من كان يعتقد أن مشاكل نادي الوداد البيضاوي، انتهت بانتخاب عبد المجيد البرناكي رئيسا جديدا، خلال الجمع العام الاستثنائي، المنعقد قبل أسبوعين فقط؟، فهو واهم، سمح لخياله الذهاب بعيدا…
فحصول لائحة البرناكي على ما يشبه الإجماع، (امتناع ثلاث منخرطين عن التصويت)، ووجود أعضاء يعرف عنهم ارتباطهم بالنادي الأحمر، ولهم القدرة على تقديم الإضافة المطلوبة، لم يكن عاملا كافيا على ما يبدو، لضمان الاستقرار المطلوب.
ففي الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد، أن صلاحية الرئيس الجديد، ومن معه، تمتد قانونيا لأربع سنوات كاملة؛ جاء بلاغ نهاية الأسبوع الماضي؛ ليعيد الأمور إلى مرحلة البداية، حتى لا نقول إلى الصفر…
يحدد هذا البلاغ، يوم 30 يونيو المقبل، كموعد لعقد جمع عام انتخابي، من أجل اختيار خليفة عبد المجيد البرناكي، الرئيس المنتخب خلال الجمع العام المنعقد في 28 مارس 2024.
ويضيف البلاغ، أن المكتب الحالي ارتأى عقد جمعه العام مباشرة بعد نهاية البطولة، حتى يفسح المجال أمام مسؤولين جدد، لإعداد فريق قوي للموسم القادم، في أفق المشاركة بالسوبر الإفريقي، وكأس العالم للأندية، بالإضافة إلى الدوري الاحترافي، وكأس العرش.
مضامين هذا البلاغ، أو ما يشبه مبررات التخلي، يعد بمثابة اعتراف صريح، بعدم القدرة على تحمل المسؤولية، وقيادة ناد كبير خلال المرحلة القادمة، مع ما تقتضيه هذه المهمة الشاقة، من صبر لمواجهة ضغوطات، تحولت بفعل مجموعات من التجاوزات، إلى خبز يومي لكل الأندية الكبيرة، وليست الوداد وحدها…
تفضل مكتب البرناكي، وهو يعلن المغادرة، بتحديد ما يشبه خارطة الطريق أمام التشكيلة القادمة،؛ أولا يتعين الاشتغال على رفع عقوبة المنع من التعاقدات، حتى يتمكن الفريق من تعزيز صفوفه في الميركاتو الصيفي المقبل، بلاعبين جدد…
أما الملف الثاني، فتحدد في تعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد، والحسم في مستقبل اللاعبين المعارين، ولائحة المغادرين، مع التعاقد مع مدرب جديد.
وكل متتبع لمجريات الأمور، وفاهم لما يدور بالكواليس، يمكن أن يستنتج شيئا واحدا، ألا وهو وجود اتفاق مسبق، على تجاوز الفراغ القانوني الذي تركه سعيد الناصري، سواء أثناء قيادته للفريق، أو بعد متابعته القضائية، وتطوع البرناكي للقيام بهذه المهمة المحددة، وبعد ذلك يمكن فتح المجال، لمن يريد قيادة النادي مستقبلا…
فهل هناك اتفاق مسبق مع جهة ما، ترغب في رئاسة هذا النادي المرجعي، صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة؟…
سؤال يبقى جوابه عند العائلة الودادية المتعددة الكفاءات والطاقات، وما لديها من القدرة على التمييز بين من يصلح ليصبح رئيسا يتمتع بكل خصال القيادة من كفاءة وحكمة ورزانة وتبصر ووفاء، وبين من يلهث للمنصب تلبية لرغبة شخصية!…
والوداد حاليا أمام مفترق الطرق، وهذه مرحلة مفصلية، تتطلب الكثير من التروي والحكمة والتداول الجماعي، ضمانا لاتخاذ القرار المناسب، والإجماع حول الرجل المناسب بالمكان المناسب، أما فقاعات الصابون، فسرعان ما تختفي وتتلاشى، مهما كبر حجمها، ومهما ارتفعت عاليًا…
محمد الروحلي