” مدينة مستدامة.. الحركية الحضرية والتنقل المستدام”.. شعار منتدى بيئي بطنجة

احتضنت مدينة طنجة، يومي الجمعة والسبت الماضيين، أشغال “منتدى طنجة مدينة مستدامة.. الحركية الحضرية والتنقل المستدام”، الذي نظمه مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة. ونظم المنتدى بشراكة مع جماعة طنجة ومؤسسة ” فريدريش إيبرت” ، تحت شعار “نحو نهج متكامل للتوسع الحضري المستدام”، حيث تميز بحضور مسؤولين ومنتخبين وخبراء وفاعلين في مجال حماية البيئة. واستعرض الحاضرون، خلال الجلسة الافتتاحية، تطور المنظومة البيئية بالمغرب، بدءا بالميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، وصولا إلى الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، التي دخلت حيز التنفيذ سنة 2017، والتي تعمل الحكومة على تحيينها تماشيا مع التحديات البيئية المطروحة. في هذا السياق، قال عزيز الجناتي، رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، إن المنتدى هذه السنة يأتي في سياق خاص بارتباط المغرب في إنجاح استحقاق كأس العالم سنة 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال. وأوضح الجناتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن موضوع هذه السنة “يناقش موضوع التنقل المستدام بمفهومه الواسع، بما يحيل عليه من ترابطات، وقضايا متعلقة بالنقل الحضري، وتدبير المجال العام في هذا الجانب، وما يشمله من إشكاليات عويصة، تعتبر ذات أولويات وراهنية في مختلف السياسات العمومية والمجالية”، مشددا على أن طنجة من المدن التي ستكون قبلة لعدد كبير من الزوار والوافدين، بما يتطلبه ذلك من الإعداد لتوفير ظروف ملائمة لتسويق صورة ممكنة للمملكة. ورأى الجناتي أن حركية السير والجولان والنقل بشكل عام، تعرف مقاربات جديدة على المستوى العالمي، مذكرا بأن “دولا واجهت نفس إشكاليات النقل بمقاربات فيها الكثير من الإبداع والتجديد في مناهج العمل، والفرصة سانحة للمغرب لتجاوز التحديات وربح هذا الرهان”. من جهته، أبرز رفيق بلقرشي، نائب رئيس مجلس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، انخراط المملكة المغربية وطنيا ودوليا، في مسلسل التعبئة الجماعية للحفاظ على البيئة، وإدماج البعد البيئي في مختلف الاستراتيجيات القطاعية، والمخططات التنموية، تماشيا مع مقاربات التنمية المستدامة، وأهدافها الدولية. وأكد بلقرشي في كلمته، خلال افتتاح أشغال المنتدى، على أن اعتماد مفهوم التنمية المستدامة أدى إلى إعادة النظر في نهج التخطيط الاستراتيجي القائم على المبادرة، والاستباقية والتشاور مع تحقيق التوازن بين البنية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وتوقف المتحدث ذاته عند الطفرة التي تعرفها البنية الحضرية لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة وتوفرها على شبكة طرق عالية الجودة، حيث تتواجد الأنشطة الإنتاجية التي تتطور بشكل كبير حول المركب المينائي طنجة المتوسط. من جانبه، أكد أنس الحسناوي، ممثل مؤسسة “فريدريش إيبرت” بالمغرب أهمية مشاركة المجتمع المدني في صياغة السياسات العمومية المرتبطة بالتحولات البيئية والقضايا المرتبطة بها، مذكرا بأن احتضان مراكش لقمة “كوب 22” مكن من إطلاق مجموعة من المبادرات والمشاريع ذات الوقع البيئي، لاسيما النقل المستدام المعتمد على الطاقة الشمسية. في المقابل، أشار المتحدث ذاته إلى تراجع تنزيل هذه المشاريع في السنوات الأخيرة إما بسبب ضعف الإمكانيات المالية أو من حيث العناية السياسية على المستوى المحلي، معتبرا أن الفرصة مواتية في أفق كوب 28 الفرصة مواتية اليوم لإطلاق مبادرة أقوى بطنجة من خلال تنزيل هذه المشاريع. يذكر أن برنامج المنتدى لهذه السنة تضمن مجموعة من ورشات التفكير من أجل فتح مجال أوسع للنقاش والمشتركة حول الإشكالات القائمة للنقل المستدام بمدينة طنجة وطرح حلول لها من أجل وضع خطة للنقل الحضري المستدام، وتعزيز السلامة الطرقية وتحسين السير والجولان. 

Top