أن الاستثمارات التي عرفتها البلاد لم تخلق على المستوى الكمي، فرص شغل كافية، مؤكدا على ضرورة توسيع سلسلة القيم لخلق اندماج صناعي كبير على مستوى مختلف القطاعات، وهو التوجه الذي يسير فيه المغرب، حسب الدكالي، سواء في مجال السيارات أو في مجال الفلاحة أو قطاعات أخرى.
وتحدث المدير العام «لأنابيك» عن المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب التي تتميز بالأمن والاستقرار السياسي، وهو ما يتيح له، يضيف المتحدث، الانخراط في رؤية بعيدة المدى عبر تثمين الرأسمال البشري المرتبط أساسا بمنظومة التربية والتكوين، وتوسيع نظام التغطية الاجتماعية بغاية الوصول إلى مبدأ الشغل اللائق، مشيرا إلى أن مصداقية المغرب على المستوى الدولي تساعد على جلب الاستثمارات، التي من شأنها أن تساهم في التغلب على التحديات المرتبطة بالخصاص في مجال التشغيل على المستوى الكمي والذي يتفاقم بشكل كبير وسط الشباب في الوسط الحضري والذي يشكل تحدي جدي للحكومة.
ودعا أنس الدكالي إلى إشاعة ثقافة المبادرة وتشجيع الشباب على خلق المقاولات على أن تعمل الأبناك على مواكبتهم كحاملي مشاريع، وتبسيط الإجراء المرتبطة بمسألة الاحتضان، وأن تعمل الدولة على مواكبة هؤلاء الشباب ومساعدتهم على وضع المخطط التجاري.
وفي موضوع «الحركة الطلابية : المطالب الاجتماعية بين الأمس واليوم» التي أدارته فاطمة الزهراء البطيوي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، عبر سعيد الفكاك عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع داخل الجامعة المغربية، حيث تحولت العديد من المدن الجامعية إلى ساحة للتطرف والعنف بين الطلبة، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية كان دائما ضد العنف من أي جهة كان، وأن العنف لم يكن يوما هو الحل، داعيا إلى ضرورة التفكير في الآليات الكفيلة بالخروج من هذه الوضعية المتأزمة التي تعرفها الجامعة المغربية.
من جانبها، تطرقت حنان بويجيج مسؤولة بالمكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، إلى المهام التي يضطلع بها هذا المكتب وأهدافه العامة، والمتمثلة أساسا، حسب المتدخلة، في الرفع من عدد المنح والتحكم في مسطرة تخويلها والرفع من عدد الأسرة المخصصة للطلبة وتحسين ظروف عيشهم والزيادة في عدد المطاعم الجامعية والرفع من عدد الوجبات وتحسين جودتها وسلامتها بالإضافة إلى تقديم خدمات في المجال الصحي والمساهمة في تدبير التغطية الصحية للطلبة وتنظيم برامج متنوعة في المجال الرياضي والثقافي لفائدة الطلبة. وفصلت فاطمة الزاوي رئيس قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية بمعية الأستاذ حفيظ كريكر موضوع المشروع الأكاديمي والمهني للطالب.
وخصصت الندوة الوطنية الرابعة عشرة للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، جلستها السادسة والأخيرة، والتي أدارها عبد الرحيم بنعلي عضو المجلس المركزي للشبيبة الاشتراكية، لموضوع «التنظيم وآليات اشتغال القطاع الطلابي للحزب»، أكد خلالها المتدخلون على أن الانطلاقة الجيدة للقطاع الطلابي تقتضي مقاربة تنظيمية جيدة ومده بآليات العمل ذات جودة وفعالية.
وحسب عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية عمر الروس والرئيس الأسبق للجنة الوطنية للقطاع الطلابي، فإنه من الطوباوية الاعتقاد بوضع القطاع الطلابي على السكة الصحيحة بدون تنظيم وبدون مخطط عمل بأهداف واضحة ومضبوطة في المكان والزمن، مؤكدا على أن التغلب على هذه المرحلة الصعبة يقتضي في نظره تعبئة جميع الإمكانيات اللازمة، خاصة بعد فترة الفراغ التي عمرت حوالي سبع سنوات، حيث لم يلعب القطاع الدور المنوط به، بالمقارنة مع الفترات السابقة، يضيف عمر الروس، مشيرا إلى أن القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية كان يضرب به المثل وكان يتفرد بحسن التنظيم والانضباط وكان يلعب دورا رياديا وسط الجامعة المغربية ويمثل مدرسة لتكوين النخب التي كان يزود الحزب بها.
من جانبه، أكد عادل الجوهري عضو المكب الوطني للشبيبة الاشتراكية والرئيس السابق للجنة الوطنية للقطاع الطلابي، أن الشبيبة الاشتراكية قررت الإشراف التقني على الندوة الوطنية للقطاع الطلابي لإعطاء فرصة لتبادل الآراء والبحث في الوسائل والآليات الكفيلة بتقييم الوضعية التنظيمية للقطاع.
وأضاف الجوهري، أن الندوة الوطني تشكل نقطة انطلاق نحو إعادة الهيكلة للقطاع على قاعدة برنامج عمل يهدف إلى تقوية حضور الحزب في المدن الجامعية التي يتواجد بها والعمل على التواجد في المدن التي لا يتواجد فيها، ومن ثمة الرفع من مستوى التأطير السياسي وسط الطلاب بالجامعات والمعاهد العليا انسجاما مع القيم التي تأسس عليها حزب التقدم والاشتراكية.
في ذات السياق، ذكر اسماعيل الحمراوي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، أن على طلبة حزب التقدم والاشتراكية الاعتزاز بهويتهم السياسية وانتمائهم الحزبي، مشيرا إلى أن النقاش الذي عرفته هذه الدورة يبعث على الافتخار بمستوى تكوين طلبة حزب التقدم والاشتراكية ومستوى نضجهم السياسي والمعرفي، مؤكدا على ضرورة الانفتاح على الطلبة الجدد والتواصل معهم والارتباط بقضاياهم والتعاطي الإيجابي مع المشاكل التي تعترضهم من توسيع قاعدة الانتماء للقطاع الطلابي للحزب.