عززت موجة جديدة من الوفيات والإصابات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، في إيران واليابان وكوريا الجنوبية، المخاوف من تحول المرض إلى وباء. ومع تسارع وتيرة ظهور الحالات عبر العالم، أضحت مسألة إعلان حالة الوباء “وشيكة” حسب خبراء منظمة الصحة العالمية الذين يقرون مع ذلك بأسف بأن العالم غير مستعد سواء من “الناحية النفسية أو المادية” للتعامل مع الفيروس بشكل أوسع، كما قال رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية إلى الصين بروس آيلوورد في تصريحات صحفية بعد عودته إلى جنيف مساء اول امس.
ويأتي الانتشار السريع للفيروس في العديد من دول العالم مع إعلان منظمة الصحة العالمية أن الوباء وصل إلى ذروته في مركز انتشاره في الصين، حيث أدى إلى وفاة أكثر من 2715 شخص وإصابة نحو 77 ألفا.
ولكن الوضع تدهور خارج حدود الصين مع تسجيل 2700 إصابة وأكثر من 40 حالة وفاة على مستوى العالم، ما أدى إلى فرض قيود على المسافرين الآتين من الدول المتأثرة، وإلغاء مناسبات ومباريات كرة قدم وعزل للمرضى المشتبه بإصابتهم.
وأعلنت كوريا الجنوبية فجر أمس الاربعاء تسجيل 169 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الإصابات فيها إلى 1146. كما سجلت إيطاليا وإيران زيادات حادة في الإصابات والوفيات، في حين أبلغت العديد من دول الشرق الأوسط أيضا عن أولى الإصابات بفيروس كوفيد-19.
وأعلنت البرازيل تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس في البلاد، وهي الحالة الأولى أيضا في أميركا الجنوبية.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الجزائرية، مساء أول أمس الثلاثاء، تسجيل أول حالة إصابة بفيروس “كورونا”، لمواطن إيطالي قدم إلى البلاد في 17 فبراير الجاري.
وقال وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، للتلفزيون الرسمي، إن “المواطن الإيطالي خضع للفحص الطبي وتبين أنه مصاب بفيروس كورنا”، مضيفا أن المصاب يخضع حاليا لإجراءات حجر صحي تفاديا لانتقال العدوى، مثلما هو معمول به في مختلف دول العالم. وأشار إلى أن عملية الفحص شملت رعيتين من إيطاليا، تبين أن أحدهما مصاب بالفيروس، فيما تأكدت سلامة الثاني.
وشدد مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على أنه لا يزال بالإمكان احتواء الفيروس، مشيدا بإجراءات العزل الصينية في العديد من المدن للمساعدة على الحد من انتشاره.
وقال “حاليا نحن لا نشهد انتشارا عالميا للفيروس لا يمكن احتواؤه، ولا نشهد أيضا وفيات على نطاق واسع”.
وأضاف أنه يتعين على الدول بذل كل ما في وسعها من أجل “الاستعداد لوباء محتمل”، وهو مصطلح يستخدم لوصف المرض الذي ينتشر في العديد من المجتمعات.
وفي الولايات المتحدة، تعتزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تكريس 2.5 مليار دولار لمكافحة المرض. وتم حتى الآن تسجيل 53 إصابة بالفيروس في البلاد بينهم 39 شخصا تم إجلاؤهم من الصين ومن سفينة “دايموند برنسيس”.
وتحولت إيران الى نقطة ساخنة رئيسية للفيروس بعد ارتفاع حصيلة الوفيات إلى 15 شخصا الثلاثاء، مع وفاة ثلاثة مصابين جدد.
وتجهد الجمهورية الإسلامية لاحتواء انتشار الفيروس منذ الأسبوع الماضي، عندما أعلنت عن أول حالتي وفاة في مدينة قم التي يقصدها مسلمون شيعة لزيارة مقاماتها الدينية.
وأكدت إيران حصول 61 حالة وفاة حتى الآن، ما يجعل معدل الوفيات أعلى بشكل كبير من أي مكان آخر في العالم، ما يثير الشكوك بأن الكثير من الناس أصيبوا بالمرض هناك.
وسيطر القلق على دول عدة إزاء احتمال انتقال العدوى إليها، فأغلقت أرمينيا وتركيا والأردن وباكستان والعراق وأفغانستان حدودها مع إيران أو قلصت المبادلات معها.
وفي اليابان توفي راكب سابق كان على متن سفينة دايموند برينسس السياحية في الثمانينات من عمره، وفقا لوسائل إعلام المحلية. وأظهرت الفحوص أن 700 شخص من ركاب السفينة الخاضعة للحجر أصيبوا بالفيروس.
وارتفعت الإصابات أيضا داخل اليابان، مع ما لا يقل عن 160 إصابة حتى الآن بينها وفاة واحدة.
وزادت الحكومة عدد المستشفيات التي يمكنها استقبال المرضى المشتبه بإصابتهم، وطلبت من الأشخاص الذين يعانون من أعراض معتدلة البقاء في منازلهم.
وقال وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو إنه طلب من الشركات “السماح للموظفين بعدم الحضور لتجنب الاكتظاظ في وسائل النقل، وتشجيع الاتصال عن بعد”.
وأغلقت إيطاليا، التي أبلغت عن 7 حالات وفاة وأكثر من 200 إصابة، 11 بلدة، في حين أن مباريات كرة القدم لدوري الدرجة الأولى ودوري أوروبا ستجري بدون جمهور. وقال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي إن السكان قد يواجهون أسابيع من العزل.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن وضع الصين بشكل عام في طور التحسن. وتضيف المنظمة أن الوباء بلغ “ذروته” في الصين ثم استقر بين 23 يناير والثاني من فبراير، أي بعيد فرض الحجر الصحي على ووهان وسكانها البالغ عددهم 11 مليون نسمة.
وخارج منطقة ووهان، التي لا تزال تخضع للحجر الصحي، يبدو أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في الصين خصوصا في بكين حيث نشطت حركة السير.
وفتحت شركة “آبل” محالها المغلقة منذ قرابة شهر. إلا أن الجامعات لن تفتح أبوابها طالما لم تتم السيطرة بعد على الوباء، وفق ما أعلنت وزارة التعليم.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الدول الفقيرة مع نظام صحي ضعيف هي الأكثر عرضة للخطر.
كورونا يواصل انتشاره السريع خارج الصين منذرا بالتحول إلى وباء
الوسوم