ما مصير باقي الأنواع الرياضية؟

عندما كشفت وزارة الشباب والرياضة عن خطتها لاستئناف الأنشطة الرياضية، بعد الرفع التدريجي للحجر الصحي، بأغلب المدن المغربية، اعتقدنا أن الأمر يهم كل الأنواع الرياضية، إلا أن العكس هو الذي حصل تماما. 
 فكل الجامعات الرياضية توصلت بدليل مفصل، يتضمن الخطوات والتدابير الواجب تطبيقها قبل عودة النشاط الرياضي، كما شهد مقر الوزارة اجتماعات متواصلة، وتكوين عدة لجان موضوعاتية، منها على الخصوص المتعلقة بالطب الرياضي.
 بالإضافة إلى ذلك قدمت  الوزارة مقترحات حول طريقة استئناف النشاط الرياضي، وكيفية تدبير فتح الملاعب والمسابح والقاعات الرياضية، كما تم وضع دليلا حول “استئناف أنشطة الشباب والرياضة” وحدد  الخامس عشر من  يوليوز الماضي، كموعد لفتح الملاعب الكبرى والمراكز السوسيو-رياضية للقرب.
إلا أن كل هذه التدابير والإجراءات والتوصيات والمواكبة الطبية، والتسهيلات المقدمة من طرف مختلف المصالح، يبدو أنها لم تحرك ساكنا داخل الأغلبية الساحقة من الجامعات الرياضية والأندية التابعة لها، إلى درجة بدأ يطرح معها سؤال غريب: هل السماح باستئناف الانشطة الرياضية يهم فقط جامعة كرة القدم؟
فجامعة كرة القدم التي أصبح يطلق عليها ب”جامعة حي الرياض” بحكم تواجد مقرها بهذه المنطقة الراقية من العاصمة الرباط، هى الجامعة الوحيدة التي انخرطت بسرعة فائقة في عملية استئناف البطولة بجل الأقسام، كما قدمت منح مالية، واتخذت عدة إجراءات وتدابير إضافية، لتلك التي تضمنها الدليل الصادر من طرف الوزارة الوصية. 
هذا الانخراط الجدي، والمجهود الكبير الذي بذل على جميع المستويات، جعل الجامعة المغربية لكرة القدم في مقدمة الاتحادات على الصعيد القاري، التي قطعت أشواطا مهمة في إطار إنهاء الدوري في ظروف أحسن، وهو الرهان الذي عجزت عن تحقيقه أغلب الدول الأفريقية.
إلا أن وجه الغرابة يكمن في عدم انخراط باقي الجامعات والأندية الرياضية، المهتمة بأنواع أخرى غير كرة القدم، ضمن هذا المجهود وهذه الإرادة القوية، وكأن الأمر لا يعنيها بالمرة، مع ما يترتب عن هذا الجمود من مشاكل ومضاعفات، يعاني منها الممارسون والمدربون وجل المتدخلين على حد سواء، مع العلم أن هناك الآلاف من الأسر موردها الوحيد يأتي من القطاع الرياضي.
والأمر هنا يهم بالدرجة الأولى الوزارة الوصية المفروض أن تسائل باقي الجامعات التي يظهر أنها تفضل الاستمرار في تطبيق الحجر الذي لا يبدو في هذه الحالة صحيا بالمرة…

محمد الروحلي

Related posts

Top