محمد الأمين الراكب: الصحراء المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس أصبحت قاطرة للتنمية وبوابة إفريقيا وأوروبا

الزميل عبد الصمد ادنيدن يحاور محمد الأمين الراكب

قال رئيس جمعية العائدين للتنمية المندمجة والوحدة الترابية باقليم السمارة جهة العيون الساقية الحمراء، محمد الٱمين الراكب، إنه لا مجال للمقارنة بين مخيمات البوليساريو مع الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، مؤكدا أن إن رعايا جلالة الملك محمد السادس في هذه الأقاليم يختارون ممثليهم بطريقة ديمقراطية عبر انتخابات نزيهة.
وشدد الأستاذ السابق بمخيمات تندوف، على أن الصحراء المغربية في العهد الزاهر والميمون لجلالة الملك محمد السادس أصبحت قاطرة للتنمية وبوابة إفريقيا وأوروبا وتتمتع ساكنتها بكل الحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي جعلت منها نموذجا اقتصاديا تشهد به كل البعثات الدبلوماسية والدولية التي زارت المنطقة.
وتابع المنسق الأكاديمي السابق بين الأكاديمية الجزائرية وبين جميع مراكز التلاميذ والطلبة الصحراويين بإيعاز مما يسمى وزارة التعليم بجمهورية الخيام، أن الانتصارات والمكاسب التي حققتها الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك لم تحقق طيلة خمسين سنة، مشددا على أن الدبلوماسية الملكية الحكيمة أعادت للمغرب مكانته الريادية والإستراتيجية كمعادلة ورقم صعب في المنظومة الدولية المتطورة اقتصاديا وأمنيا وسياسيا.
وهذا نص الحوار:

عدت إلى وطنك المغرب في سنة 2007، يعني خلال العقد الأول من حكم جلالة الملك محمد السادس، الذي يحتفل الشعب المغربي اليوم بمرور ربع قرن على تربعه على عرش أسلافه الميامين، كيف وجدت المغرب آنذاك الذي كنت غائبا عنه لسنوات طوال؟ وما الفرق بين واقع المملكة آنذاك والصورة التي كانت يتم نقلها لكم داخل مخيمات تندوف؟
< بداية قبل الخوض في أطوار هذه المقابلة لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لكل القيمين على جريدة بيان اليوم الورقية، وعبر هذه الجريدة المتميزة أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بمناسبة الذكرى 24 لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين، أصالة عن نفسي ونيابة عن كل أعضاء ومنخرطي جمعية العائدين للتنمية المندمجة والوحدة الترابية بإقليم السمارة جهة العيون الساقية الحمراء، وهي مناسبة نجدد فيها البيعة والولاء والإخلاص لأمير المؤمنين وحامي الملة والدين جلالة الملك محمد السادس دام له العز والنصر والتمكين.
جوابا عن سؤالكم، فما أعظم أن تعود إلى أرض الوطن بعد أن غرر بك لعشرين سنة داخل مخيمات تندوف، مخيمات البؤس والشقاء؛ فقد كانت سنوات الحرمان والتهميش في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم على عكس المغرب، مغرب محمد السادس، مغرب الخير والنماء، مغرب الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان، مغرب الأمن والأمان والتطور والازدهار، هذا هو مغرب محمد السادس.
ونحن نخلد بكل فخر واعتزاز الذكرى 25 لتربع جلالته على عرش أسلافه الغر الميامين مستحضرين النهضة التنموية والأوراش العملاقة التي أطلقها جلالته في جميع المجالات لصالح شعبه المغربي الوفي الذي يجدد له في هذه المناسبة العزيزة من كل عيد عرش أواصر المحبة ويجدد لقائده العظيم فروض الطاعة والولاء والإخلاص لمقامه العالي بالله.
لا يخفى على أحد أن أعظم ما يمكن أن يقع للإنسان المغترب هو العودة إلى أرض الوطن؛ عدت إلى بلدي المغرب في سنة 2007، ومنذ ذلك التاريخ والحمد لله أنخرط في المجتمع المدني.
داخل المخيمات، كنا نخضع لتسميم أفكارنا وشحن العقول بالكره للوطن الأم المغرب. كنت رجل تعليم سابق بمخيمات تندوف ومنسق سابق للطلبة الصحراويين بالجزائر، وكنت أرى بأم عيني ما يدور هناك من أساليب شيطانية.
تجربتي هناك مكنتني من الوقوف على الحقيقة. وأحمد الله أنني تمكنت من الانفلات من ذلك المستنقع لأعود إلى وطني الأم، وأحدث جمعية العائدين إلى أرض الوطن للإدماج والاندماج، والآن أنا رئيس المنتدى الصحراوي للترافع المدني على مغربية الصحراء.
آلينا على أنفسنا أن ننخرط في التوعية الشاملة للتعريف بمشروع الحكم الذاتي لأن فرحتنا لن تكتمل وأهلنا يئنون في العراء داخل مخيمات تندوف التي تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، تنتهج ضدهم سياسة تكميم الأفواه وسياسة التعذيب، ويزج بهم في السجون.
وخير مثال على ذلك، ما يتابعه العالم، من جرائم إحراق شباب من مخيمات تندوف يبحثون عن لقمة العيش، حيث يزج بهم الدرك الجزائري في حفر من النار ويكون مصيرهم مجهولا..
نحن نتابع عن كتب هذه المعاناة وهذا التعذيب وهذا التنكيل الذي يطال أهالينا داخل مخيمات تندوف، بينما هنا في الأقاليم الجنوبية نعيش في بحبوحة من الأمن والرخاء.

