احتفى منتدى الصداقة، يوم الاثنين المنصرم بالرباط، بالفنانة التشكيلية عتيقة الصايغ زوجة علي نجاب، الأسير السابق لدى البوليساريو بتندوف، عبر اختيار تكريمها رفقة زوجها الذي قضى 25 في سجون البوليساريو.
الاحتفاء الذي تزامن مع عيد الحب، كان عبارة عن تكريم وفاء وإخلاص لامتناهي لزوجة بقيت تنتظر ربع قرن عودة شريك العمر، وفية له تعاني عذاب الاختفاء وغياب أي خبر، تتقاسم رغم الغياب معاناة الزوج في الاعتقال لدى البوليساريو وتجرعه مرارة التعذيب، لتحتضنه بعد العودة وتساعده لاسترجاع الاطمئنان والأمان والخروج من ظلمة الآلام التي عاشها وهو معتقل.
حفل التكريم حضره عدد من الفنانات والفنانين التشكيليين وعدة شخصيات، وكان مناسبة للتذكير بحياة الفنانة، الزوجة عتيقة الصايغ التي عاشت على مدى سنوات اختفاء زوجها يوميات امتزج فيها الأمل بعودة الزوج وبين معاناة كبيرة للغياب، تسهر على تربية الأبناء والحرص على التفوق في دراستهم، فكانت الأب والأم في آن واحد، حاولت بإصرار التشبث بالأمل في اللقاء مع زوجها وعودته لانطلاق مرحلة جديدة من لقاء روحي لم ينقطع.
وفي شهادة في حق رفيقة عمره، أثنى الطيار علي نجاب، الذي قضى خمسة وعشرون سنة من حياته أسيرا في سجون البوليساريو، على وفاء زوجته التي انتظرته ربع قرن، وحضنت أبناءها وسهرت على تربيتهم ودراستهم. معاناتها الوحيدة كانت هي ثقل الانتظار. لم تكن تشتكي بل كانت تقوم بواجباتها باعتبارها ربة بيت وحينما تشتد بها المعاناة كانت تتجه للوحاتها لتضع عليها رسومات تنبثق من رحم معاناة الانتظار والأمل في سماع خبر ما عن زوج مختفي قسرا.
وأشاد نجاب بخصال زوجته، بإخلاصها اللامتناهي وشجاعتها التي وظفتها حينما عاد من سجون البوليساريو، ومرافقته لتجاوز ربع قرن من العذابات وكل صنوف الممارسة الحاطة بالكرامة، كانت نبراسا انتشله من غياهب الأزمة إلى نور الحياة والاطمئنان والفرح بالعودة للوطن والافتخار كمقاتل سجن دفاعا عن الوطن.
كانت عتيقة الصايغ حين عودة رفيق العمر تعمل بكل حرص على استرجاع روحه التي انكسرت في سجون الأسر لدى جبهة العار، واستبدال تلك المرارة بالاعتزاز بالروح الوطنية والتضحية، من أجل الوطن التي ملأت حياته وهو رهن الاعتقال ومكنته من البقاء حيا رغم ما تعرض في الأسر.
فنن العفاني