قال رشيد الطاوسي أنه بعد التحاقه بنادي الرجاء البيضاوي قام بتشخيص الوضع داخل الفريق، مما مكنه من الوقوف على مكامن الضعف، والقيام بتغييرات في ظرف وجيز، ساهمت في تحسين المردود العام للفريق، حيث أصبحت مكونات التركيبة البشرية متجانسة.
وأضاف الطاوسي في تصريح لـ»بيان اليوم»، أن هناك ارتياح عام داخل النادي، ومباراة الديربي الأخيرة بمدينة طنجة، كانت إيجابية وأكدت أن لدينا نواة مهمة قابلة للاستثمار الموسم القادم، ورغم ذلك لم نخرج بعد بتقييم نهائي.
وأشار الناخب الوطني السابق، أن المتضرر الكبير من «الويكلو» هو الرجاء، لأن الجمهور يقدم دعما قويا للاعبين، وهذا المعطى ظهر مؤخرا خلال الحصص التدريبية بمركب الوازيس التي سمح خلالها بحضور الجمهور، حيث ظهر الحماس واضحا على عطاء جل اللاعبين، وهذا الامتياز افتقدناه خلال المباريات الرسمية.
وفي ما يلي نص الحوار.
> حاوره: محمد أبو سهل
< بعد التحاقكم بالرجاء، كيف وجدتم الوضعية التقنية لفريق الرجاء؟
<< بعد التحاقي رفقة زملائي في الطاقم التقني بالرجاء قمنا بتشخيص دقيق للوضعية التقنية للفريق، الشيء الذي مكننا من الوقوف على مكامن ضعف داخل الفريق، وكانت كثيرة، وهذا الكشف كان يصعب رصدها أثناء المباريات الرسمية، وكل المتتبعين لا حضورا كيف كان عطاء فريق الرجاء، وكيف تحول نحو الأحسن، وفي مدة زمنية امتدت بين شهري نونبر وماي، لوحظ أن هناك فارقا شاسعا من حيث قيمة المردود والنتائج وترتيب الفريق.
فالتركيبة البشرية أصبحت متجانسة وتتوفر على انسجام بين مختلف الخطوط، والسبب وراء كل هذه الإيجابيات يعود لفترة “الميركاطو” التي اشتغلنا خلالها بأسلوب معقلن، مكنتنا من تحقيق اندماج كل اللاعبين خاصة الجدد منهم، فالمسيرون وأعضاء الطاقمين الإداري التقني، الكل آمن بضرورة تحقيق انطلاقة حقيقية، تغير نتائج الفريق نحو الأحسن، وتقديم مردود مميز يقوي الثقة ويسعد الجماهير.
كل المهتمين تابعوا كيف تمكنا من تحقيق الفوز في سلسلة من المباريات المتتاليات، وكان عددها ستة، تميز خلالها الفريق بالأداء والنتيجة، إلا أنه وللأسف عاد التعثر من جديد ليغلط الأوراق، ربما لكون الفريق عانى من كثرة الإصابات التي تعرض لها أبرز اللاعبين، الذين غابوا مضطرين عن مجموعة من المباريات المهمة، من بينهم اللاعب يوسف قديوي الذي يعد قائدا للمجموعة داخل رقعة التباري، وكذلك عبد الاله حافظي، هذا بالإضافة إلى لاعبين آخرهم أصيبوا وتأخر شفاؤهم، ومن بينهم عصام الراقي وبابا توندي الذي كان مصابا، وعانى من ظروف السفر الطويلة، زار خلالها والدته المريضة، كل هذه عوامل جعلت التركيبة البشرية تعرف نوعا من التفكك، كان له تأثير على المردود العام.
ومن حسن الحظ أننا استرجعنا بسرعة عافيتنا، وحاليا هناك ارتياح عام وما نتيجة مباراة الديربي بمدينة طنجة، إلا دليلا على ذلك، رغم أننا لم نخرج خلالها بتقييم نهائي.
نحن الآن في نهاية الموسم، ونواجه آخر المحطات بعد عبور أشواط كثيرة وصعبة، عشنا خلالها تنافسا قويا، مكننا من الخروج من منطقة الظل، وعملنا على تطوير المنتوج والمردود العام، والحمد الله أصبحنا اليوم ننافس من أجل اللقب، ونسعى بكل جدية لمواجهة فريق أولمبيك آسفي الأسبوع القادم في لقاء حاسم، وسنحاول كسب نتيجة إيجابية تعطينا دفعة مهمة، وأملنا كبير في أن نكون منافسين أقوياء لبلوغ الرتبة الأولى، أو احتلال إحدى الصفوف المتقدمة التي تمكننا من المشاركة في منافسات قارية، وخاصة عصبة الأبطال الأفريقية حيث المكان الطبيعي لفريق كبير كالرجاء.
