جرى يوم الخميس 8 يونيو 2023، برواق “Living 4 Art” بالدار البيضاء، افتتاح معرض فردي للفنانة التشكيلية المغربية هجر معتصم الحميني يحمل شعار “الفرحة الملونة”، بحضور مجموعة من الفنانين والمثقفين والأصدقا. وضم المعرض مجموعة من اللوحات الفنية المميزة والمتنوعة للفنانة. كما أتاح هذا المعرض الفرصة للشغوفين بفن التشكيل للاطلاع على أعمالها وإبداعاتها التي لاقت استحسانا كبيرا من طرف الزوار.
الفنانة التشكيلية هجر معتصم الحميني فنانة عصامية، مبدعة ومتميزة بفنها الراقي وتميزها الإبداعي، فنانة ترسم لأجل الفن وتبدع كي تظهر رسوماتها المتميزة مثل روحها، هي طموحة ومجتهدة، تبحث دائما عن الجديد في لوحاتها، أستاذة جامعية، ومهندسة، وسيدة مكتملة، لها من الحياة الكثير، تصمم لوحات في غاية الروعة وتلون بريشتها ألوان الطبيعة لتعبر عن حبها لكل ما هو جميل في الحياة.
بدأت هجر معتصم الحميني الرسم منذ نعومة أظافرها، حيث كان الرسم والتلوين عشقها واهتمامها منذ طفولتها، فكانت تحول اللوحات بين يديها إلى روائع إبداعية، تسلب النظر وتثير الإعجاب، وتصبح الريشة صديقتها لتكون معها لوحات إبداعية.
مجموعة “الفرحة الملونة” التي قدمتها الفنانة في معرضها الجديد تعكس المرأة في حالات مختلفة، حيث كانت وتبقى محور اهتمامها في رسوماتها التي تثير الإعجاب وتستقطب الناظرين إليها. يقرأ الرائي فيها قصصا وحكايات لم تؤلف بكتاب أو تذكر في قصة، فكانت رواياتها في لوحاتها الجميلة وحكايتها في رسوماتها التي تعكس إحساسها.
من خلال مشاهدة أعمال الفنانة هجر، يتضح لك أنها فنانة حداثية. تأمل لوحاتها بعمق وتخطي طبقاتها التي تنادي المتأمل وتخاطب وعيه، تجعله يغوص إلى عمقها الدلالي والفني.
استطاعت الفنانة هجر معتصم الحميني أن تقنع المتلقي، من خلال لوحاتها، أنها تمثل تجربة فنية مميزة تعكس ما يمكن أن ينجزه الفنانون المعاصرون اعتمادا على موهبتها وإمكاناتها الذاتية ورؤيتها الفنية الخاصة بعيدا عن طوفان الصور الذي يخرج من هنا وهناك في زمن العولمة. فهي تعمل جاهدة على تطوير لغتها التشكيلية وأدواتها الفنية والتقنية عبر المشاركة في المعارض الجماعية الوطنية والدولية، باحثة عن خصوصية وتميز وبصمة فنية تنفرد بها، تلك البصمة التي يسعى إليها كل فنان وفنانة.
تهتم هجر معتصم الحميني برسم المرأة لأنها جزء معبر وظاهر في الحياة. من خلال نظرة عينية على أعمالها، يمكن للناظر أن يصل إلى قراءة اللوحة كلها فيشعر بما تقصده الفنانة وما تريد البوح به والتعبير عنه لتظهره في عملها. ومنها يمكن أن توضح للمتتبع عمق اللوحة وأبعادها وشفافيتها، فالألوان هي ما تتميز بها لوحاتها. فهي ترسم ألوان الفرح والبهجة في أعمالها وتنقل صورة للمتلقي عن الوجه المشرق والجميل من حياتنا.
الجدير بالذكر، أن ألوان الطبيعة، أينما كانت هي ألوان فرح وسرور ومحبة. هكذا توظف هجر الألوان الفاتحة في أعمالها لتعكس ما تراه في الغد المليء بالأمل.
تبقى الفنانة هجر معتصم متمكنة في عملها، ولوحاتها تتميز بنقرة تمر عبرها عواصف تلامس الصفاء والنقاء، لكنها لا تزال تتشبث بالأمل، هذا الأمل الذي تترجمه الفنانة إلى ألوان جميلة مستوحاة من جمال الطبيعة. فهي تسافر بكل من يعشق لوحاتها في رحلة عبر الزمان والمكان، لتعطيه أجمل ما في الكون من السعادة والطمأنينة. إنه الحاضر والمستقبل لفنانة ستبقى ريشتها خالدة تنتج أعمالا رائعة ستسافر لا محالة لتعرض في أكبر المحافل والملتقيات الدولية.
عبد المجيد رشيدي