تعهد وزراء الطاقة والمناخ والبيئة في مجموعة السبع يوم أمس الأحد بالتخلص تدريجيا من الوقود الأحفوري وحثوا الدول الأخرى على فعل الشيء نفسه، لكنهم لم يحددوا أي مواعيد نهائية جديدة للتخلي عن مصادر الطاقة المسببة للتلوث مثل الفحم.
وهذا الهدف الجديد الذي ورد في بيان مشترك صدر بعد اجتماع وزاري لمجموعة الدول السبع عقد منذ السبت في سابورو (شمال اليابان)، لا يشمل الوقود الأحفوري المرفق بإجراءات تجميع وتخزين ثاني أكسيد الكربون.
واكتفى وزراء الدول السبع بالتأكيد على أن هذا الهدف يندرج في إطار جهودهم لتحقيق الحياد الكربوني في الطاقة بحلول 2050 “على أبعد حد”.
وكانت دول المجموعة تعهدت العام الماضي بالتخلي عن الوقود الأحفوري في الجزء الأكبر من قطاع الكهرباء بحلول 2035. وقد أكدت هذا الهدف الأحد.
وفي مؤشر إلى مفاوضاتها الصعبة، لم تتمكن المجموعة من التوصل إلى موعد محدد للتخلي عن الفحم في توليد الكرباء، بينما اقترحت بريطانيا تدعمها فرنسا مهلة تنتهي في 2030.
وأكدت وزيرة الانتقال الطاقوي الفرنسية أنييس بانييه روناشير إن صيغة “التخلص التدريجي” من الوقود الأحفوري تعد “خطوة قوية إلى الأمام”.
وأضافت أنها “نقطة ارتكاز مهمة لتوسيع هذا الطرح” خلال اجتماع مجموعة العشرين في الهند ومؤتمر الأطراف الثامن والعشرين حول المناخ (كوب28) في دبي في نهاية العام الجاري.
لكن الوزيرة الفرنسية اعترفت بأن هذه المفاوضات العالمية المقبلة “لن تكون سهلة”.
وسعى نادي الدول الصناعية الكبرى إلى إظهار وحدة وإرادة بعد التقرير الأخير المثير للقلق للمجموعة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي نشر في مارس.
وقال التقرير أن حرارة الأرض سترتفع 1.5 درجة عما كانت عليه في عصر ما قبل الصناعة اعتبارا من 2030-2035 بسبب الاحترار الناجم عن النشاط البشري. وهذا يعرض للخطر هدف اتفاقية باريس الموقعة في 2015 للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى هذا المستوى، أو، على الأقل، أدنى من درجتين مئويتين.
وأكدت مجموعة السبع الأحد التزامها أيضا بالعمل مع الدول المتقدمة الأخرى لجمع مئة مليار دولار سنويا للدول الناشئة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري في وعد يعود إلى 2009 وكان يفترض أن ينفذ اعتبارا من 2020.
ومن المقرر عقد قمة في نهاية حزيران/يونيو في باريس لتحسين إمكانية حصول البلدان النامية على الأموال في مجال المناخ، وهي نقطة حساسة وحاسمة لنجاح “كوب28”.
بسبب الأوضاع الجيوسياسية العالمية المتوترة مع الحرب في أوكرانيا منذ العام الماضي، ومقترحات تقدمت بها من اليابان التي أرادت خصوصا أن توافق مجموعة السبع على مزيد من الاستثمارات في الغاز، كانت المنظمات غير الحكومية للدفاع عن البيئة تخشى من أن يؤدي اجتماع سابورو إلى تراجع الالتزامات بشأن المناخ.
وفي لهجة مماثلة لتلك التي تبنتها العام الماضي، أقرت مجموعة السبع في بيانها بأن الاستثمارات في الغاز الطبيعي “قد تكون مناسبة” لمساعدة بعض الدول على تجنب النقص المحتمل في الطاقة المرتبط بالحرب في أوكرانيا.
لكنها شددت في الوقت نفسه على أولوية الانتقال إلى الطاقة “النظيفة” والحاجة إلى تقليل الطلب على الغاز.
وتقدمت اليابان باقتراح آخر هو الاعتراف بالأمونيا والهيدروجين كوقود “نظيف” لمحطات الطاقة الحرارية، لكنه لم يلق ترحيبا. وشددت مجموعة السبع على ضرورة تطوير هذه التقنيات من مصادر “منخفضة الكربون ومتجددة”.
إنهاء التلوث بالبلاستيك بحلول 2040
من جانب آخر، حدد وزراء البيئة والمناخ في مجموعة السبع أيضا هدفا يتمثل بإنهاء أي تلوث بلاستيكي جديد في بلدانهم بحلول 2040، كما ورد في بيان الأحد.
وقال وزراء البيئة والمناخ في الدول الصناعية السبع الكبرى “نحن ملتزمون القضاء على التلوث البلاستيكي مع طموح خفض أي تلوث بلاستيكي إضافي إلى الصفر بحلول 2040”.
وكانت ألمانيا وفرنسا وكندا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي قد قطعت تعهدا مماثلا العام الماضي. لكن هذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها أعضاء مجموعة السبع التي تضم أيضا اليابان والولايات المتحدة وإيطاليا – موعدا هو 2040.
وفي مؤتمر صحافي بعد المحادثات التي استمرت يومين في مدينة سابورو اليابانية، أشادت وزيرة البيئة الألمانية شتيفي ليمكي بتعهد الكتلة الجديد بشأن التلوث البلاستيكي، ووصفته بأنه “هدف طموح”.
وقال البيان إن التخلص التدريجي سيتحقق من خلال “تشجيع استهلاك وإنتاج مستدامين للبلاستيك، وتعزيز إدراجه في الاقتصاد والإدارة السليمة بيئيا للنفايات”.
وتضاعفت النفايات البلاستيكية في العالم خلال 20 عاما.
وتم إعادة تدوير تسعة بالمائة فقط من هذه النفايات بنجاح، حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وتقول الأمم المتحدة إن حجم البلاستيك الذي يدخل المحيطات سيتضاعف ثلاث مرات بحلول 2040.