مصير زوران

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمال مغادرة المدرب الصربي زوران مانولوفيتش للإدارة التقنية لفريق الوداد البيضاوي، إلى درجة يعتقد الجميع أنها مسألة وقت ليس إلا.
والواقع أن هذا المدرب “المقاتل” لم ينعم منذ التحاقه بدكة بدلاء بطل المغرب، بأجواء مثالية ومناسبة للعمل، فكثرة الغيابات إما بسبب الإصابات أو التوقيفات، وسوء الإعداد للموسم الحالي، وضغط المباريات، كلها عوامل أنهكت الرجل، أضف إلى ذلك حرب الإشاعات المشتعلة هنا وهناك، بل حتى من داخل النادي الذي يشتغل معه.
ففي أغلب المباريات التي خاضها، اشتغل هذا المدرب بالإمكانيات المتوفرة لديه، ومع توالي المباريات تقلصت اللائحة إلى الحدود الدنيا، والدليل على ذلك أنه سافر إلى أنغولا بسبعة عشرة لاعبا من بينهم ثلاثة حراس، وهذا نقص كبير يصعب تدبيره بسهولة كيفما كانت قيمة المدرب.
والغريب أنه عوض تكاثف الجهود من داخل إدارة الوداد وتشكيل الدعم الضروري للفريق في كل لقاءاته سواء الوطنية أو القارية، نجد البعض من داخل النادي -ويا للحسرة- يجتهد في انتقاد عمل المدرب الصربي، ويكثر من حرب الإشاعة والسعي لتجييش الجمهور الودادي ضده.
كل هذه الممارسات تؤكد بوضوح أن هناك رغبة أكيدة للتعجيل برحيله أو إقالته، وهذا في الحقيقة شيء مؤسف، يضرب في الصميم أخلاقيات المهنة وشرف مهنة التدريب.
فإذا كانت إدارة الوداد ترغب في الاستغناء عن زوران فهذا من حقها، وهناك طرق قانونية أو حتى ودية تقود إلى تحقيق هذا الهدف الذي يؤرق حقيقة مسؤولي الفريق الأحمر، إلا أن الطريقة المتبعة الآن، تزيد من تعقيد الأمور وتقود إلى الباب المسدود.
الوداد كفريق كبير خلق ليكون دائما في المقدمة، وبالتالي فهو في أمس الحاجة إلى الهدوء والحفاظ على الأجواء الصحية المساعدة على تحقيق النتائج الإيجابية، مع الحرص على إبقاء اللاعبين بعيدين كل البعد عن أية ممارسات قد تتسبب في متاعب للمدرب وتعجل برحيله عن القلعة الحمراء.
للرئيس سعيد الناصري، ما يكفي من الصلاحيات وحتى الكاريزما لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، والعقد مع زوران قابل للفسخ، في حالة ما إذا تبين لإدارة الوداد أن هذا المدرب ليس مؤهلا لقيادة الفريق في المرحلة القادمة، ومن السهل جدا مخاطبته بوضوح حول البقاء من عدمه.
أما إذا كان مسؤولو الوداد مقتنعين بعمل زروان، فمن الأفضل تركه يعمل بكثير من الثقة والدعم، مع الحرص على جعل محيطه يكف عن توجيه الانتقادات يمينا ويسارا وتسميم الأجواء.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top