مشاركة دولية واسعة وإقبال كبيرعلى فضاءات المعرض

تختتم، غدا الأحد، فعاليات الدورة التاسعة لمعرض الفرس، التي يحتضنها مركز المعارض محمد السادس بالجديدة، تحت شعار «فنون الفروسية التقليدية»، بتوزيع الجوائز على المتفوقين.
ومنذ انعقاد دورته الأولى سنة 2008، تحول معرض الفرس بمدينة الجديدة، إلى موعد سنوي، بين مهنيي قطاع الفروسية والجمهور، وعشاق  الفروسية، ومناسبة للوقوف عن قرب على مدى التقدم الذي يعرفه قطاع تربية الخيول بالمغرب ومساهمته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتكريس موقع المغرب كبلد رائد عربيا وإقليميا.
وقد استقطب  المعرض أعدادا متزايدة من الزوار هذه السنة، حسب المنظمين، خصوصا بعد أن رسخ معرض الفرس بالجديدة، مكانته بين التظاهرات الوطنية والدولية، إضافة إلى تمثيل كل الجوانب المرتبطة بالفرس، الرياضية، الثقافية، الحرفية، الاقتصادية والسياحية.
ومنح المعرض للمهنيين والجمهور فرصة الوقوف والإطلاع عن قرب على الجوانب المرتبطة بالخيول المغربية، من خلال الأروقة المعدة لذلك، كما واصل المعرض اكتسابه  للطابع الدولي، إذ يشكل قيمة مضافة لعالم الفروسية الذي يتجدد باستمرار دون أن يفقد توهجه على مر السنوات، ويتجسد هذا التوجه في انفتاح هذه التظاهرة السنوية على مختلف دول المعمور، حيث بلغ عدد الدول المشاركة هذه السنة 35 دولة، تشارك في مختلف برامج التظاهرة، عبر أروقة تسعى إلى توطيد مجالات العمل المشترك، والمساهمة بشكل فعال في تطوير الفروسية بين المغرب ومختلف دول العالم او من خلال عدد من المسابقات، من بينها الدوري الملكي للقفز على الحواجز.
وتميزت الدورة التاسعة لمعرض الفرس بالجديدة، بتنظيم لأول مرة، ل « الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة»، إذ تشكل هذه الجائزة، مناسبة لإبراز التبوريدة، باعتبارها تراثا ثقافيا وفنيا شعبيا أصيلا، تتجدر عروقه في عمق التاريخ المغربي، كما تظهر غنى الموروث الوطني في لوحات تجسيدية من حرف تقليدية متنوعة وتراث شفهي فلكلوري عريق.
ويشرف على الجائزة، لجنة منظمة يرأسها مولاي عبد الله العلوي، رئيس جمعية معرض الفرس، وتضم في مديريتها الدكتور الحبيب مرزاق، والدكتور حميد بنعزو، والدكتور محمد الكوهن، ومحمد الراضي.
وتعرف الجائزة، منافسة 15 سربة، تمثل مختلف جهات المغرب، تضم كل واحدة منها 17 فارسا، تأهلت عبر المباريات الرسمية للتبوريدة لهذه السنة، والتي ستتنافس على الكؤوس الثلاثة المخصصة للفرق المحتلة للمراتب الثلاث الأولى، إضافة إلى منح نقدية، حسب الترتيب النهائي للمباراة، تتراوح ما بين 500 ألف درهم مخصصة للسربة الأولى، و45 ألف درهم مخصصة للسربة المحتلة للمرتبة الأخيرة، فضلا عن إحداث جائزة خاصة بسربة الشبان التي خصصت لها منحة 45 ألف درهم. وتقام المباراة لمدة خمسة أيام، إذ ستختتم يومه السبت 15 أكتوبر بتوزيع الجوائز في احتفال رسمي.
هذا، وتضمنت فضاءات المعرض طيلة الدورة، مجموعة من الأروقة ضمنها فضاء الجهات، الهادف إلى الاحتفاء بتراث الفروسية المغربي والتركيز على إرث حضاري ممتد لقرون، كما يشكل هذا الفضاء دعوة لاكتشاف غنى جهات المملكة بتنوعها الثقافي ومناظرها الخلابة وتقاليدها التي تعزز من قدرات الفرس وتعكس غنى وتعدد التراث المغربي. ثم هناك فضاء الفن والثقافة، الذي يمكن زوار المعرض من اكتشاف عالم يمزج بين أصالة وفنون الفروسية مع الإبداعات الثقافية والفنية محورها « الفرس» عبر لوحات تشكيلية ومنحوتات ومؤلفات تعرف بمكانة الخيل، ثم الفضاء التربوي والترفيهي، الذي استقبل آلافا من الأطفال في إطار زيارات منظمة تهدف إلى تعريف الجمهور الناشئ بعالم الفروسية، كما يتضمن حصص ركوب على الخيول من فصيلة «البوني»، وألعاب الخيول، ونزهة على متن العربة، وألعاب سحرية وورشة الماكياج وفنون تشكيلية وحصص التصوير.

*******
3 اسئلة مع:

< ماهي أهم مميزات هذه الدورة؟
> أعتقد أن أهم ما يميز هذه الدورة التاسعة لمعرض الفرس، هو إحداث الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة» لأول مرة، التي ستعرف تنافسا بين سربات من مختلف جهات المملكة، في الوقت الذي كانت تقتصر فيه فقرات التبوريدة في الدورات الماضية على لوحات استعراضية، كما ستعرف هذه الدورة مشاركة مهمة في المباراة الدولية للخيول العربية الأصيلة، ومشاركة أكبر في البطولة الدولية للخيول البربرية،  وفتح باب المشاركة في مسابقة حصان « البوني» ، فضلا عن إقامة مسابقة صاحب السمو الشيخ بن زايد الفوتوغرافية للجواد العربي، ومسابقة الفن الخاصة بالمواهب الشابة.

< ماهي دلالات شعار هذه الدورة؟
> تم اختيار شعار « فنون الفروسية التقليدية» للدورة التاسعة لمعرض الفرس، لأن المعرض عبر هذا الشعار، سيسلط الضوء على قطاع الفروسية المغربية، من الحرفيين إلى المربين عبر الترويج لغنى تراث المملكة في المجال، ومعالمها الفريدة كالتبوريدة، والخيول البربرية وكل الحرف المرتبطة به. وعموما، فالفرس، يشكل عنصرا أساسيا للتراث اللامادي بالمغرب كما لعب دورا رئيسيا في تاريخ المملكة.

< هل يمكن اعتبار هذه التظاهرة استثنائية في مجال الفروسية بالمغرب؟
> طبعا، فمعرض الفرس منذ إحداثه سنمة 2008، يعمل على التذكير بالمهن التاريخية المرتبطة بهذا المجال، والتي تبقى اليوم نادرة، فيما يمكن أن يتم إحياؤها من جديد، وتطويرها سواء تعلق الأمر بمهن السراجة أو الحدادة أو صناعة البنادق أو تلك الخاصة بالفروسية. وعموما فالتظاهرة تسعى إلى التعريف بالدور الكبير الذي يلعبه الفرس مع العمل على تطوير الحرف المتعلقة به، إلى جانب المساهمة في ظهور صناعة حقيقية مرتبطة بالفروسية.
*مندوب معرض الفرس

سعد علي الكبيسي *

حسن عربي
تصوير: أحمد عقيل

Related posts

Top