لهيب في أسعار الأضاحي رغم وفرة العرض والأسر المغربية تترقب تكرار “سيناريو” السنة الماضية

سيحل عيد الأضحى الذي يصادف العاشر من ذي الحجة من كل سنة، يوم الجمعة فاتح شتنبر القادم، وتبقى لهذه المناسبة مكانة خاصة عند الأسر المغربية.

ويأتي العيد هذه السنة، في ظروف تتسم بموسم فلاحي جيد كان له أثر إيجابي على المراعي التي تميزت بموفورات كلئية انعكست إيجابيا على حجم الرصيد الوطني من الماشية.

وفي هذا السياق أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن عدد الأضاحي المتوفرة بمناسبة عيد الأضحى كاف “جدا” لتغطية الطلب المرتقب، وذلك من خلال عرض يبلغ حولي 9 ملايين رأس من الأغنام والماعز.

وكشف بلاغ الوزارة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن العرض المتوفر من الأغنام والماعز بمناسبة عيد الأضحى يقدر بحوالي 9 ملايين رأس، منها 5.14 ملايين رأس من ذكور الأغنام، و1.75 مليون رأس من النعاج، و2.11 مليون رأس من الماعز.

وأضاف المصدر ذاته أن هذا العرض الوفير من الأغنام والماعز من شأنه ضمان تغطية كافية للطلب على أضاحي العيد والمتوقع في 5.43 ملايين من رأس، منها 4.9 ملايين من الخراف و530.000 من الماعز.

من جهة أخرى، أوضح نفس البلاغ أن الحالة الصحية للقطيع جيدة في مجمل مناطق المملكة، بفضل برامج المراقبة المستمرة، وتعزيز التأطير الصحي، وحملات الوقاية والعلاج من الأمراض الحيوانية المعدية ذات الانعكاسات الاقتصادية، والتي تشرف عليها المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.

وأكدت الوزارة أنها ستتابع عن كثب تموين الأسواق والأسعار، خاصة في المحلات التجارية الكبرى، والأسواق القروية، ونقط البيع الرئيسية على مستوى المدن، وكذلك مراقبة الحالة الصحية للقطيع التي تقوم بها المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.

ورغم ما لهذه الأرقام والمؤشرات من دور كبير في تحديد أسعار الأضاحي وجودتها في الأسواق القروية وفضاءات بيع الأغنام في المدن والتي تفتح في هذه المناسبة، فإن أغلبية الأسر المغربية التي تعاني من قلة الإمكانيات، أمست تخاف من تحكم الوسطاء والشناقة في الأسعار، لاسيما، في المدن، حيث يرفعونها لحدود غير معقولة،

 لا يستطيع معها الفقراء شراء خروف العيد وتوفير مستلزماته، بخاصة وأن هذه المناسبة تأتي في وقت استنفدت فيه أغلبية الأسر إمكانياتها من كثرة الإنفاق لسد حاجيات مجموعة من المناسبات المتواترة، والتي يبقى على رأسها الدخول المدرسي المقبل .

هذا، وتبقى حرية الأسعار والمنافسة هي المتحكمة في أسواق بيع الأغنام خلال هذه المناسبة، بالإضافة إلى جشع الوسطاء والشناقة الذين يستفيدون على حساب مربي الماشية، تماما كما يتحكم قانون العرض والطلب، زيادة على نوعية الأضحية وجودتها، ومناطق البيع، في تحديد أثمان الأضاحي.

وسجلت بيان اليوم، إلى حدود الآن، ارتفاع أسعار الأضاحي ببعض نقط البيع بالعاصمة الاقتصادية حيث يصل ثمن عرض خروف حجم متوسط من نوع السردي 3000 درهم ..ورصدت الجريدة كيف يتريث الكثير من الباعة في عملية البيع، وبل يتمسكون بأثمان العرض في انتظار ما ستسفر عنه الأيام الأخير التي تسبق العيد.

ويترقب عدد من المواطنين، لاسيما، الموظفين أن تتراجع الأسعار في الأيام الثلاث أو الأربعة التي تسبق العيد، على اعتبار أن العرض سيفوق الطلب مما من شأنه أن يعيد “سيناريو” السنة الماضية، حيث هبطت الأسعار إلى مستويات متدنية تكبد من خلالها الوسطاء والشناقة خسائر كبيرة.

من جهة أخرى، يرتقب أن يفوق رقم المعاملات بمناسبة عيد الأضحى 7 مليار درهم، سيحول جزء كبير منه إلى العالم القروي، مما سيساعد الفلاحين على تغطية نفقات باقي الأنشطة الفلاحية، خاصة في فترة انطلاق الموسم الفلاحي 2017-2018، كما ستساهم هذه الموارد المالية، في تنشيط الحركة الاقتصادية بشكل عام بالعالم القروي.

ويشكل عيد الأضحى فرصة لتحسين دخل الفلاحين الذين تعد تربية القطيع مورد دخلهم الأساسي، خاصة في المناطق الرعوية الشاسعة التي تغطي حوالي 70 في المائة من مساحة البلاد.

سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top