ملف التلاعبات أمام عصبة الهواة

بعد انتظار طويل، وما ترتب عن ذلك من تأجيل متكرر، لآخر دورة من بطولة الهواة، أصدرت أخيرا لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قراراتها بخصوص ملف التلاعب في نتيجة مباراة فريقي الاتحاد القاسمي وفتح الناظور ، ببطولة القسم الأول هواة.

فقد تم حسب بلاغ اللجنة المذكورة، فرض غرامة مالية على الاتحاد القاسمي، معللة ذلك بحدوث فعل التلاعب في نتيجة المباراة التي جمعته يوم 26 ماي 2024 بالنادي الناظوري، برسم الجولة 29.

كما تم أيضا تغريم الفتح الناظوري، نفس المبلغ، أي 100 ألف درهم، لنفس السبب…

هذا بالنسبة للناديين، أما فيما يخص اللاعبين المتورطين في العملية، فبعد الاستماع لمجموعة منهم، تم الاكتفاء بتوقيف سفيان بن الجيلالي، لاعب الاتحاد القاسمي، لمدة 3 سنوات نافذة، مع تغريمه مبلغ 30 ألف درهم، للتلاعب في نتيجة المباراة المذكورة…

وتبين من خلال العقوبات الصادرة عن لجنة الأخلاقيات، أن فعل التلاعب ثابت، وأن اللجنة وقفت بالملموس على دلائل وقرائن، تؤكد بالفعل وجود متلاعبين، وأن مسؤولية الفريقين في النازلة ثابتة أيضا، وبالتالي، فإن العقوبة تبقى غير مكتملة…

إلى هنا انتهى دور لجنة الأخلاقيات، لينقل الملف إلى لجنة التأديب التابعة لعصبة الهواة، في مهمة النظر في ملف من المفروض أن تتم معالجته بكثير من الجرأة والحياد…

فإذا كان هناك تلاعب أفضى إلى فوز الفريق الزائر بنتيجة المباراة، بميدان الفريق القاسمي، فإن هذه النتيجة غير عادية، بل غير سليمة من الناحية الرياضية، وعليه كان من المفروض إعادة النظر حتى في نتيجة المباراة، وإنزال عقوبات مشددة على الفريقين معا، وعدم المصادقة على النتيجة من أصلها…

فتغريم الفريقين وتوقيف لاعب واحد، أكبر دليل على أن المباراة عرفت اتجاها غير رياضي، وأن هناك تلاعبا وتواطؤ، وعدم احترام للمنافسة الشريفة، وهنا نستحضر ملف مباراة شباب بنجرير ضد الاتحاد الوجدي، عن بطولة القسم الثاني الموسم ما قبل الماضي، حيث صردت عقوبات تأديبية في حق الفريقين، مع توقيف رئيس الاتحاد البيضاوي المنفلوطي، بسبب إخفائه الأدلة إلى حين انتهاء البطولة؟ والتأكد من نزول فريقه لقسم الهواة، إلا أن العصبة الاحترافية لم تعد النظر في نتيجة المباراة، رغم ثبوت حالة التلاعب..

والغريب أن رئيس “الطاس” دائما هو الطرف الذي تم مرة أخرى التقدم بالشكاية، وفريقه حاليا يتواجد بقسم الهواة، وحسب ما تسرب من معلومات، فإنه يتوفر من جديد على تسجيلات تفيد بحدوث مساومات…

ننتظر قرار عصبة الهواة، وكيف ستتعامل مع ملف به إثباتات وقرائن، وربما اعترافات، وهل ستكتفي بإصدار عقوبات تأديبية دون إعادة النظر في نتيجة المباراة؟…

محمد الروحلي

Top