ثمن عبد اللطيف الناصري نائب رئيسة جماعة الدار البيضاء المفوض في قطاعي الثقافة والرياضة، يوم الخميس الماضي، فكرة تنظيم فعاليات الملتقى الأول للنحت والخزف بالمغرب، من قبل جمعية أتولييه آثار آرت بتنسيق مع المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبشراكة مع جماعة الدار البيضاء.
وأكد عبد اللطيف الناصري في كلمته أثناء حفل الافتتاح بحديقة المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، أن مجلس المدينة أبدى استعداده لدعم الجهات المنظمة لهذا الحدث الثقافي المهم، إيمانا بأهمية الثقافة في حياة البيضاويين، لهذا يعد المجلس شريكا في هذا الحدث الثقافي الوطني والدولي معا.
من جهته، اعتبر سعيد كيحيا مدير المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، في الحفل الذي نشطه الناقد الفني عبد الله الشيخ، أن الفنانين والطلبة والنقاد سيعيشون في هذه الدورة لحظات ماتعة ومائزة، نظرا لتسليط الضوء على فني النحت والخزف.
وعبر سعيد كيحيا عن امتنانه وشكره لكل من آمن بالفكرة وساهم في إنجاحها، من قبيل وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة التي دعمت هذا النشاط الإبداعي والمعرفي، مشددا على أن إدارة المدرسة كسبت الرهان بتنزيل هذا التصور على أرض الواقع، خصوصا أنه يشهد مشاركة مجموعة من مهندسي وصناع الحياة الذين قدموا من أصيلة ومراكش والجديدة وتطوان والصويرة وأزمور للمشاركة في هذا الحدث، إلى جانب ضيوف الشرف من تونس وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الأقطار الدولية .
وكشف كيحيا في كلمته بمناسبة رفع الستار عن فعاليات الملتقى، أن أهمية هذا الحدث تكمن في خلق جسور الحوار والتواصل بين الفنانين والطلبة والنقاد، الذين ساهموا جميعا في إنجاح هذه الدورة التي تشهد تنظيم معرض فني بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء بمشاركة ثلاثين عارضا، والذي يمتد إلى غاية 28 دجنبر الجاري.
وكشف المتحدث ذاته، أن المشرفين على الملتقى ارتأوا في تنظيم نسخته الأولى أن يحمل اسم المبدع الكبير الفنان الراحل حسن السلاوي (1946 – 2024)، باعتباره من رواد تطويع المواد الخزفية والنحتية.
ولم تفت سعيد كيحيا المناسبة الإشارة إلى أهمية النقد في تتبع المسار الإبداعي للفنانين، لأنه بالكتابة تتم مواكبة مختلف التجارب المغربية والعربية، وهو ما يبرز أهمية العمل الثنائي بين الفنان والناقد.
من جانبه، أكد المصطفى الغزلاني رئيس جمعية آتولييه آثار آرث، أن الملتقى الوطني الأول للنحت والخزف بالمغرب، يعد الأول من نوعه في المغرب والعالم العربي، وهو ما يجعله حدثا نوعيا استرعى اهتمام الفنانين والنقاد الذين حجوا من مختلف المدن المغربية للمساهمة في فقراته.
ووصف المصطفى الغزلاني اختيار اسم الفنان الكبير حسن السلاوي لهذه الدورة، وتكريم الفنان والمربي موسى الزكاني، بالاعتراف النبيل، وهو «احتفاء الإنسان بالإنسان، احتفاء طين بطين»، لأنهما من بين كبار من آمنوا بالإبداع في جنس النحت كتعبير متنوع.
وقال الأستاذ والمخرج كريم صلاحي باسم الطاقم التربوي للمدرسة العليا للفنون الجميلة: «إن الملتقى المغربي الأول للنحت والخزف، يقف عند منجزات الماضي والحاضر، ويستشرف المستقبل مع الجيل الجديد من الطلبة».
وتعد كل منحوتة في تصور كريم صلاحي، «ولادة جديدة، ومقاومة للمحو والنسيان»، فترويض الطين عند حسن السلاوي يعني كتابة الذاكرة على سند لوحي وصلصالي، يبقى شاهدا على التاريخ الفردي والجمعي وتشكيل المادة عند موسى الزكاني ولادة متجددة وطفولة حية تنبض بالتلقائية والحركية.
رئيس تحرير جريدة بيان اليوم الحسين الشعبي يسلم الدرع التكريم
أما الطالبة بسمة نوري، فقد تناولت الكلمة نيابة عن مكتب طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، مبرزة أهمية مثل هذه الملتقيات في حياة الطالب الذي يشق مساره الإبداعي، في التعرف على أهم الرواد الذين بصموا على تجربة فنية سواء في مجال النحت أو الخزف، أو باقي الأشكال التعبيرية الأخرى.
وكشفت بسمة نوري أن طلبة المدرسة شاركوا في ورشة الخزف الفني والنحت وتمرسوا على صيغ الإعداد والإنجاز والترميم، كما أبدعوا بعض الأعمال الفنية لإهدائها لأسرة الراحل حسن السلاوي، وكذا الأستاذ والمؤطر ومربي الأجيال موسى الزكاني الذي وهب حياته لتعليم الناشئة فن الاحتفاء بالحياة وتأريخ أبرز المحطات في التجربة الإنسانية.
وشهد الحفل تكريم حسن السلاوي وموسى الزكاني، والإشادة بضيوف الشرف فاتح بن عامر، وكمال الكشو، وصحبي الشتوي من تونس، وإكرام القباج، وعبد الرحمان رحول وبعبد الكريم الوزاني من المغرب وجيمس روبير كوكو بي من ساحل العاج، حيث قدمت لهم رموزا تذكارية وشهادات تقديرية بالإضافة إلى إحياء ذاكرة كل من محمد دريسي والصديق صديقي من المغرب وروجيرو جيان جياكومي من إيطاليا .
جدير بالذكر أنه تم يوم الجمعة، تنظيم ندوة فكرية تخصصية بقاعة أكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء حول موضوع «النحت والخزف في التشكيل العربي تجارب ومسارات»، بمشاركة نقاد وباحثين جماليين وفنانين من بينهم: فاتح بن عامر وكمال الكشو (تونس)، عبد الله الشيخ، ابراهيم الحيسن، شفيق الزكاري، ادريس كثير، بنيونس عميروش، المصطفى غزلاني، عبد الكريم الأزهر، حسن لغدش وأحمد حروز (المغرب)، وتولى إدارة جلستي هذه الندوة كل من الأستاذين الباحثين مصطفى النحال وعبد العالي معزوز.
يوسف الخيدر
تصوير: أحمد عقيل مكاو