قررت الحكومة، ابتداء من 7 فبراير المقبل، إعادة فتح المجال الجوي في وجه الرحلات الجوية من وإلى المملكة بعد أن كانت أغلقته في نهاية نوفمبر الماضي لمكافحة التفشي السريع للمتحورة أوميكرون.
وقالت الحكومة، في بلاغ لها، إنها اتخذت هذا القرار أخذا بعين الاعتبار تطورات الوضعية الوبائية بالمغرب، وذلك على أن تعلن لاحقا عن الإجراءات والتدابير اللازم اتخاذها على مستوى المراكز الحدودية والشروط اللازم توفيرها من طرف المسافرين من أجل العبور، مشيرة إلى أن لجنة تقنية تعمل حاليا على درس هذه الإجراءات.
وفي نفس الاتجاه، أعلنت شركة الخطوط الملكية المغربية، يوم الجمعة الماضي، عن استئناف رحلاتها الجوية الدولية المنتظمة بمجموع شبكتها ابتداء من 7 فبراير المقبل، وذلك تماشيا مع بيان الحكومة الذي تعلن فيه عن إعادة فتح المجال الجوي في وجه الرحلات الجوية من وإلى المملكة.
وأشار بلاغ للخطوط الملكية المغربية إلى أنها، وبعدما كانت تقتصر قبل فتح الأجواء على تأمين الرحلات الاستثنائية نحو عدد جد محدود من الوجهات الدولية، ستعمل على استئناف رحلاتها المنتظمة التي ستضم جميع وجهات شبكتها الدولية، مضيفا أن برنامج الرحلات سيشمل رحلات مباشرة ستربط المغرب بأكثر من خمسين وجهة بكل من أوروبا وإفريقيا وأمريكا والشرق الأوسط وآسيا.
وأكد المصدر ذاته أنه حرصا منها على مواكبة زبنائها خلال استئناف الرحلات الدولية، ستعزز الخطوط الملكية المغربية برنامج رحلاتها عبر الرفع التدريجي من تردد الرحلات وعدد الوجهات، مشيرا إلى أنه سيتم الحرص على الاحترام التام لشروط السلطات العمومية التي سيتم الإعلان عنها لاحقا وذلك من أجل ضمان سير جيد للرحلات مع الالتزام بضمان حماية صحة وسلامة زيناء ومستخدمي الشركة.
وذكر البلاغ بأن جميع مكونات الموارد البشرية للخطوط الملكية المغربية تعمل في تعبئة شاملة من أجل إنجاح عملية استئناف الرحلات في أفضل شروط النجاعة والجودة والسلامة.
وأشارت الخطوط الملكية المغربية إلى أنها أطلقت عملية تسويق الرحلات مباشرة على بوابتها الإلتكرونية (www.royalairmaroc.com) ومراكز النداء التابعة لها ووکالاتها التجارية، إضافة إلى شبكة وكالات الأسفار.
وخلص البلاغ إلى أن الشركة الوطنية ستستمر في برمجة وتأمين الرحلات الجوية الاستثنائية، خلال الفترة الممتدة من 28 يناير إلى 06 فبراير، نحو الوجهات التالية: باريس وبروكسيل وميلانو ومدريد وبرشلونة.
وجاء هذا القرار، في وقت تزايدت الضغوط من جانب العاملين في القطاع السياحي المهدد بالانهيار ومن المغاربة الذين ظلوا عالقين في الخارج جراء إغلاق الحدود، ووسط تساؤلات حول جدوى استمرار الإغلاق.
وتسبب هذا الإغلاق، خصوصا، في تعميق أزمة القطاع السياحي المتضرر أصلا من تداعيات الجائحة، إذ تزامن مع إجازات نهاية العام التي تستقطب عادة السياح الأوروبيين إلى المملكة.
وكان عاملون في فنادق ومطاعم ومرافق سياحية ووكالات سفر قد تظاهروا، يوم الأربعاء الماضي، في مدن عدة للمطالبة بفتح الحدود. ورفع المتظاهرون في مراكش، العاصمة السياحية للمملكة، شعار “الشعب يريد فتح الحدود”.
وأثار الإغلاق أيضا غضب مغاربة عالقين وأبناء الجاليات المقيمة في المهجر، بينما أثير جدل في بعض وسائل الإعلام المحلية حول “استثناءات” منحتها السلطات لطائرات خاصة، بتكاليف باهظة، من أجل إعادة مغاربة عل قوا في الخارج. كما أثار استمرار الإغلاق جدلا خلال الفترة الأخيرة في المملكة وتساؤلات حول جدواه، في ظل ارتفاع الإصابات بالمتحورة أوميكرون.
وقد شهدت المملكة ارتفاعا مطردا في الإصابات بالفيروس خلال الأسابيع الأخيرة، شكلت أوميكرون 95 بالمئة منها. وبلغت هذه الموجة ذروتها خلال الأسبوع الممتد من 17 إلى 23 يناير، بحسب وزارة الصحة، كما سجلت ارتفاع في أعداد الوفيات بنسبة 140 بالمائة خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع الذي سبقه.
هذا، وقد تم تسجيل 4154 إصابة جديدة وفق آخر أرقام ومعطيات الوزارة، لأول أمس السبت، فيما بلغ عدد المتعافين 6866 شخصا، فيما تم تسجيل 28 وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية.
ورفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى مليون و129 ألفا و140 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام المليون و64 ألفا و199 حالة بنسبة تعاف تبلغ 94.2 في المائة، فيما بلغ عدد الوفيات 15 ألفا و328 بنسبة فتك تصل إلى 1.4 في المائة.
وبلغ مجموع الحالات النشطة 49 ألفا و613 حالة، فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة 123 حالة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 755 حالة، 19 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ (كوفيد-19) 14.4 في المائة.
وجددت الحكومة الدعوة إلى الإسراع في تلقي جرعات اللقاح ضد الفيروس، خصوصا الجرعة الثالثة، تجسيدا “للتضامن الوطني في مواجهة هذه الجائحة”.
وتراهن المملكة على تطعيم 80 في المائة من سكانها البالغ عددهم نحو 36 مليونا، لكبح الجائحة. وشملت الحملة حتى الآن 4 ملايين و371 ألف و932 شخصا تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليون و73 ألف و344 شخصا، مقابل 24 مليون و654 ألفا و478 شخصا تلقوا الجرعة الأولى.
سعيد أيت اومزيد