مسيرة حاشدة بالرباط تضامنا مع الشعب الفلسطيني

خرج آلاف المغاربة، أول أمس السبت، في مسيرة حاشدة بالعاصمة الرباط، استجابة للنداء الذي أطلقته هيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى جانب القوى الوطنية الفلسطينية، وكافة التشكيلات والأطر الرسمية والشعبية، والنقابات والاتحادات في فلسطين، والتي دعت إلى جعل يوم الثالث غشت الجاري يوم «نصرة غزة والأسرى بفلسطين».
وقد ردد المتظاهرون المغاربة، في هذه المسيرة التي انطلقت على الساعة الحادية عشرة من شارع الحسن الثاني، وتحديدا ساحة باب الأحد، وجابت شارع محمد الخامس، رددوا شعارات قوية تدين استمرار الحرب الهمجية على غزة وعلى الشعب الفلسطيني، كما نددوا بجريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ودعوا إلى إسقاط التطبيع.
وعلى الرغم من حرارة الطقس المرتفعة، إلا أن المغاربة، على المستويين الشعبي والرسمي، كانوا في الموعد للتعبير عن تضامنهم المطلق مع الشعب الفلسطيني في محنته، كما تعودوا دائما، وخرجت كل الأطياف السياسية والجمعوية والنقابية والشعبية إلى الشارع لإسماع صوتها إلى أشقائها في فلسطين المحتلة بتقاسم هذه الأيام العصيبة التي تمارس فيها آلة التقتيل الإسرائيلية همجيتها وعدوانها على شعب أعزل، منذ أكثر من عشرة أشهر أمام صمت رهيب للمنتظم الدولي، وهي الحرب الغاشمة التي راح ضحيتها أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.
وعلى امتداد المسار الذي قطعته هذه المسيرة التضامنية، تعالت أصوات المتظاهرين بترديد الشعارات المنددة بالعدوان الغاشم الذي يتعرض له الفلسطينيون العزل، والمستنكرة للصمت الدولي على الجرائم التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي، وتوشح العديد من الشباب بالأعلام الفلسطينية، وآخرون يحملون لافتات تحمل عبارات التنديد بالآلة القمعية الصهيونية، شيوخ وكهول يصرخون ملء أفواههم بشعارات التضامن والدعوة إلى نصرة الشعب الفلسطيني، فسيفساء من المجتمع المغربي، الشعبي والسياسي، رسموا لوحة عنوانها «كلنا غزة وكلنا شعب فلسطين».
يشار إلى أنه على مدار العقود المنصرمة لاحتلال الأراضي الفلسطينية، نفذت إسرائيل أكثر من مليون حالة اعتقال طال كل فئات الشعب الفلسطيني، منهم (17,000 امرأة) و(50,000 طفل)، وانتهكت خلالها كل القواعد والاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
كما أن عدد الأسرى قبل السابع من أكتوبر كان في حدود 5300 أسير وأسيرة، وبعد مرور ثلاثة أشهر على هذا التاريخ تضاعف عدد الأسرى ليصل إلى 9700 أسير وأسيرة، بالإضافة إلى مئات الآلاف المختفون قسرا، والذي لا يعرف عنهم أي شيء إلى حدود اليوم.
وتبرز المعطيات الرقمية التي عممتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن عدد حالات الاعتقال بعد السابع من أكتوبر 9750 أسيرا وأسيرة، ضمنهم 3380 محتجزون بلا تهم أو محاكمات، و1400 ممن صنفوا كمقاتلين غير شرعيين، فيما وصل عدد الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد، مدى الحياة 578، وعدد الأسيرات 82، ووصل عدد الأطفال الأسرى إلى 250 طفل، بالإضافة إلى أن عدد المرضى والمصابين في سجون الاحتلال الصهيوني فاق 2000 أسيرا وأسيرة.

محمد حجيوي

تصوير: رضوان موسى

Top