ماذا ننتظر من مباراة الكونغو؟

لم يعد هناك مجال للشك، في أن الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، يعرف تراجعا ملحوظا في أدائه ومردوده التقني، فهو لا يقنع، ولا يتطور، كما أن أسلوبه لا يتغير، ويظهر نوعا من الجمود الفكري والتكتيكي، حتى أصبح خصما مكشوفا بالنسبة لخصومه، كبر شأنهم أم صغر …

يحدث هذا، بالرغم من التوفر على ترسانة من النجوم، بمختلف الخطوط، وتوفر كل الإمكانيات التنظيمية واللوجستيكية، والحوافز المختلفة الجوانب…

فلماذا لا يتطور المنتخب؟ ولماذا لا يستفيد من الإمكانيات المهمة التي يتوفر عليها اللاعبون؟

فأغلب اللاعبين يتألقون مع فرقهم، يسجلون من مختلف الزوايا، يفرضون مكانتهم بأهم التشكيلات، لكن عندما يأتون للمنتخب، لا يظهر أثر لكل هذه المميزات الفردية التي لا تترجم إلى أداء جماعي هادف…

إنها حيرة كبيرة يعيشها الجمهور الرياضي ومختلف المتتبعين، لكن العين التقنية تقول بكل حيادية، إن الطاقم التقني بقيادة وليد الركراكي، عاجز كليا عن إيجاد الوصفة الناجعة التي تمكن من إحداث نقلة نوعية في الأداء، وامتلاك القدرة على مفاجأة مدربي المنتخبات المنافسة…

وجاءت مباراة الجمعة الماضية ضد زامبيا بأكادير، لتكرس تراجعا مهولا، زاده تمرد اللاعبين قتامة…

فما حدث يؤكد بالملموس أن الركراكي فقد السيطرة على المجموعة، وبات عنصرا سهل التجاوز، غير قادر على التحكم في سلوك لاعبيه، بعدما اهتزت صورته داخل مستودع الملابس…

فماذا نتوقع من مباراة مساء اليوم ضد الكونغو؟

ليس من السهل الإجابة ببساطة على سؤال تعددت زواياه، مع توالي مراحل التراجع..!

فالسلبيات المتعددة التي أسهبنا في الحديث عنها في البداية، وسبق تكرارها إلى درجة الملل، مباشرة بعد كل مباراة، تجعل التفكير يتشتت، حتى أصبح الحديث عن “أسود الأطلس” نوعا من الهذيان،  بلا منطق أو جدوى أو فائدة تذكر، أو بمعنى لا حياة لمن تنادي، مادام فاقد الشيء لا يعطيه…

ننتظر إذن المقابلة على أمل تقديم صورة مغايرة، أمام منتخب كونغولي يعيش ارتباكا على جميع المستويات، مع الاحتفاظ بواجب التحفظ.

محمد الروحلي

Top