لقاء حول كتاب “الشعر المغربي المعاصر: تجليات وأبعاد”

استأنف فرعا اتحاد كتاب المغرب ومؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بالناظور بقاعة الاجتماعات، سلسلة (كتاب ومدرس) التي خصصت حلقتها الثالثة عشرة مؤخرا، لاستضافة الأستاذة الباحثة إلهام الصنابي لتوقيع كتابها “الشعر المغربي المعاصر:تجليات وأبعاد”.
استهل الأستاذ جمال أزراغيد اللقاء بكلمة رحب فيها بالحضور الكريم والضيوف والأستاذين المشاركين اللذين سيتولان قراءة الكتاب، مركزا على أهمية هذه السلسلة التي تتلخص في تشجيع نساء ورجال التعليم المبدعين والكتاب على مواصلة الكتابة إلى جانب ممارساتهم الصفية في التعليم. ودعا المسير الأساتذة إلى موافاة الفرعين بأعمالهم قصد برمجتها في الحلقات القادمة. كما شكر الصحافة والمواقع الالكترونية التي تواكب وتنشر التغطيات الخاصة بهذه الأنشطة الثقافية.
وبعد ذلك عرج على تقديم الكتاب المحتفى به الذي هو في الأصل مجموعة من الدراسات والمقاربات النقدية التي تم تقديمها في مجموعة من المحافل العلمية من ندوات وملتقيات أدبية وثقافية يجمعها خيط رفيع هو الشعر. كما أن الكتاب انصب على مقاربة واستكناه أهم القضايا الاجتماعية والسياسية الوطنية في بعدها الإنساني وتحليل الأبعاد والمستويات الجمالية لبعض التجليات الفنية كالتناص القرآني والتراثي، سواء ما تعلق منها بالشعر الفصيح (شعر التفعيلة، الشعر النثري، شعر الهايكو) أو الزجل، وذلك اعتمادا على بعض النماذج من المنجز الشعري المغربي التي تمثل أجيالا شعرية مختلفة ومرجعيات متنوعة، شكلت صيرورة وسيرورة القصيدة المغربية، بدءا من جيل التأسيس إلى جيل الامتداد عبر الزمن، مع الاختلاف في الحساسيات والاتجاهات. وهكذا ركزت الباحثة في مقارباتها على الشعراء: المرحوم محمد بنعمارة، محمد علي الرباوي، حسن الأمراني، الحسين القمري، جمال أزراغيد، محمد غريب الماخوخي، بوعلام دخيسي، محمد ماني، سامح درويش، والزجالة نجاة حسايني.
 كما عرف المسير بالأستاذة إلهام الصنابي صاحبة الكتاب بأنها حاصلة على شهادة الدكتوراه في موضوع: “المرجعية الدينية في الشعر المغربي المعاصر” سنة 2007 تشتغل بالتعليم الثانوي التأهيلي. شاركت في ملتقيات وندوات وساهمت في إصدارات مشتركة، فضلا عن كتابتها في المجلات والملاحق الثقافية. ولم يفته تهنئة الباحثة داعيا لها بالتوفيق والتألق في مسارها الثقافي والأدبي.
وبعدئذ أعطيت الكلمة للأستاذ امحمد أمحور الذي قدم مداخلة موسومة بـ “مفاهيم نظرية في كتاب الشعر المغربي المعاصر: تجليات وأبعاد “. استهلها بالشكر للجهتين المنظمتين لهذا اللقاء الثقافي، ورأى أن الناقدة إلهام الصنابي شيدت عالما نقديا خصبا وغنيا في كتابها “الشعر المغربي المعاصر: تجليات وأبعاد”، وهي تؤصل لمفهوم الشعر في علاقته بنظرية الأدب. وقد أسعفتها المتون الشعرية التي انطلقت منها في إغناء هذه النظرية، وهذا ما منح لهذا السجل النقدي راهنيته وقيمته النقدية والثقافية والتداولية.
