لبنان يفوز بالنجمة الذهبية للدورة 15 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ولجنة التحكيم تعمم جائزتها على كل الأفلام المتبارية

مبعوث بيان اليوم الى مراكش: سعيد الحبشي

فاز مساء السبت الماضي، الفيلم اللبناني “فيلم كثير كبير” للمخرج ميرجان بوشعيا بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى)، في ختام الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وفي كلمة مؤثرة أهدى بوشعيا هذه الجائزة لبلده لبنان، قائلا: “أهدي الجائزة لبلدي لبنان، الذي مع الأسف لا يؤمن بنا، لكننا سنظل نؤمن به”، كما أهداها لإخوته، مذكرا بمدى تحملهم العمل على الفيلم لثلاث سنوات، وبالمجهود الذي بدلوه من أجل أن يحظى اليوم بهذه القيمة الكبيرة.
 وذهبت جائزة أحسن إخراج لغابرييل ماسكارو، من البرازيل وذلك عن فيلمه “ثور النيون”، بينما حصل الممثل كونار جونسن على جائزة أحسن دور رجالي عن دوره في فيلم “الجبل البكر” للمخرج داكور كاري (إنتاج دنماركي إسلندي). في حين فازت الممثلة كالاتيا بيلوجي بجائزة أحسن دور نسائي عن دورها في فيلم “كيبر” للمخرج كيوم سينيز (إنتاج بلجيكي سويسري فرنسي).
 هذا قبل أن تقرر لجنة التحكيم أن تعمم جائزتها على كل الأفلام المشاركة تكريما للسينما، وكذلك بالنظر الى الجودة التي تميزت بها كل التجارب التي اختيرت للمشاركة في المسابقة الرسمية.
 15 فيلما من 22 بلدا، تميزت بالتنوع وخصوصا على المستوى الجغرافي والفني وعلى مستوى الحبكة السينمائية : يتعلق الأمر بأفلام «باباي» لفيزار مورينا (ألمانيا، كوسوفو، مقدونيا وفرنسا) و«خزانة الوحش» لستيفن دان (كندا) و«سيارة الشرطة» لجون واتس (الولايات المتحدة) و«الصحراء» لخوناس كارون (المكسيك وفرنسا) و«كيبر» لكيوم سينيز (بلجيكا، سويسرا وفرنسا) و«مفتاح بيت المرآة» لمايكل نوير (الدنمارك) و«ذكريات عالقة» لكييكو تسويروكا (اليابان) و«ثور النيون» لغابرييل ماسكارو (البرازيل، الأورغواي وهولاندا) و«فردوس» لسينا أتيان دينا (إيران وألمانيا) و«زهرة الفولاذ» لبارك سوك يونغ (كوريا الجنوبية) و«تيتي» لرامي ريدي (الهند والولايات المتحدة) و«الحاجز» لزاسولان بوشانوف (كازاخستان) و«كتير كبير» وميرجان بوشعيا (لبنان وقطر) و«الجبل البكر» لداكور كاري (آيسلندا والدنمارك) و«المتمردة» لجواد غالب (المغرب وبلجيكا).
 وهكذا كان المغرب من بين المتوجين عن فيلمه المشترك مع بلجيكا “المتمردة” إخراج جواد غالب، الذي لم يحضر وتسلمت الجائزة بدلا عنه بطلة الفيلم صوفيا مانوشا.
وكانت لجنة التحكيم بالغة الكرم في هذه الدورة، التي ترأسها المخرج الأمريكي فرنسيس فورد كوبولا، وضمت في عضويتها ناوومي كاوازي من اليابان، وريشا سادا من الهند، وأولغا كوريلينكو من أوكرانيا، وطوماس فينتبرغ من الدنمارك، وأنطون كوربين من هولندا، وجون بيير جوني من فرنسا، وسيرجيو كاستييتو من إيطاليا، وسامي بوعجيلة من تونس فضلا عن الممثلة المغربية آمال عيوش.
ويعد فرانسيس كوبولا رابع مخرج أمريكي يترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان الفيلم بمراكش، وذلك بعد مارتن سكورسيزي الذي ترأس لجنة تحكيم الدورة الـ13، وجون مالكوفيتش الذي ترأس لجنة تحكيم الدورة العاشرة، وباري ليفنسون الذي ترأس لجنة تحكيم الدورة الثامنة.

