دخل الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، منذ بداية الأسبوع الجاري، أولى مراحل الإعداد للمشاركة لمونديال قطر 2022، تتخللها ثلاثة مباريات ودية، جرت الأولى في إطار مغلق بمركز محمد السادس بالرباط، ضد منتخب مدغشقر، على أن تجرى الثانية والثالثة، أمام كل من تشيلي وباراغواي باسبانيا.
انطلقت هذه المرحلة من الإعداد تحت إشراف طاقم جديد، بقيادة المدرب وليد الركراكي، مدرب يحاول خلق أجواء مغايرة عما سبق، وإيجاد آليات تحفيزية، تمكن من ضمان عطاء أفضل خلال المباريات الرسمية.
وبالنظر إلى ضغط البرنامج وقلة فرص التجمعات، وعدم السماح بإجراء مباريات أخرى إعدادية من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فإن المطلوب ضمان نجاح هذه المرحلة من الإعداد التي تبقى أساسية قبل الرحيل إلى قطر، مع أن هناك حديثا عن إمكانية إقامة معسكر آخر مغلق، على بعد أيام من انطلاق المونديال، وغالبا بدولة خليجية، بدون أية مباراة تجريبية.
وكان من المنطقي إجراء مباريات إعدادية ضد منتخبات أوروبية، تحسبا لمواجهة خصوم من نفس القارة، بالمجموعة السادسة التي يتواجد بها المنتخب المغربي، كبلجيكا وكرواتيا، ويمكن أن نضيف في نفس السياق منتخب كندا المكون أساسا من لاعبين يمارسون بالبطولات الأوروبية، إلا أن هذه الإمكانية لم تكن ممكنة، لانشغال كل منتخبات القارة العجوز، بمسابقة دوري الأمم الأوروبية.
وهذا ما يفسر إجراء مباراتين ضد منتخبي من أمريكا الجنوبية، وهو معطى قد فكر الركراكي طويلا في كيفية التعامل معه، اعتمادا على إمكانية المجموعة الوطنية، بوجود تشكيل يتنوع بين خبرة المجربين وطموح الشباب.
والإيجابي بهذه المرحلة الجديدة من مسار الفريق الوطني، الأجواء الصحية التي تسود كل المكونات، وتظهر في التصريحات المحفزة التي عبر أغلب اللاعبين، خاصة النجم العائد لصفوف المنتخب حكيم زياش بعد مقاطعة دام أكثر من سنة:
“المباراتان القادمتان ضد تشيلي وباراغواي مهمتان بالنسبة لنا لأنهما يعتبران آخر تحضير لنا قبل المشاركة في كأس العالم، والأهم في مثل هذه المباريات هو الوقوف على مستوانا، خاصة مع وجود مدرب وطاقم تقني جديدين وأفكار جديدة أيضا”، انتهى تصريح زياش.
والمطلوب الآن، انعكاس هذه الأجواء الإيجابية على أداء المجموعة الاجتهاد أكثر، وتشكيل “كوماندو” قادر على تقديم مستوى لافت، ومنافسة قوية لمنتخبات تبدو على أتم الاستعداد للمشاركة بمونديال مختلف كثيرا عما سبق، وتحقيق نتائج تصل لمستوى طموحات الجمهور الرياضي الوطني…

محمد الروحلي