إن الباحثة شيدت نسقها الخاص في الثقافة مستفيدة بشكل غير معلن عنه من المناهج النقدية ومن التصورات النظرية والفلسفية، مؤسسة لخطاب خاص بها يعلي من قيمة الشعر المغربي المعاصر في أبعاده الإنسانية والكونية. وقد اعتمدت على نصوص شعرية تمتعت بنوع من التراكم عند الشاعر الواحد، والاقتصار على النصوص التي حللتها في ندوات ولقاءات ثقافية وتربوية لشعراء سبقت الإشارة إليهم.
ثم أعقبه الأستاذ فريد أمعضشو بمداخلة تحت عنوان:” ملاحظات على منهج الكتاب” ابتدأها بقراءة وتفكيك عنوان الكتاب إلى مكوناته الثلاثة: ( الشعر المغربي المعاصر– تجليات – أبعاد) التي تؤشر على مضامين الكتاب ليخلص بأن الباحثة وفقت في اختيار العنوان. ثم تحدث عن أهم القضايا التي تطرقت إليها الباحثة كالمرأة بتمظهراتها المختلفة مذكرا بوجودها عند الشعراء القدامى في غرض الغزل، والتناص القرآني وغيرها من القضايا…وبعدئذ انتقل إلى صلب مداخلته، فقدم ملاحظات حول منهج الكتاب، مشيرا إلى أن الباحثة لم تصرح بأي منهج نقدي تعتمده، لكون الكتاب مجموعة من المداخلات وردت في سياقات مختلفة، حيث كل دراسة تخضع لمنهج معين، غير أن المنهج العام الذي يؤطر هذه الدراسات كلها هو المنهج النصي أو المقاربة النصانية التي يراد بها مقاربة النصوص والأفكار. وداخل هذا المنهج، يمكن استخلاص مجموعة من المناهج النقدية، كالمنهج التحليلي الذي حللت من خلاله مجموعة من النصوص، منهج المقارنة الذي قارنت من خلاله بين الشاعرين الحسين القمري وجمال أزراغيد، وبين محمد علي الرباوي وبوعلام دخيسي، المنهج النفسي الذي يدرس النص انطلاقا من زاوية  فنية، متمثلا في دراستها للسمات الفنية عند محمد علي الرباوي والإدهاش في ديوان “خنافس مضيئة ” للشاعر سامح درويش، ومنهج المقاربة المناصية الذي اعتمدته في مقاربتها ووقوفها على عناوين النصوص والدواوين…فضلا عن مجموعة من المفاهيم النقدية التي وظفتها في الكتاب والتي تعود إلى مناهج أخرى غير المذكورة، كمفهوم التناص، التلقي، القراءة، التأويل.. ورأى الأستاذ الباحث أن الكتاب يطغى عليه تحليل المضمون أكثر من تحليل الشكل. وفي الأخير خلص إلى أن الكتاب خليط من المناهج النقدية المتنوعة التي اعتمدتها الباحثة في مقاربة النصوص واستنطاقها، وهذا ما مكنها من كتابة مقالات ماتعة تنم عن حس نقدي عميق عندها.
 ثم تناولت الأستاذة المحتفى بها الكلمة التي شكرت فيها الحضور الطيب وكذا الجهتين المنظمتين على هذه الالتفاتة الراقية إلى كتابها، شارحة الظروف والسياقات التي تحكمت في هذه الدراسات والمقالات التي جمعت في هذا الكتاب. وتوقفت عند استبعادها لضابط الجهة في عنوان الكتاب، لما يعتريه من تحول وتغير مع الزمن، ولذا آثرت أن تسميه الشعر المغربي المعاصر، بدل الشعر المغربي المعاصر بجهة الشرق. وتحدثت أيضا عن المرأة الكاتبة والناقدة التي لها الحق في الحديث عن خصوصياتها، ووعدت الجمهور أن إصدارها الثاني سينصب على السرد بعدما أنجزت فيه دراسات ومقالات نشرتها أو شاركت بها في ندوات ثقافية.
 جمال أزراغيد

Related posts

Top