< كيف تمكنتم من تحصين المجموعة من بعض المشاكل الهامشية وتفادي تأثير التشويش الذي يشهده محيط الفريق؟
<< إننا نبدل جهدا كبيرا من أجل التحضير الذهني، والاعتناء بالجانب النفسي للاعبين، مما مكننا من الحفاظ على التركيز المطلوب خلال التداريب والمباريات، ونجعل اللاعب يفكر أكثر في واجبه ودوره في تحقيق نتائج ايجابية.
< وبالنسبة للمباريات بدون جمهور؟
<< المتضرر الكبير من وراء “الويكلو” هو الرجاء، لأن الجمهور يجسد دعما قويا مألوفا لدى اللاعبين. ومثلا خلال حصة تدريبية حضرها الجمهور كان الحماس لدى المجموعة، وهذا الدعم يغيب في المباريات التي تقام بدون جمهور، وأحيانا يكون مردود لاعب دون مستوى في مباراة ما، لكن بفضل تشجيع الجمهور يتحمس ويبدل جهدا أكبر.
لقد أضعنا نقطا في مباريات معينة، وبصفة خاصة أمام فريقي الجديدة والجيش الملكي، وهذا بسبب الفتور الذي أصاب اللاعبين، وهذا شيء عادي يحدث حتى بفرق كبيرة، إذ لابد من المرور بفترة فراغ.
نحن داخل الطاقم التقني نركز أكثر على كل ما هو تقني وتكتيكي وتنظيمي داخل رقعة التباري، حتى نحصن المحيط الذي نشتغل نتدرب ونستعد فيه للمباريات، أما الجوانب الأخرى خاصة الإدارية فنتركها للمكلفين بها. وهذا يساعد على النجاح في العمل.
< كيف تشتغلون حاليا والموسم يقترب من نهايته؟
<< قلت لكم بعد التحاقي بالرجاء، اشتغلنا في إطار مشروع واضح وبرنامج هادف، والحمد لله تحققت نجاحات في زمن قياسي.
فالفريق عاد لسكته الصحيحة، كما عاد للمنافسة بقوة وعلى أعلى مستوى، وأمامنا 270 دقيقة، وهى عمر ثلاثة مباريات متبقية بالدوري الاحترافي، للوصول إلى جزء من الطموحات التي رسمناها منذ التحاقي بالفريق. وهذه المرحلة جد مهمة بالنسبة إلينا باعتبارها النهاية الايجابية التي نريد أن نعيشها.
سنلعب خارج الدار البيضاء، بعيدا عن المركب الرياضي محمد الخامس، لكن معنا جمهورنا، ونسعى معا لتحقيق الملحمة التي ينتظرها جميعا، ألا وهى كسب اللقب، أو بلوغ مرتبة متقدمة تمكننا من المشاركة في المنافسات القارية السنة القادمة.
عقب مباراة الديربي اتضح أن لدينا نواة فريق قوى يمكن من الاعتماد عليها مستقبلا، وهذا ما يجب استثماره خلال الموسم القادم، خاصة وأن الأمر يتعلق باللاعبين الجاهزين حاليا والذين ينبغي التفكير فيهم بجدية، وهذا الإمكانية سنعمل على استثمارها قصد الرفع من المستوى العام.
خلال السنة المقبلة إنشاء الله، سنعتمد إستراتيجية تعطي لهؤلاء اللاعبين القيمة التي يستحقونها، ومن جهة أخرى نهتم بإعطاء القيمة لهوية فريق الرجاء، وذلك بتطوير مردود مجموعة من اللاعبين حتى يقدموا ما يطلبه الجمهور الرجاوي. فاللاعبون الذين ينضمون للمجموعة سيقدمون بدون أدنى شك إضافة مهمة، وبإمكانهم التنافس من أجل كسب مكان في التشكيلة الرسمية. وهذا يفرض أن نكون مدركين لكل المعطيات التقنية داخل الفريق، وعلى هذا الأساس نعمل على تعزيز التركيبة باختيارات معقلنة ومدروسة، وهذا ما مكننا من جلب لاعبين قادرين على منح إضافة مهمة كبابا توندي والواصيلي.
