أعرب محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن أمله في أن يتعمق دور جمهورية الصين الشعبية، داخل إطار الأمم المتحدة، في دعم شرعية ومشروعية القضية الوطنية الأولى للمملكة المغربية، ودعم سيادتها على كامل ترابها الوطني، مشيدا في الوقت ذاته، بالمستوى الرفيع الذي بلغته علاقاتُ الشراكة الإستراتيجية القوية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين.
وقال محمد نبيل بنعبد الله في كلمة له في الدورة الثانية للندوة النظرية للحزب الشيوعي الصيني والأحزاب اليسارية في الدول العربية “إن حزب التقدم والاشتراكية يُناضل، من منطلقات وطنية تحررية، وفي كنف الإجماع الوطني الثابت، من أجل الطي النهائي لهذا النزاع المُفتعل حول صحرائنا المغربية”، معربا، في السياق ذاته، عن تطلعه في أن تلعب جمهورية الصين الشعبية، باعتبارها بلدا مُحِبًّا للسلام وعامل توازن فعال، دورا محورياً، على صعيد المُنتظم الدولي، في الانتصار لقضية الشعب الفلسطيني، وللحقوق الفلسطينية المشروعة، وفي مقدمتها الحق في الحماية، وفي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وذلك بناءً على خيار التفاوض والسلام المؤديين إلى حل عادل ودائم وشامل يضمن لكل شعوب المنطقة العيش في أمن واستقرار ووئام.
وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال هذه الندوة التي انعقدت بالتزامن مع تخليد الذكرى المأوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، (أكد) على أن كل الشعوب على اختلافها، لا تتوق إلا إلى العيش بسلام ووئام، ولا تتطلع سوى للعيش بكرامة في ظل مجتمعات تحظى بكامل فرصها في الازدهار والتقدم، مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية، ما عليها إلا أن تجتهد من أجل تحقيق غايتين يراهما حزب التقدم والاشتراكية متلازمتين ومتكاملتين، ويتعلق الأمر بحسب بنعبد الله، بالديمقراطية والتنمية، مشددا على أن الواحدة منهما لا يمكنها أن تعيش وتثمر إلا في كنف الأخرى.
وبالنظر إلى القيم المشتركة للبشرية، يرى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن الطريق إلى الديمقراطية ليس واحدا، وهو المنطق ذاتُهُ الذي ينسحب على النماذج التنموية التي، وإن انبنت في بلد ما على الاستلهام الحر والاستفادة المتبادلة، إلا أنها لا يمكن أن تكون عبارة عن قوالب جاهزة أو موجهة للتصدير.
ومن ثمة يقول محمد نبيل بنعبد الله “إنه من غير المجدي أبدا محاولات تنميط العالَم وتطويع الشعوب واستيلاب إرادتها، والترويج، عمليا، لنهاية التاريخ والتبجح بـ”النموذج الليبرالي”، ديموقراطيا أو تنمويا. وهو النموذج الذي برهن، في كل مرة، على فشله في تقديم الأجوبة على سعادة الإنسان وكرامته وحريته الحقيقية”، مؤكدا على أن لكافة الشعوب والبلدان، قدرتها وحقها في إبداع أسلوبها الخاص ورسم كينونتها، بإرادتها الحرة والمستقلة، دون تدخل ولا تعسف ولا إملاءات، مشيرا إلى أن هذا التعدد الأصيل هو من صميم فلسفة الديمقراطية، التي يريد البعض، للأسف، أن يختزلها في مجرد بعد شكلاني وصوري، وأن ينزع منها، بالمقابل، المعايير والأبعاد الاجتماعية والتنموية والبيئية والثقافية على وجه التحديد.
وتطرق الأمين العام، في معرض كلمته، إلى طبيعة التحديات التي تواجه كل المجتمعات كالفقر، والتغير المناخي، والحروب، والإرهاب والهجرة، وهي التحديات التي قال إنها تشكل “رهانا متعاظما يرتبط بإيجاد سبل التعافي من التداعيات الوخيمة لجائحة كوفيد 19، صحيا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وديمقراطيا”.
وفي نظر حزب التقدم والاشتراكية، يضيف نبيل بنعبد الله فإن أي تجاوز لتلك الانعكاسات لا يمكن إلا أن يكون جماعيا، من خلال إقرار مفهوم جديد للتعاون والتضامن الدوليين، يقوم على التوازن والمسؤولية، وعلى التفاهم والاحترام المتبادل، وتقاسم الخبرات، وعلى عدالة توزيع الخيرات والإمكانيات. مع نبذ الأنانيات والقوميات الضيقة، والتخلي عن سياسات الاحتكار والاستغلال والمساومة وزرع الفتن والتدخل في الشؤون الداخلية للدول. فلقد حان الوقتُ، يضيف المتحدث، لإقرار نظام عالمي بديل وعولمة بديلة تكون في خدمة الإنسان ورفاهية الشعوب وتقدمها.
وجدد نبيل بنعبد الله الإعلان عن موقف حزبه المتضامن مع كافة البلدان والشعوب العربية، معربا عن أمله في تتجاوز تونس الشقيقة، سريعا، مطبات وعقبات البناء العسير، وأن يحالف النجاح ليبيا الشقيقة، في ترسيخ وحدتها الوطنية وصون لحمتها وتماسكها، وفي أن يوضع السودان من طرف أبنائه وبناته، على سكة الديمقراطية والتنمية والأمان.
< محمد حجيوي