> بعد قضائك لأزيد من عقدين من الزمن في الجزائر وصنيعتها البوليساريو، عدت إلى أرض الوطن قبل قرابة عقدين من الزمن، كيف يمكن أن تصور لنا الأوضاع بين تندوف والأقاليم الجنوبية ؟
< الأوضاع في مخيمات تندوف هي أوضاع مأساوية حيث تعيش ساكنة هذه المخيمات انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتتعرض للقتل والتعذيب والاختطاف وسلب الحريات العامة فوق الأرض الجزائرية بدعم مباشر من السلطات والمؤسسة العسكرية الجزائرية الذين يوظفون كل خيارات وأموال الشعب الجزائري ضدا في الوحدة الترابية للمملكة المغربية ودعما للجماعات الإرهابية المسلحة داخل مخيمات تندوف.
فلا مجال للمقارنة بين هذه المخيمات مع الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية حيث إن رعايا جلالة الملك محمد السادس في هذه الأقاليم يختارون ممثليهم بطريقة ديمقراطية عبر انتخابات نزيهة، والصحراء المغربية في العهد الزاهر والميمون لجلالة الملك محمد السادس أصبحت قاطرة للتنمية وبوابة إفريقيا وأوروبا وتتمتع ساكنتها بكل الحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي جعلت منها نموذجا اقتصاديا تشهد به كل البعثات الدبلوماسية والدولية التي زارت المنطقة، وهذا بفضل العناية المولوية السامية التي يوليها جلالة الملك لهذه الأقاليم الجنوبية من خلال إشرافه المباشر على إعطاء الانطلاقة الفعلية للنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي خصص له في شطره الأول أكثر من 77 مليار درهم وبلغت فيه نسبة تنزيل المشاريع أكثر من في المئة وهو ما كان له الوقع والأثر الإيجابي على شباب وساكنة هذه الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.

> كنتم سابقا من المغرر بهم، كيف ترون مقترح الحكم الذاتي الذي جاء به جلالة الملك محمد السادس؟
< مشروع الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 انطلاقا من تجربتي التي عشتها بين الأقاليم الجنوبية ومخيمات تندوف، هو الحل الوحيد الذي يجمع شمل الصحراويين أينما كانوا، ويعيدهم لوطنهم الأم المغرب، ويمكنهم من تسيير أنفسهم بأنفسهم، وهو المشروع الوحيد الذي يضمن الاستقرار والأمن في المنطقة المغاربية.
مشروع الحكم الذاتي هو شكل راق من أشكال تقرير المصير، وكل يوم يزيد عدد الدول الكبرى في جميع أنحاء العالم التي تؤيد وتثمن مشروع الحكم الذاتي في الصحراء المغربية وتصفه بأنه جدي وواقعي وذو مصداقية، وهو كذلك فرصة تاريخية أعطاها الملك محمد السادس لرعاياه المغرر بهم في تندوف للرجوع لوطنهم الأصلي المغرب، والمشاركة في تنمية وتطور الأقاليم الجنوبية.
إن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية هو المدخل الاقتصادي والاجتماعي لتنزيل الحكم الذاتي تنزيلا ناجعا وحلا جذريا للفقر والتهميش، والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية سوف يفتح آفاقا واعدة أمام شباب وساكنة المنطقة لاستثمار طاقتهم ومشاريعهم الواعدة في الصحراء المغربية.

ماهو تقييمكم لأداء الدبلوماسية المغربية في ملف قضية الصحراء المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس؟
< المتتبع لأداء الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس يعرف جيدا ما حققه إشعاع الدبلوماسية الملكية الحكيمة، وما حققته من زخم دبلوماسي وانتصارات دبلوماسيه كبيرة من خلال الاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء ثم إسبانيا وهولاند وألمانيا وبلجيكا وفرنسا ومعظم دول أوروبا وأمريكا اللاتنية ودول أفريقيا الذين اعترفوا بمغربية الصحراء وفتحوا أكثر من ثلاثين قنصلية بين جهة العيون الساقية الحمراء وجهة الداخلة في اعتراف صريح بمغربية الصحراء.
هذه الانتصارات والمكاسب التي حققتها الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك لم تحقق طيلة خمسين سنة إلا في عهد جلالة الملك محمد السادس، بل أكثر من ذلك إن الدبلوماسية الملكية الحكيمة أعادت للمغرب مكانته الريادية والإستراتيجية كمعادلة ورقم صعب في المنظومة الدولية المتطورة اقتصاديا وأمنيا وسياسيا.
ومن هنا أشيد بإنجازات الدبلوماسية المغربية التي انتهجت الصرامة والوضوح وأصبحت دبلوماسية استباقية حيث بعثرت أوراق خصوم الوحدة الترابية في جميع المحافل الدولية من خلال سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية.
من حقنا كمغاربة أن نفتخر ونعتز بما حققته الدبلوماسية المغربية تحت القيادة الرشيدة والمتبصرة لجلالة الملك محمد السادس.
وبهذه المناسبة، إننا في جمعية العائدين للتنمية المندمجة والوحدة الترابية بإقليم السمارة جهة العيون الساقية الحمراء نبارك للشعب المغربي من الكركرات إلى طنجة وخارج الوطن هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، مناسبة ذكرى عيد العرش المجيدة وإننا نجدد من الصحراء المغربية تجندنا الدائم خلف جلالة الملك كما نجدد لمقمه العالي بالله فروض الطاعة والبيعة والولاء والإخلاص أسوة بآبائنا وأجدادنا في الصحراء في تلاحم دائم ووثيق بيننا وبين العرش العلوي المنيف.

حاوره: عبد الصمد ادنيدن

Top