نجلب لاعبين لتعزيز المراكز التي نرى فيها نقصا، دون إغفال منتوج المدرسة، كما نعمل على التحاق اللاعب الذي يقدم عطاء قويا، وفي نفس الوقت نعتني بأبناء الفريق ضمن المشروع الكبير الذي لا نريده أن ينتهي بانتهاء الموسم. فالرجاء مطالب بتغيير ثوبها، وهذا يمر عبر تشييد مشروع أكاديمية، الشيء الذي يتماشى مع ما تعيشه الأندية العالمية…
فالأكاديمية مشروع كبير يشرف والرجاء وكرة القدم الوطنية والدارالبيضاء كقطب اقتصادي كبير، وهذه معلمة ستعزز بدون شك البنية التحتية للمدينة، كما تساعد الرجاء على مسايرة التطور الذي رسمته كهدف مفتوح على المستقبل.
< هل اقترحتم على المكتب الجامعي مدربين من القدامى يشتغلون في المجال التقني ويرد لهم الاعتبار من بينهم عبد الخالق اللوزاني حمادي حميدوش واوسكار فيلوني؟
<< هناك مناضلون في ميدان التأطير والتدريب في المغرب، منهم من غادرنا إلى أرض البقاء رحمة الله عليهم، زمنهم من لازال بيننا قادرا على العطاء، فبليندة المحجوب، بلطام ، جبران محمد، الأب جيكو، عبد القادر جلال، عبد القادر لخميري، العربي الزاولي، هم رواد تتلمذنا على أيدهم، وهم الذين وضعوا الأسس ومبادئ مهنة التدريب ببلادنا.
داخل المكتب الجامعي فأنا أمثل الودادية الوطنية لمدربي كرة القدم ورئيسها عبد الحق ماندوزا، وقد تم اختياري بالإجماع خلال جمع عام، وأنا أدرك أن دوري يفرض تمثيل مشرف.
كل الاقتراحات التي تقدمت بتنسيق مع رئيس الودادية أقنع بها المكتب الجامعي، وفي هذه الحالة فأنا مطالب بتقديم تقرير لرئيس الودادية فقط، وليس لأية جهة أخرى، وأي تواصل بين المدربين يجب في نظري أن يبقى في إطار الودادية وليس خارجها.
وعموما، فان الاقتراحات التي تقدمت بها كانت بتنسيق مع رئيس الودادية، وقد تم الأخذ بعين الاعتبار عطاءات مؤطرين رواد قدموا خدمات جليلة لكرة القدم الوطنية، ولا أحد ينكر ما قدمه كل من حمادي حميدوش وعبد الخالق اللوزاني في الميدان.
فكرة القدم منفتحة على العالمية، وهناك أطر أجنبية أعطت الشيء الكثير لكرة القدم المغربية، كما عملت على إبراز أجيال على المستوى العالي بفرق كبيرة كالرجاء والوداد أو منتخبات وطنية، وكانت وراء إحراز ألقاب للفرق المغربية، ولا أحد ينكر مثلا عطاء أوسكار فيلوني، وعلى هذا الأساس تمت الالتفاتة إليه من طرف الجامعة، ولا أحد مانع مسألة تكريمه ومنحه شهادة فخرية.
خلال مباراة الفريق الوطني ضد منتخب ساو طومي، وجهت لهؤلاء المدربين دعوة رسمية من طرف إدارة الجامعة، وكانوا معززين مكرمين، ووفرت لهم وسائل النقل والإقامة. وهذه المبادرة الايجابية ستكون مستمرة، حتى يكون لهؤلاء الرواد مكانا مناسبا داخل مكونات كرة القدم الوطنية تستفيد الأجيال الحالية من تجربتهم الغنية، إما بمراكز التكوين الخاصة بالفرق أو على مستوي الجهات، ومن المنتظر أن تشمل العملية مدربين آخرين من بين الرواد، ونحن رهن إشارة الإدارة التقنية الوطنية، حسب مختلف التخصصات.
ومن يعتبر الالتفاتة لمثل هؤلاء المدربين القدامى، غير مستحقة فهو أناني ( كايبغي غير راسو) أو حاقد عليهم. فهناك أوراش مفتوحة تضمن مكانا لجميع المؤطرين، فلنترك العيب جانبا…
< أنت مؤمن بمشروع أكاديمية الرجاء وقلت أنك تشتغل في مشروع تتمنى أن يستمر حتى الموت؟
<< أرى أن الرجاء كان سباقا لعدة أمور من بينها العالمية فلماذا لا يكون كذلك في بناء أكاديمية بتفكير دولي يستمر على غرار ما قام به فيرغسون.. والله يطيل عمر الجميع…وأنا في مطلع الستينات سنا أموت من أجل المبادئ، المشاريع، والعمل الجيد بإذن الله.
حاوره: محمد أبو سهل