مغاربة مخترعون -الحلقة 23-

انبثقت بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، مجموعة من الطاقات الشابة، التي برز اسمها في عالم الابتكار والاختراع، فكلما شاركت في مسابقات دولية ما، إلا وحصل عدد كبير منها على جوائز ذهبية، أو فضية.. رافعين الأعلام المغربية، في كل من دولة؛ كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الجنوبية، وماليزيا.. إلى غيرها من الدول التي تستضيف منتديات عالمية، خاصة بأحدث الاختراعات والابتكارات.
المخترعون المغاربة، الذين جلهم شباب ينتمون إلى الجيل الجديد، استطاعوا أن يتوصلوا من خلال أبحاثهم، من داخل مختبرات الجامعات المغربية، عبر ربوع المملكة، إلى اختراعات حديثة، تواكب التطور العلمي والتكنولوجي الحديث، في مجال الطاقة البديلة، والتكنولوجيا، وكذا عالم السيارات، وصناعة المحركات..
وشكلت الجوائز التي حاز عليها ولا يزال المغاربة، في كبريات المسابقات العالمية، في ميدان الاختراع، حافزا ودافعا معنويا لهم، ما جعل المؤسسات المغربية، تنخرط، وتبادر بشكل تلقائي إلى تكريم هذه الطاقات، وتوفير الإمكانيات لها على قدر المستطاع. !
إلى جانب، هذا، يوشح جلالة الملك محمد السادس، في كل مناسبة وطنية، الشباب المغربي المخترع، وهو ما يشكل دافعا معنويا لباقي الطلبة، الذين يجتهدون في محاولة ابتكار واختراع أشياء جديدة، تنضاف إلى سلسلة الاختراعات السابقة للمغاربة.
واهتماما منها بالموضوع، تحاول بيان اليوم، طيلة أيام شهر رمضان، أن تقترب من هؤلاء المخترعين، واختراعاتهم الحديثة، بالإضافة إلى تتبع مساراتهم الدراسية، والجوائز التي حصدوها في مختلف الملتقيات الدولية، تعريفا منها بهذه الطاقات الشابة التي تستحق التشجيع والتنويه ودعمها معنويا، حتى تواصل مسارها في عالم الأبحاث العلمية بشكل ثابت.

معاد مكمل.. مطور آلة حلب سم العقرب

طور مجموعة من الباحثين المغاربة، آلة حلب السم، حيث يعمل هذا الجهاز على استخلاص السم بأمان من العقرب.
الجهاز يتحكم فيه عن بعد ويثبت بالذيل، انطلاقا من استخدام نبضات كهربائية لتحفيز الغدد المسؤولة عن السم، كمحاولة لإطلاق عصارتها القاتلة والتي يتم تخزينها بعد ذلك بأمان، في قارورات مخصصة لهذا السم.
وفي هذا الإطار، قال معاد مكمل، الباحث في علم البيولوجيا بكلية بن مسيك، بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الذي طور الآلة بالاشتراك مع مجموعة من العلماء، “إن الصعوبة التي واجهتنا في البداية، هي كيف يمكن الجمع بين اختصاصين في هذه الآلة، فالأولى تتعلق، بدراسة أنواع العقارب، وسمها، بالإضافة إلى الشحنات الكهربائية التي تتطلبها، لاستخراج السم منها، دون إلحاق الأدى بها”.
وفيما يخص التحدي الثاني، الذي خاضه الفريق، وفق مكمل، هو محاولة جوابهم عن كيفية استخلاص هذا السم بشكل آلي وأوتوماتيكي، دون التحكم في العملية بشكل ذاتي، معتبرا هذه العملية ناجحة، ومرضية.
وأبرز معاد مكمل، أن الآلة يطلق عليها اسم، “في.إي.إس 4″، موضحا أن من “مميزاتها أنها آمنة وسريعة، إذا كنا نستخرج في الماضي السموم من عشرة عقارب في اليوم، فإننا يمكن أن نصل حاليا إلى 150 عقرب في اليوم الواحد”.
وأكد الشاب المغربي المخترع، أن العمل منصب حاليا على تطوير هذا الجهاز، الذي يعتبر مربحا ماديا، لاسيما وأن أن الغرام الواحد من السم يمكن أن يصل سعره إلى 80 ألف درهم درهم، بينما يصل سعر السم المستخلص من العقارب الأكثر ندرة إلى 12 ألف درهم للغرام.
وأفاد مكمل أن المدة الفعلية لإعداد هذه الآلة تقريبا قاربت أربع سنوات، لكن هذه المدة سبقتها سنوات من البحث وشغف الفريق في هذا المجال. ولتبسيط الأمور، فالسنة الأولى كانت نظرية محضة؛ إذ كان البحث منصبا حول الوحدة الكهربائية التي يجب أن تستعمل للعقرب بحسب أنواعها. وفي السنتين الثانية والثالثة، قمنا بتجميع هذه المعلومات التي تم دمجها في برنامج إلكتروني قمنا بتركيبه في هذا الروبو الجديد الذي يمكّن من تجاوز كل المراحل اليدوية لتصير آلية.
وتعتبر عملية استخراج السم، خطيرة، ويمكن أن تفتك بحياة الإنسان، غير أن هذه الآلة، توظف في استغلال هذا السم في ما هو إيجابي.
جدير بالإشارة أن السم يتوفر على منافع طبية كثيرة، تستغل في الحقل الصحي، لأنه يحتوي على المئات من المكونات التي يمكن أن تنعكس بشكل إيجابي بعد فرز بعض الجزيئات منها.
ويراهن الفريق الذي يشتغل معه معاذ مكمل، على الحصول على براءة هذا الاختراع دوليا، للمبادرة إلى إنتاج العديد من الأجهزة قصد توظيفها واستخدامها في استراخ السم.

> يوسف الخيدر

Related posts

Top