مسابقة سينما المدارس

وبخصوص مسابقة سينما المدارس والتي تبارى من خلالها طلبة مدارس ومعاهد السينما فقد توجت الدورة المخرج الشاب رضا جاي من مؤسسة استوديو (إم) بالدار البيضاء عن فيلمه ” الفتاة المجهولة”.
وترأس لجنة تحكيم مسابقة سينما المدارس المخرج وكاتب السيناريو البلجيكي جواكيم لافوس ، وضمت في عضويتها الممثلة الفرنسية آناييس دومستيي، والممثلة والمخرجة الإيطالية الفرنسية فاليريا بروني طاديتشي، والممثلة الإيطالية فاليريا كولينو، والممثل الفرنسي الكندي نيلزشنايدر، والمخرج المغربي سعد الشرايبي.
وتم خلال المسابقة، عرض سبعة أفلام قصيرة تمثل مختلف مدارس ومعاهد التكوين السينمائي بالمغرب.  ويتعلق الأمر، فضلا عن الفيلم الفائز، بأفلام “لا تناغم” من إخراج يوسف شيكي، من  المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، ” خروج” لسارة الرخى ولوكاس جاكيي من  المدرسة العليا للفنون البصرية مراكش، و” ليلى” لمصطفى عناق من مدرسة الفن  والإعلام بالدار البيضاء.
 كما عرفت المسابقة مشاركة فيلم “غير بالفن” لنبيل كرجيج من المعهد المتخصص  للسينما والسمعي البصري بالرباط، “مرآة الزمن” لكريم تاجواوت من المعهد المتخصص في  مهن السينما بورزازات ثم “منصة” من إخراج المهدي الخطابي، أمين مغيلف وجون شاردون  كواديو من استوديو(م) بالدار البيضاء.
وتعتبر جائزة “سينما المدارس” التي أحدثت سنة 2010 بمناسبة الدورة العاشرة للمهرجان  الدولي للفيلم بمراكش وتهدف وتهدف من ورائها مؤسسة المهرجان، إلى منح فرصة  الإدماج المهني لفائدة السينمائيين المبتدئين.
وترافق الجائزة هبة خاصة يمنحها صاحب الأمير مولاي  رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وتبلغ قيمتها 300 ألف درهم، تمنح  لمخرج الفيلم الفائز من أجل إنجاز شريطه القصير الثاني.
هكذا أسدل الستار عشية يوم السبت الماضي على الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش،  الذي افتتح بتكريم الممثل والمخرج السينمائي الأميركي بيل مواري، كما كرم الممثلة والراقصة الهندية، مادوري ديكسيت، ومدير التصوير المغربي، كمال الدرقاوي، والمخرج الكوري الجنوبي، بارك شان ووك.
وتميزت الدورة كذلك بعروض موازية متنوعة  كفقرة “خفقة قلب” ودروس في السينما (ماستر كلاس) وغيرها.
 واحتفت الدورة بالسينما الكندية كضيف شرف، حيث حل وفد سينمائي كندي رفيع من ممثلين ومنتجين ومخرجين يتقدمهم المخرج العالمي أتوم أكويان.
 وضرب عشاق السينما ونقادها ومهنييها موعدا مع كبار صناع الفن السابع في جلسات “ماستر كلاس”، نشطها ثلاثة مخرجين متميزين تقدمهم الإيراني عباس كيروستامي، الألماني فاتح أكين ثم الكوري الجنوبي بارك شان ووك.
هذا وكان انتقاء عروض المسابقة جد موفق، لدرجة بدت معه مسؤولية لجنة التحكيم عسيرة للغاية، لكن يبقى من الأساسي الاشارة الى الدورة الخامسة عشرة، قد أكدت بما لا يدع مجالا للشك، أن المهرجان قد حافظ على توجهه الذي اختاره منذ بضع سنوات والمتمثل في التنوع والبحث عن المواهب الشابة، ويبدو أنه إن كان هناك فعلا من خيط ناظم بين مختلف أفلام مسابقة هذه السنة، فإنه يتمثل في الانفتاح على المخرجين السينمائيين الشباب الذين صنعوا الحدث مؤخرا، ولفتوا انتباه النقاد ورواد السينما إليهم، إذ أن أكثر من ثلثي الأفلام المتنافسة على النجمة الذهبية كان عبارة عن أول أو ثاني فيلم لصاحبه.

Related posts

Top