لقاء حول الأعمال السردية للأديبة المغربية الزهرة رميج

 أقام الراصد الوطني للنشر والقراءة مؤخرا، ندوة حول موضوع السرد العربي وسؤال المواكبة النقدية، بنادي ابن بطوطة للتعليم بطنجة، حضر الندوة الكثير من الأدباء قاصين وروائيين ونقادا من المغرب والدول العربية، اتهم المشاركون النقد العربي بكونه أسير النظريات الغربية، وأنه لا يولي الأعمال الإبداعية في السرد الاهتمام الذي تستحقه .وقد أفتتح الجلسة الثانية الناقد المغربي عبد القادر الدحمني الذي أشار إلى أن الندوة اتخذت موضوعا كبيرا ومعقدا يحتاج إلى عمل دؤوب، والى خطوات قد تبدأ صغيرة، ثم تكبر وقد ارتأى الراصد أن يحول التساؤلات إلى عمل، كي لا نبقى حبيسي النظريات الجاهزة، والسؤال عن السرد معقد تحكمه ضرورة معقدة، وأنساق فكرية. وبين الناقد الدحمني أن مداخلات الأدباء عبرت عن إشكالية المنهج وعن العلاقة بين الناقد والمبدع، وبين الناقد الدحمني أن كتاب “السرد وتمثيل الذاكرة التاريخية” تناول بالدراسة رواية “الناجون” للمبدعة زهرة رميج، التي نحتت مسارها بإصرار، وقد تصدى مجموعة من النقاد لهذا العمل الروائي، وأشار الى أن المنهج الوحيد يظل قاصرا عن الإلمام بالعمل الإبداعي وإدراك مميزاته.
 واعتبر الناقد أحمد الجرطي أن السرد العربي وسؤال المواكبة النقدية من أهم الأسئلة الإشكالية، فهل النقاد لايواكبون الأعمال الابداعية أم أنهم يجعلون قراءاتهم إسقاطية والعمل على إنجاح المنهج، وبين أن دوافع الكتاب تتجلى في أهداف النقد المعاصر، في إثراء الساحة الابداعية، وهل تقدم الأعمال الإبداعية إضافة؟ وما موقع التجارب الإبداعية المغربية والعربية في التجريب الذي هدفه الأساس مجرد تقنيات؟ وأشار الجرطي الى أن رواية  “الناجون” للزهرة رميج تعتبر من أهم التجارب المغربية، استطاعت أن تفرض نفسها بخلاف أغلب التجارب النسوية العربية، التي ظلت تتمحور حول الذات الأنثوية، واستطاعت هذه التجربة أن تقدم رأيها حول أحداث البلاد، وأن تعيد قراءة تاريخ المغرب المعاصر، واستطاعت الكاتبة أن تدخل منعطفا جديدا في غنى عوالمها الإنسانية والروائية، تحمل عدة قراءات صححت الصورة العربية عند الآخر، وكانت الكتابة من أجل الإنسان. وبين الناقد الجرطي أن السرد مطالب بالدفاع عن الهوية أمام الشوفينية، وأن العمل سيظل هادفا إن كانت القراءة هادفة بعيدة عن الانطباعية، والابتعاد عن القراءات الإسقاطية التي تسيء للنقد والسرد معا، والإيمان بتعدد المناهج النقدية، وألا يذهب الناقد الى أن منهجه هو الكامل، وأن قراءته هي الأخيرة.
 وألقى مسير الجلسة الناقد عبد القادر الدحمني الضوء على نتاجات المبدعة الزهرة رميج، وسألها إلى أي مدى استطاع النقد أن يفكك رواية ” الناجون” وماذا يفيد المبدع من الناقد؟
 أجابت المبدعة المغربية الزهرة رميج عن سؤال الناقد الدحمني بأن مداخلتها عن علاقة الإبداع بالناقد ستكون مختلفة. فإذا كانت الساحة الأدبية تشتكي من عدم مواكبة النقد، فإن تجربتها أثبتت وجود مجموعة من النقاد، ينتمون الى جيل الوسط وجيل الشباب، أصبحت تتحمل مسؤوليتها نحو العمل الإبداعي، وبينت المبدعة رميج أنه بعد مسيرتها الإبداعية، وإصدار مجموعة من الكتب، صدرت مجموعة من الكتب النقدية حول تجربتها الإبداعية، وأن النقاد أصبحوا يدركون مسؤوليتهم نحو الإبداع، وأن الكثيرين اهتموا بتجربتها مثل أحمدالجرطي، وأحمد المسعودي، وعبد الرحيم وهابي الذي كتب عن كل رواياتها، وقد تناول الكثير من النقاد أعمال الكاتبة قبل أن يعرفوها، وتعرفت عليهم بعد أن نشرت كتاباتهم عن أعمالها، وبينت الزهرة رميج أنه لولا انفتاح النقاد على كتابات المغاربة لما تلقت كتاباتها هذا الاهتمام، خاصة وأن النقد الروائي لم ينطلق إلا في بداية الثمانينات، علما بأن عدد الروايات المنشورة حتى ذلك التاريخ، بلغ إثنين وأربعين رواية.
وأشارت الروائية الزهرة رميج إلى أن اهتمامها الأول كان بالقارئ، وأنه كلما زاد الإقبال على كتاباتها، كلما زاد قلقها ألا تكون كتاباتها اللاحقة تحظى بالإعجاب نفسه، الذي قوبلت به الأعمال السابقة، وبينت أنها تكتب ما تؤمن به. كما أشارت الى أن القراءات العاشقة مهمة أيضا، إذ تنير الطريق أحيانا، للنقد الأكاديمي. وأبدت رميج رغبتها في أن يسلط النقد الضوء على الناحية الفنية والجمالية، بنفس القدر الذي يعتني فيه بالجوانب الموضوعاتية.
 وفي الختام، أوضح الناقد عبد القادر الدحمني أن الناقد مطالب بتجديد أدواته لمواكبة الأعمال التي أنتجت في زمن مغاير.

 إعداد: صبيحة شبر

Related posts

Top